هذه المشاركة سبق وان كتبتها في موضوعي السابق شمر اسطورة القبائل العربية
لكن سأوردها هنا بموضوع مستقل لان البعض عندما يرى الموضوع طويلا لايقرأه حيث بلغ عدد صفحات الموضوع اكثر من 60 صفحة في الجزء الاول من الدراسة وللجزئين معا حوالى 200 صفحة
قد يستغرب البعض من أن قبيلة عربية كشمر لها أحداث واحتكاكات مع الفرس الايرانيين لكن هذه حقيقة واقعة اذا لابد أن نشير لذلك ونبين مدى فاعليه هذه القبيلة وتأثيرها القوى لقلب موازين القوى والمتمثل بانتصار القوات الشمرية على القوات الفارسية الغازية على العراق ودحرها بعد عجز الحكومة عن ذلك وهذا ماسنذكره هنا من النصوص التى وردت في المراجع
.................................................. ..................................................
(( لم يهدأ الايرانيون عن أطماعهم تجاه العراق وأرضه منذ اقدم العصور وفي آخر احتلال لهم على العهد الصفوي الذي طردهم منه العثمانيون عام 1534م ثم حملة نادر شاه الفاشلة على العراق 1746م ظهرت الاطماع الايرانية من جديد تجاه العراق على يد الشاه فتح علي ومعاونيه بين عامي ( 1819-1822م) وقد بدأت المناوشات بين القوات الفارسية وقوات المماليك عندما ساند محمد على مرزا حاكم كرمنشاه أحد المتمردين الاكراد على داؤد باشا وهو محمد بابان الذي طلب من الحاكم الفارسي أن يمده بقوات تساعده فأرسل له 10 الآف مقاتل إستطاعت هذه القوات أن تحتل المناطق المحيطة بكركوك من جهة ايران ولم يستطع عبدالله باشا دعم داؤد وقائد قواته ان يواجه هذه القوة فعاد الى بغداد مع قواته وحاول داؤد ان يفاوض عبدالله بابان والشاه الفارسي على سحب قواته ولكن محمد على ميرزا كان يطمع في الوصول الى بغداد فأرسل بعض القوات لمحاصرة بغداد عبر ديالى , وهنا تظهر القوة العربية والحس القومي الاصيل لدى شمر وشيخها صفوك الجربا في الحفاظ على أرض العراق وعروبته ضد أطماع الفرس فتصدى لهم وشرذم هذه القوات وقد وصف لنا ابن سند المعاصر للأحداث موقف المحزم هذا بقوله في ص 340
((وقد كان ارسل والي كرمان مقدار الف من عسكره للميره من تلك الاوطان ويقصد به اقليم ديالى نواحي الخالص وخراسان لينهبوا القرى العربية والبساتين وحل فيهم صفوك الجربا وقراهم طعنا وضربا وسقاهم بدل العذب عذابا وجرعهم بالسيوف مرا وصابا فقتل منهم الكثير والباقي بين مهزوم وأسير وغنم من أسلحتهم مابه الكسر لاجنحتهم ))
وقد طلب والى كرمنشاه على أثر هذه الهزيمة النكراء التى الحقتها به شمر وشيخها الصلح والهدنة من داؤد باشا وبذلك حمى الشيخ الجليل صفوك بن فارس الجرباء بغداد وماحولها من مناطق ديالى من السقوط بيد الفرس وذلك عام 1821م وعلى إثر هذا النصر الذي احرزته شمر فقد ازداد الوضع المادي لشمر تحسنا وقويت الصداقة بين صفوك وداؤد باشا واصبح صفوك في مقدمة شيوخ العشائر عند داؤد وأعاد المحزم لشمر مكانتها بين القبائل العربية في سيطرتها على كامل الجزيرة الفراتية ))
كتاب آل جربا ومشاهير قبيلة شمر في الجزيرة العربية
تأليف خالد عبدالمنعم العاني
ص129
.................................................. ................................................
(( ولما عين الحاج نجيب باشا واليا على بغداد عام 1258هـ أرسل له الشيخ صفوك الجربا خطابا ذكر فيه سروره من هذا التعيين وطلب منه أن يقبل لجوءه الى ولايه بغداد بسبب العلاقات السيئه بينه وبين والى الموصل محمد باشا مشيرا الى الخدمات التى قدمها للدولة في الدفاع عن أراضيها ضد الهجوم الذي قام به الايرانيون على بغداد ))
كتاب آل جربا ومشاهير قبيلة شمر في الجزيرة العربية
تأليف خالد عبدالمنعم العاني
ص298
.................................................. ................................................
(( في عام 1822م
أنفذ الشيخ صفوك القوات العثمانية والمملوكية من أيدي الفرس بقيادة أخي الشاه وولي عهده الامير عباس ميرزا والي اذربيجان .....))
ومنح لقب وزير بعدها
كتاب آل جربا ومشاهير قبيلة شمر في الجزيرة العربية
تأليف خالد عبدالمنعم العاني
ص130
.................................................. ...........................................
يتكلم هنا عن الهجوم الفارسي على بغداد بعصر المماليك 1821م
((وحتى في حالتهم الضعيفه أرسل الفرس عدة جماعات غازية نحو عاصمة المماليك, التقت هذه الجماعات بجماعة من شمر يقودها صفوق بن فارس, فدحر المقاتلون الشمريون هذه القوة الفارسية الكبيرة في سلسلة مقابلات من الهجوم والانسحاب))
كتاب قبيلة شمر العربية مكانتها وتاريخها السياسي
تأليف جون فريد يريك وليامس
ص76
.................................................. ................................................
أيضا للمرة الثانية تهزم قبيلة شمر الفرس الايرانيين كما نرى هنا
(( ومنشأ هذا القتال الثاني يعود الى نزاع حول السيطرة على عشيرتين فارسيتين رحالتين لجأتا الى باشا أرضروم ولما طلب السلطان مساعدة ولاة ديار بكر والموصل وبغداد ضد الفرس سنة 1822 قام داوود باشا بواجبه في إرسال جيش كبير لمساعدته ,
وتولى الكهيا الجديد الحاج طالب آغا قيادة قوة قوامها 10000رجل (عشرة الاف ) الى الشمال عونا للسلطان. وفي نفس الوقت تولى محمد حسين مرزا قيادة 40000جندي فارسي ( أربعين ألف ) عبر الحدود وطرد الجيش التركي الى قزل رباط , وقد شعر القادة الاتراك بالفاجعة القريبة فخططوا للإنسحاب
لكن القوة الفارسية المهاجمة أوقفت لأمد من قبل الشيخ صفوق وأتباعه المقاتلين من شمر بين شهر بان والخالص , وبنتيجة الخطة السوقية المتفوقة إستطاع الزعيم الشمري أن يقسم القوات الفارسية ويدحر قوة تفوقه كثيرا. وقامت العشيرة بعد إنتصارها بنهب المعسكر الفارسي وإنسحبت بغنائم وفيرة ))
كتاب قبيلة شمر العربية مكانتها وتاريخها السياسي
تأليف جون فريد يريك وليامس
ص 77
انتهى
................................
وماكانت هذه الا نبذه يسيرة وهناك مراجع عديدة ذكرت تلك البطولات التى تعد جزء من تاريخنا
وقد سجل التاريخ لقبيلتنا شمر هذه الانتصارات على الايرانيين الفرس والحمد لله
نايف الصنيدح الشمري
.
.
المفضلات