الشعر المزدوج في العصر العباسي
حاول الشعراء العباسيون الخروج على نظام
القصيدة،ونظام الوحدة القافيةالواحدة،وكان
لهذه المحاولات المحاولات عوامل كثيرة ساعدت
على ظهورها وانتشارها في هذا العصر..
أهم هذه العوامل :-
أ- الرغبة في تجديد والخروج على المألوف.
ب- نظم أشكال جديدة تصلح للغناء، وتوائم مجالس الطرب.
ج- الرغبة في مسايرةالذوق الحضاري الجديد،
و الانسجام مع البنية الثقافية العامة في العصر
العباسي الأول، والصورة عامة.
فقد كانت هناك ظروف ذاتية وظروف موضوعية
أسهمت في ظهور هذه الأنماط الشعرية في هذا
العصر.
أما بشأن المزدوج فهو نمط شعري مبني على
أساس الأبيات المصرعة بمعنى أنّ قافية الشطر
الأول هي قافية الشطر الثاني نفسها، وقد
استعمل الشعراء العباسيون هذا النمط في نظم
بعض المسائل العلمية قصد حفظها..
وتعليم الناشئة بوساطتها، وأهم من نظم في
المزدوج الشاعر العباسي أبو العتاهية له مزدوجة
طويلة بعنوان
( ذات الحكم والأمثال)
وهذه بعض أبياتها : من بحر الرجز
حسبك ممّا تبتغيه القوت **** ما أكثر القوّات لمن يمـــــوت
الـفقر فيما جاوز الكفاف **** من أتقى الله رجا وخــــــافا
هي المقادير فلمني أو فذر**** إن كنت أخطأت فما أخطأ القدر
لــكل ما يؤذي وإن قلّ ألم**** ما أطول الليل على من لم ينم
وعلى هذا النسق يبني الشاعر مزدوجة، فكانت أطول ما كتبه، ولعلّ خروجه على القافية الواحدة سهل عليه عملية القول الشعري ومنحه القدرة في التعبير عن مشاعره وأحاسيسه، وموقفه من الوجود، ولم تقف القافية عائق أمام استرساله في النظم.
كما ورد في ديوان أبي نواس المخطوط رواية الأصفهاني مزدوجة في باب المجون يقول فيها :-
يا راقد الليـــــــل **** احذر من الويل
لا تؤمن الدهــــر**** إنّ لـــهُ غــــدرا
الدهر ذو صرف **** يرميك بالحيف
ويروي الأصفهاني أن أبا العتاهية عارض هذه المزدوجة التي كتبها أبو نواس في الزّهد بمزدوجة أخري قال فيها :-
( مجزوء الرجز)
أناّ لفي اغتــــــرار****بالليل والنهـــار
حتى متى التّواني****ونحن في التفاني
ما أوضح السبيلا**** وأسرع الرحيلا
أما ترى العيون **** ما تصنع المنون
أين اللذين كانوا ****أفناهم الزمــــــان
رأيت كــــل يوم**** فيه هلاك قـــــوم
سؤال : ماهي المسمطات !؟
ولكم التحية
المفضلات