وبالرغم من كل حملات "الترهيب" التى تعرضت لها الشوكولاته من قبل المؤسسات الطبية، إلا أنها ظلت تحتفظ بمكانة خاصة لدى الكبار قبل الصغار،
وظلت حبة "الشوكولا" إلى جانب الوردة، أحد أهم عناصر تعبير المحبين عن مشاعرهم.
وأصبحت الكعكة الغير مغطاة بهذه المادة كالرجل الأصلع الذى ترفض الفتيات النظر إليه.
العشرات من الأبحاث الطبية والعلمية، والدراسات المتخصصة،
أثبتت أن للشوكولاته فوائد كبيرة للإنسان ولطالما حاول العلماء الكشف عن أسرار إغراءات الشوكولاته وتفضيلها على سائر الحلويات وعدم القدرة على مقاومتها,
فأخضعوها للكثير من التحليلات والأبحاث لتحديد المكونات التى تلعب دورا رئيسيا فى منحها تلك القدرة على تحسين المزاج وزيادة طاقة الجسم. وفى خضم هذه الأبحاث,
توصل العلماء فى جامعة كامبريدج البريطانية من خلال إجراء عدد من المسوحات الدماغية، إلى أن طعم الشوكولاته الرائع هو ما يفسّر سبب ارتباطها بتحسن مزاج الإنسان ومعنوياته. وأوضح علماء الأعصاب فى كامبردج,
أن لهذا الأمر علاقة بالطعم نفسه أكثر مما يرتبط بالمواد الكيميائية المسؤولة عن المزاج والنفسية,
فلوح من الشوكولاته مثلا, لا يحتوى على كميات من المواد المحسنة للمزاج تكفى لإحداث الاختلاف, كما أن البعض منها قد يتواجد بتراكيز عالية فى قطعة من جبنة الشيدار أو النقانق مثلا،
إلا أن هذه الأطعمة لم ترتقى إلى درجة الشوكولاته فى آثارها.
وخلص العلماء إلى أن شم الشوكولاته وتناولها ينشط المناطق الدماغية المرتبطة بمشاعر السرور والسعادة, وتنشيط هذه المراكز بواسطة المزيج الفريد من المثيرات الحسية التى تملكه, هو الذى يجعل الإنسان سعيدا ومرتاحا.
واكتشف الباحثون فى جامعة ميدل سيسكس البريطانية بعد قياس النشاط الكهربائى لأدمغة عدد من المتطوعين تعرضوا لروائح مختلفة,
أن رائحة الشوكولاته كان لها تأثير مذهل على نشاط الدماغ حيث عززت مشاعر السعادة والرضا.
وعلى الرغم من احتوائها على سعرات حرارية كثيرة وتسببها أحيانا بمشكلات صحية أخفها البدانة والوزن الزائد, ينصح الأطباء بتناولها عند الحاجة إليها, وذلك لتعويض الجسم بالمواد التى يحتاجها وتساعده على القيام بأعماله. ويقول خبراء الكيمياء فى جامعة سكرانتون, أن الشكولاته مثل بعض أنواع الفاكهة والخضراوات, تحتوى على عناصر مضادة للأكسدة مفيدة جدا للصحة, فهى تطيل العمر,
حيث بينت الدراسات أن متوسط عمر محبى الشوكولا أطول من الذين لا يتناولونها إطلاقا, وتمنح الإحساس بالسعادة, إذ يشبه تأثيرها التأثير الكيميائى الذى يحدث للعشاق فى حالات الحب ،
وتؤثر فى المناطق الدماغية الخاصة بتحريك وإثارة المشاعر الراقية ,
فضلا عن دورها فى الوقاية, لأنها تحسّن من أداء الدفاعات المضادة للأكسدة ضد حالات التوتر الناتجة عن عوامل الأكسدة مثل تلوث الهواء والتدخين والإشعاعات فوق البنفسجية.
وأظهرت الدراسات أيضا أنها تمنع الإصابة بالقرحة, فقد اكتشف المختصون أن مضادات الأكسدة الموجودة فيها تعادل تلك الموجودة فى الأدوية المضادة للقرحة, فضلا عن فوائدها للقلب والأوعية بعد أن أثبتت نتائج الأبحاث أن بودرة الكاكاو المستخلصة تمنع تأكسد الكوليسترول السيء والتسبب فى الإصابة بتصلب الشرايين.
وأوضح الأخصائيون أن بعض أنواع الشوكولاته أكثر فائدة من الأنواع الأخري,
فبودرة الكاكاو التى تحتوى على ضعف كمية مضادات الأكسدة الموجودة وتشكل المادة الغامقة, هى أفضل الأنواع على الإطلاق, يليها الشكولاته السادة, ثم الشوكولاته بالحليب فى المرتبة الثالثة.
أثبتت بعض الأبحاث أن للشوكولاته خصائص طبيعية مسكنة للألم أيضا, لأنها تنشط إطلاق الأفيونات الطبيعية المسكنة فى الجسم. وقد وجد الباحثون فى الجمعية الأوروبية لطب القلب, أن الشوكولاته تتفوق فى خصائصها على العنب الأحمر المفيد وتشبه فى آثارها الأسبرين الذى يحمى القلب ويقلل مخاطر تجلط الدم. وفى أنباء جيدة أخرى لعشاق الشوكولاته تحملها عدد من الأبحاث, تبيّن أن الشوكولاته تكافح تسوس الأسنان. فقد توصلت أبحاث علمية أجرتها جامعة أوساكا اليابانية على بعض المكونات الداخلة فى تركيب الشوكولاته, إلى أن لها قدرة على حماية الأسنان من التسوس, ومنع تشكل الجير, لذلك فمن الممكن أن تستخدم قريبا فى صنع معاجين وقائية للأسنان.
م/ ن
المفضلات