.
.
.
في زمن عجّ بالمتناقضات من أقصاه إلى أقصاه ...
لا تستغرب أن يصيبك دوار شديد يفقدك التوازن والنظر بحكمة وروية ..
ولله درّ القائل ...
يقضى على المرء في أيام محنته = حتى يرى حسنا ما ليس بالحسنِ
هناك ... في أقاصي العالم ... احنشدت الآلالف المؤلفة لحضور حفل زفاف وصف بالملكي ...
وهنا ... في الجوار ... احتشد الآلاف من أجل حياة كريمة بعد أن ضاق بهم الحال عن الصبر على جور نصيري خبيث ... ولسان حالهم كما يقول فهد عافت :
زلّ وكتمت وزلّ وازددت كتمان = وازداد في غيّه وجاني بلايا
هناك ... كانت الملايين عبر الشاشات تنتظر قبلة الأمير للأميرة .. علها تطفئ في قلوبهم شهوة النظر إلى المحرمات ...
وهنا ... كانت قبلة الأم الثكلى على جبين ابنها الذي قتل ظلما لاتجد من يشاهدها أو يتعاطف معها ... في منظر بات شبه مألوف لنا ...
في كل يوم لنا ميْت نشيعه = نرى بمصرعه آثار موتانا
هناك حضر الملوك والرؤساء والزعماء من الجبابرة المتكبرين والذين أخبرنا بأنهم - أعني صفاتهم لا أشخاصهم - من أهل النار ...
وهنا ... كان الفقير والمسكين والمعدم والفلاح والصانع والحرفي ... يسجد لله شكرا بعد أن من عليه الكريم بهطول مطر أفشل خطة الطغاة بقطع المياه عنهم ... حرمهم العباد فأغاثهم رب العباد ...
هناك ... كان الكذب والزيف والمناظر الخادعة والابتسامات الصفراء متواجدة ...
بعض البشر مثل ابتسامات الأعراس = على كثر ماهي مثيرة .. ضريرة
وهنا .... كانت ابتسامة من نحسبهم في قوافل الشهداء صادقة لا تقبل التزييف ولا التحريف ....
مابين هنا ..... وهناك .... تختلف المشاعر ... ويتبين المهتم بأمر المسلمين ... ممن لا يهتم لأمرهم ...
مابين هنا ... وهناك ... تشعر بأنه يتوجب عليك لزاما أن تدعو بالهداية لمن أفرحته مناظر ذلك العرس الملكي .. حتى أنسته مناظر زف أرواح من نحسبهم في قافلة الشهداء ....
ومابين هنا .... وهناك ... يحق لي أن أرفع أكف الضراعة إلى المولى عزّ وجل ... داعيا قائلا :
اللهمّ لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا ...
.
.
.
المفضلات