عرق النسا بفتح النون عرف منذ القدم عند العرب كمرض يتميز بآلام شديدة تمتد من أسفل الظهر إلى الناحية الخلفية من الفخذ والساق، وكلمة النسا تعني الطويل وذلك لأنه العصب المريض والمعروف علمياً بالعصب الوركي هو أطول عصب في الجسم، وهذا المرض ينتج عن إنزلاق غضروفي في الفقرات القطنية يحدث عندما تخرج المادة الجيلاتينية من الديسك من مكانها وتتجه نحو الأعصاب لتضغط عليها وتهيجها وتحدث التهاباً فيها مما يؤدي إلى شعور المريض بالآلام في الفخذ والساق حتى القدم قد يصاحبها خدور وتنميل في الجلد في منطقة الساق والقدم، هذه الالام قد تكون شديدة وعادة ما يشبهها المرضى بالتيار الكهربائي أو بسيخ من نار، أما في الحالات التي يتم إهمالها فقد تتطور الأعراض لتصبح شللاً جزئياً في إحدى العضلات التي يغذيها العصب الوركي مما يؤدي إلى فقدان التحكم في حركة القدم وبالتالي إلى صعوبة في المشي، وعادة ما يتم التشخيص بالفحص السريري وأشعة الرنين المغناطيسي التي عادة ما يظهر فيها العصب المريض.
أما بالنسبة للعلاج فعادة ما يبدأ بالعلاج التحفظي الذي يتكون من الراحة لبضعة أيام واستعمال الأدوية المسكنة والأدوية المضادة للالتهاب ومجموعة فيتامين "ب"، كذلك يجب استخدام الأحزمة الطبية والمخدات الساندة للظهر وعمل جلسات علاج طبيعي مكثفة، وعادة ما تستجيب الغالبية العظمى من المرضى لهذا العلاج التحفظي خلال ستة أسابيع وذلك بأن تخف الآلام بشكل كبير ويعود المريض لممارسة حياته أو حياتها بشكل طبيعي، أما في الفئة التي لا تستجيب للعلاج التحفظي فإن التدخل الجراحي يكون الحل الأمثل لإزالة الانزلاق الغضروفي ورفع الضغط عن الأعصاب، هذه الجراحة عادة ماتتم عن طريق جرح صغير ( 3سم) في الظهر وباستخدام الميكروسكوب.
وعادة ما تستغرق العملية من 45إلى 60دقيقة وهي ذات نسبة نجاح تتجاوز 95% وعادة ما يصحو المريض من البنج وقد زالت آلام عرق النسا أما ألم الجرح فيكون بسيطاً ويستمر يوماً أو يومين، وعادة ما يتمكن المريض من الحركة والمشي في نفس يوم العملية ويمكنه العودة للأعمال المكتبية خلال ثلاثة أسابيع والعودة لأي أعمال أخرى خلال ستة أسابيع.
المفضلات