قذف الناس بأوصاف تحط من كراماتهم سلوك غير مقبول على مختلف الصعد، ومتى ما بدر هذا السلوك ممن يمثل الشعب في البرلمان الذي يفترض به المساهمة في حل قضية أهلنا البدون، فإنه موقف يثير التعجب والحزن معا، ذلك أن ادارة مشكلات الدولة وقضايا الناس تتطلب الفطنة واختيار الكلمات التي تصب في صالح الحل، لا الأوصاف التي تعمق المشكلة وتزيد الطين بلة.

قضية أهلنا البدون قضية وطنية تخص جميع الكويتيين، وقد أضحت تباشير حلولها تلوح في الأفق بعد أن اتسعت الشرائح المؤيدة لحقوق البدون والتي تنادي بتسريع الحلول الوطنية والقانونية والانسانية، خاصة بعد ثورة المعرفة وتوافر المعلومات وسهولة الاتصال بين البشر وانتشار مفاهيم حقوق الإنسان.

هذه البشائر بحاجة الى مزيد من الجهود الخيرة التي يمكن أن تسهم في إنضاج الحلول النهائية فتكون خاتمة لمعاناة أهلنا البدون، وذلك أمر لن يتحقق في ظلال المظاهرات البدونية أو التشنجات البرلمانية أو الترهات الاعلامية الرخيصة التي تصب الزيت على النار فتعوق الجهود الطيبة عن بلوغ مراميها.