.
.
.
لطالما كنت أتساءل ... وأتثر زوبعة من التساؤلات حولي ...
ما الذي يمنع البعض من قول الكلمة الطيبة وكسب قلوب النّاس بها ..
بدلا من الإسراع بنفث السموم من فيه ..!!
ما ضرّ المرء لو كان كلامه طيبا ... منطوقه مؤدبا ... لفظه شرعيا ...
ما ضرّ لو بادر بقول المعروف ... وأحجم عن قول السئ وغير المألوف ..!!
لم يكن لدي حينها إجابة شافية ..
حتى سمعت أحد كبار السنّ يوما يقول بلهجته الشمالية الجميلة :
( الكلمة الطيبة مو كل أحد يقدر عليَه )
فكرت مليا فيما قال ...!!
أحسست به أراد أن ينبهني أكثر ...
بأن الكلمة الطيبة عسيرة فعلا ...
وهي يسيرة على من يسرها الله عليه ..
عسيرة على من هم ليسوا بأهلها ..
وإلا .... لكان النّاس كلهم في المعيار سواسية ...
وعرفت حينها أنّ تحمل المشاق في بذل تلك الكلمات ... وتدريب النفس مليا عليها ..
هي من يرفع المرء في عليين ... أو يخفض به في أسفل السافلين ..
ولله درّ المتنبي حين قال :
لولا المشقّة ساد النّاس كلهم = الجود يفقر والإقدام قتّال
فلا تعجبن أخي الكريم من شخص لم يوفقه الله لقول الكلمة الطيبة .. فإن لسانه بها ثقيل .. وقلبه بحب ماسواها عليل .. ودأبه على كسب قلوب الناس قليل .. فدعه وما أحبّه .. وإياك أن يصيبك منه شرر فيحرق ثيابك ... وابتعد حتى لا تنتنك رائحة أخلاقه ... وأكثر من قول :
الحمدلله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضّلني على كثر ممن خلق تفضيلا
.
.
.
وقر في قلبي .. بعد جولة في الانترنت ..
المفضلات