النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: مَنْ فجعَ هذهِ بولدِهاَ ؟

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,686
    المشاركات
    1,686

    مَنْ فجعَ هذهِ بولدِهاَ ؟



    خطبة جمعة

    بعنوان



    من فجع هذه بولدها ؟


    كتبها / عبدالله بن فهد الواكد


    إمام وخطيب جامع الواكد بحائل





    الخطبةُ الأولَى
    الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ, الْقَائِلُ ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ أَرسلَهُ اللهُ رحمةً للعالمينَ القائلُ صلى الله عليه وسلم ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، ومَنْ تبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ .
    أمَّا بعدُ أيهاَ المسلمونَ : فأوصيكُمْ وإيَّايَ بتقوَى اللهِ جلَّ وعلاَ ، قَالَ سبحانَهُ وتعالَى ( وَٱتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )
    عبادَ اللهِ: إِنَّ الرّحمةََ هيَ سمةُ المسلمِ ، وعنوانُ المؤمنِ ، وطريقُ مَنْ وفقهُ اللهُ لإستحقاقِ رحمةِ الرحمنِ الرحيمِ سبحانَهُ وتعالى ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ( الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِى السَّمَاءِ ) ألا وإنَّ أوْلَى النَّاسِ برحمتِكُم أيها المسلمونَ ، أولائكَ الذينَ ارتسمتْ البراءةُ على وجوهِهِم ، وأقبلتْ وأدبرتْ الحَيْرةُ وقلةُ الحيلةِ في أيديهِم ، أولائكَ الورودُ والرياحينُ ، زينةُ الحياةِ الدنياَ وجمالُها ، وأُنسُهاَ وسعادتُهاَ ، أُنْسُ البيوتِ ، وثمراتُ الأفئدةِ ، ومآخذُ القلوبِ ، أولائكَ الأطفالُ الصِّغارُ، الذين هُمْ بأمسِّ الحاجةِ إلَى كَنَفٍ رحيمٍ ، ورعايةٍ حانيةٍ ، وبشاشةٍ سمحةٍ ، ووُدٍّ يسعُهُمْ ، وحُلمٍ يراعِي ضعفَهُمْ ، إنَّهُمْ بحاجةٍ إلَى قلبٍ كبيرٍ، يرحمُهُم ويُحسنُ إليهِمْ، ويرفقُ بِهمْ ويعطِفُ عليهِمْ
    أيها المسلمونَ : أنقلُ لكمْ صورةً مأساويةً لِماَ يحدِثُ في قلةٍ مِنْ هذا المجتمعِ ، خلاكُمْ ، وحاشاَ هذهِ الوجوهَ الطيبةَ ، هذا التصرفَ الوحشيَّ ، كلَّمَتْ إحدى الأخواتِ ، تشتكي وتبحثُ عَنْ حَلِّ لمشكلتِها ، تتكلمُ تلكمُ المرأةُ الضعيفةُ المكسورةُ ، وهي تبكي بكاءً مؤلماً ، يمزقُ الفؤادَ ، ويُدمى القلبَ ، طلَّقَهاَ زوجُها ، لِخلافٍ بينَهُماَ ، وأرادَ أنْ يتشفَّى منهاَ ، فلمْ يجدْ سبيلاً إلا هؤلاءِ الأطفالَ ، أخذَ أولادَهاَ ، ومنعَ هؤلاءِ الأطفالَ مِنْ رؤيتِهاَ ، حرمَهُم مِنْ رؤيةِ أمِّهِم ، التي حملتْهُم وهْناً على وهنٍ ، وأخذَ يساومُهُم على أبوَّتِهِ ونفقتِهِ ورعايتِهِ ، ويهدِّدُهُم إنْ طلبوا رؤيةَ أمِّهِم ، كسرَ الخواطرَ ، وجرحَ الأفئدةَ ، وقرَّحَ الأكبادَ ، وفجعَ هذهِ الأمَّ المسكينةَ بأولادِها ،
    عنِ ابنِ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: كناَّ معَ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ في سفرٍ فانطلقَ لحاجتِهِ فرأيناَ حُمَّرَةً معهاَ فرخانِ ، حُمرةً ، طيراً من الطيورِ ، فأخذناَ فرخيْهاَ فجاءتْ الحمرةُ فجعلتْ تفرشُ فجاءَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فقالَ : ( مَنْ فجعَ هذهِ بولدِهاَ ؟ ردوا ولدَها إليها ! ) ، طيرُ حمرةٍ ، رقَّ قلبُ الحبيبِ لحالِها ، وأمرَ بِرَدِّ ولدِهاَ عليهاَ ، وهذا الأبُ كأنَّ قلبَهُ صفوانٌ أصمٌّ ، فأيُّ قلبٍ غليظٍ ذلكَ القلبُ الرابضُ في صدرِ هذا الفظِّ الغليظِ ، أيُّ عقليةٍ حقودةٍ قاتمةٍ مظلمةٍ تلكَ التي نامتْ على أُمِّ رأسِهِ ، أيُّ أنانيةٍ وحبٍّ للذاتِ بلغَ بهذاَ العنيدِ البعيدِ عن الهدايةِ والتوفيقِ ، يالَمَرَارَة ِالأمرِ أيها المسلمونَ ، ويا لَعَتَامَةِ الموقفِ أيها المؤمنونَ ، حينماَ يكونُ هؤلاءِ الأطفالُ المساكينُ ، حلبةَ عراكٍ بينَ الزوجينِ ، وأدواتِ تصفيةِ حساباتٍ ، ووسائلَ ضغطٍ وإذلالٍ ، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ ، حينماَ يصلُ بالزوجِ الأمرُ إلى هذا المستوى من التفكيرِ ، أطفالٌ مساكينٌ ، يُحرمونَ رؤيةَ أمهِم لأشهرٍ وسنواتٍ ، ليُشبِعَ هذا المعتوهُ شهوةَ كبريائِهِ ، ولذةَ خُيلائِهِ ، ونشوةَ تعاليهِ ، وجُشاءَ تسامُقِهِ الممقوتِ ، على حسابِ أطفالٍ لا حولَ لهم ولا قوةَ إلا باللهِ ، على حسابِ أطفالِهِ ، وفلذةِ كبدِهِ ، وثمرةِ فؤادِهِ ، كأنهمْ آلاتٌ وجماداتٌ ، لا إحساسَ لهم ، ولا شعورَ لديهم ، ولا ولَهَ عندَهُم ، حُرموا حنانَ الأمِّ ، حُرِمُوا التي لماَّ سألَ أبو هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ، مَنْ أحقُّ الناسِ بحسنِ صحبتي يارسولَ اللهِ قال أمُّك قال ثم من قال أمُّك قال ثم من قال أمُّك قال ثم من قال أبوك ، ما هو الذنبُ الذي اقترفوهُ ، وما هو الخطأُ الذي ارتكبوهُ ، تصرفاتٌ عدوانيةٌ ، وتوجهاتٌ همجيةٌ ، أُبتُلِيَ بها قلةٌ في هذا المجتمعِ ، إذا وقعَ بينَهُ وبينَ زوجتِهِ خلافٌ ، أوطلَّقَها ، أصبحَ هؤلاءِ الضعفةُ المغلوبونَ على أمرِهِم ، أصبحَ هؤلاءِ الأطفالُ الذينَ ليسَ لهم يدٌ في زواجٍ ولا طلاقٍ ولا فراقٍ ، أصبحَ حرمانُهُم منْ أُمِّهِم متنفساً لضعافِ النفوسِ ، ومستراحاً لغلاظِ القلوبِ ، فأينَ الرحمةُ أيها المسلمونَ ، وأينَ الشفقةُ ، رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ ، هوَ الأسوةُ الحسنةَُ هو المثلُ الأعلَى يعاملُ الصِّغارَ بالرَّحمةِ والشَّفقةِ والرِّفقِ واللِّينِ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَداً كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، أينَ غابتْ تلكُمُ الرحمةُ التي أشرقَ لها الكونُ ، وكيفَ ضاقت تلكُمُ الرحمةُ التي وسِعتْ حتىَ قلوبَ البهائمِ والطيورِ ، هل صُمَّ عنها قلبُ هذا الأعوجِ الأهوجِ ،
    كانَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمُ يرحمُ الأطفالَ ويراعِي أحوالَهُمْ حتَّى وإنْ كانَ فِي صلاةٍ ، فعَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى إِحْدَى صَلاَتَىِ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَناً أَوْ حُسَيْناً ، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فَوَضَعَهُ ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلاَةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَىْ صَلاَتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا ... فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ قَالَ النَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَىْ صَلاَتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ. قَالَ ( كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِى فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِىَ حَاجَتَهُ ) اللهُ أكبرُ أيها المسلمونَ ، الحسنُ أو الحسينُ ركبَ على ظهرِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ وهو ساجدٌ فما رفعَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ظهرَهُ حتى نزلَ الصبيُّ من نفسِهِ خشيةَ أن يسقطَ ،
    وهاهوَ بأبي هوَ وأمِّي في موقفٍ أخرَ يرويهِ بُرَيْدَةُ بنُ الْحَصِيبِِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ ، ثُمَّ قَالَ ( صَدَقَ اللَّهُ ( إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ ) رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ ). ثُمَّ أَخَذَ فِى الْخُطْبَةِ .
    صلى عليكَ اللهُ ياعلمَ الهُدى ، يا مَنْ بعثكَ اللهُ رحمةً للعالمينَ ، إسمعوا إلى هذا الشفيقِ الرقيقِ ، الرحيمِ بأمتِهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ وهو يقولُ ( إِنِّى لأَقُومُ فِى الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا ، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِىِّ ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ ) صلى اللهُ عليكَ وسلمَ يارسولَ اللهِ ، يُداعبُ الصغارَ ، ويُلاطفُ الأطفالَ ، فعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ( صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الأُولَى ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ وَخَرَجْتُ مَعَهُ ، فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانٌ فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّىْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا ، وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدِّى فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا أَوْ رِيحاً كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ )
    وجَاءَه أَعْرَابِىٌّ فَقَالَ : تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ ؟ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ . فَقَالَ النَّبِىُّ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ( أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ ) وقَالَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ( لاَ تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلاَّ مِنْ شَقِىٍّ )
    أطفالُناَ ، الذي لا يرحمُ الأطفالَ أيها المسلمونَ ، ولا يرحمُ أولادَهُ وبناتِهِ ، ولا يمكِّنَهُم من زيارةِ أمِّهِم ورؤيتِها ، ينبغي أنْ تُنزعَ منهُ الولايةُ عليهِم ، لأنهُ غيرُ جديرٍ بهاَ ، وغيرُ أهلٍ لهاَ ، قالَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنهُ ، أنَّ مَنْ لاَ يَرحَمُ الصغارَ لاَ يصلحُ أنْ يتولَّى أمورَ الناسِ وشؤونَهُمْ ، لأنهُ سيعاملُهُمْ بقسوةٍ وجفاءٍ ، فعَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ : اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلاً مِنْ بَنِي أَسَدٍ عَلَى عَمَلٍ، فَجَاءَ يَأْخُذُ عَهْدَهُ . قَالَ : فَأُتِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِبَعْضِ وَلَدِهِ فَقَبَّلَهُ قَالَ : أَتُقَبِّلُ هَذَا ؟ مَا قَبَّلْتُ وَلَدًا قَطُّ . فَقَالَ عُمَرُ : فَأَنْتَ بِالنَّاسِ أَقَلُّ رَحْمَةً، هَاتِ عَهْدَنَا، لاَ تَعْمَلْ لِي عَمَلاً أَبَدًا.
    أيها المسلمونَ : رحمةُ الأطفالِ والشفقةُ بهم والعطفُ والحنوُّ عليهِم ، وعدمُ حرمانِهِم مِنْ أمَّهاتِهِم ، واجبٌ عليكُم ، حتى لو كانَ بينَكَ أيها الزوجُ وبينَ زوجتِكَ ، مشاكلٌ وخصوماتٌ ، وحتى لو كُنتَ قدْ طلقْتَهاَ ، الخصومةُ والطلاقُ بينكَ وبينَ الزوجةِ ، أماَّ الأطفالُ ، فما ذنبُ هؤلاءِ الصغارِ ، نحنُ أهلُ دينٍ وأهلُ رسالةٍ ربانيةٍ ، يجبُ أنْ نكونَ قدوةً للأممِ والشعوبِ ، في تعاملِناَ وتربيتِنا ورحمتِنا وشفقتِنا ، إنهُ مِنَ المؤسفِ حقاًّ ، أنْ يطالِعُنا المجتمعُ بيْنَ حينٍ وآخرَ بقصصٍ مؤسفةٍ عنْ قسوةِ الآباءِ علَى الصغارِ ، وحرمانِهِم من مصدرِ الحنانِ الذي لا يجدونَهُ في الدنيا ، إلا بينَ أنفاسِ هذهِ الأمِّ وفي حِجرِها ، بلاَ مبررٍ يُعرفُ أوْ ذنبٍ يُقترفُ ، وهذَا مخالفٌ لتعاليمِ دينِنَا الحنيفِ وللفطرةِ الإنسانيةِ السويةِ ، ومُنافٍ لتقاليدِناَ وأعرافِ مجتمعِنَا المتراحمِ الذِي يعيشُ أفرادُهُ كأسرةٍ واحدةٍ مترابطةٍ ، اللهمَّ اجعلْنَا منَ المتراحمينَ المرحومينَ برحمتِكَ يا أرحمَ الرَّاحمينَ. اللهمَّ وفِّقْنَا لطاعتِكَ وطاعةِ مَنْ أمرتَنَا بطاعتِهِ .
    أقولُ قولِي هذَا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُم فاستغفرُوهُ .


    الخطبةُ الثانيةُ
    الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ الرحمنِ الرحيمِ, وأشهدُ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لاَ شريكَ لهُ أرحمُ الراحمينَ , وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ, رحمةُ اللهِ للعالمينَ , اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، ومَنْ تبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ .
    أمَّا بَعْدُ : فاتقُوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التقوَى، واعلمُوا أنَّ معاملةَ الأطفالِ بالرَّحمةِ والرِّفق واللِّينِ هيَ السبيلُ الأمثلُ لبناءِ الأسرةِ المترابطةِ القويَّةِ ، ومجتمع يسودُهُ الحبُّ والوئامُ ، وهذَا مَا دعانَا إليهِ دينُنَا الحنيفُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( مَا كَانَ الرِّفْقُ فِى شَىْءٍ قَطُّ إِلاَّ زَانَهُ ، وَلاَ عُزِلَ عَنْ شَىْءٍ إِلاَّ شَانَهُ ) ، واعلمْ أيهاَ الأبُ الذي حَرمتَ أطفالَكَ من أمِّهِم ، أنكَ ستُحرَمُ من بِرِّهِمْ إذا كبُرْتَ ، وصرتَ في أمسِّ الحاجةِ لرعايتِهم وبرهِم وعنايتِهم ، ولنْ تجدَ أُماًّ تحثُّهُم على صلةِ والدِهِم ، واعلمْ أنَّ الدنيا لا تدومُ على حالٍ وكما تدينُ تدانُ
    هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْه ، قَالَ تَعَالَى ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )



    الملفات المرفقة


  2. #2
    شبكة شمّر الصورة الرمزية ام الرغفان


    تاريخ التسجيل
    01 2010
    الدولة
    بيتنا
    المشاركات
    5,627
    المشاركات
    5,627


    جزاك الله الف خيرررر




  3. #3
    مشرفة مضيف الاسرة الصورة الرمزية شموخ شمالية


    تاريخ التسجيل
    10 2008
    المشاركات
    14,566
    المشاركات
    14,566


    .
    .


    ليت أهل القلوب القاسية تسمع مثل هذه الخطب لِكي تلين قلوبهم

    جزاك الله خير الجزاء شيخنا الفاضل
    وبارك الله في علمكم



    وأن أردت التفاخر بشيء
    ذكرت { أبي } لا أكثـر ..!

  4. #4
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    بارك الله فيك شيخنا الفاضل










  5. #5
    خاطر توّه واصل الصورة الرمزية alwafi


    تاريخ التسجيل
    04 2011
    المشاركات
    50
    المشاركات
    50


    جزاك الله خير الجزاء علي هذه الخطبه

    وانها والله تلمس واقع مرير يقعن فيه بعض الامهات بعد الطلاق




معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. [ ... مَنْ سَبّح سَجَد ...]
    بواسطة سيدة القـــــلم في المنتدى مضيف آدم وحواء
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 02-01-2009, 14:35
  2. بِطَاَاَاَاَقَةْ وَرَدْ لِ مَنْ تََوَدْ
    بواسطة شام في المنتدى مضيف الإهداءات
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 22-06-2008, 14:01
  3. قلْ لي مَنْ هوَ عدوَكَ ،،، أقولُ لكَ مَنْ تَكونْ !!
    بواسطة شام في المنتدى قضية ورأي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31-01-2008, 20:13
  4. هذهِ ليلتي....
    بواسطة شيمة في المنتدى مضيف الأدب العربي الفصيح
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-07-2004, 03:02

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته