.
.
.
يعمد الإنسان إلى بثّ همومه وغمومه عبر حروفه ...
متقمصا دور الشاكي .. باحثا عمن يحتضن شكواه .. ويشاركه همومه ..
في حادثة الإفك التي برّأ الله فيها الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها من فوق سبع سموات ...
كانت إمرأة من الأنصار تأتي للصديقة وتواسيها بالبكاء معها فقط لاغير ... فكبر ذلك عند الصديقة رضي الله عنها ... وحفظت لها ذلك الفضل ..
من الصعب أن تجد في هذا الزمان من يستمع لك ... فضلا عن أن تجد من يشاركك همومك .. ولو بدمعة يذرفها ... لتخرج دمعتك من وحدتها ..
قد تكون الشكوى مذمومة ... ولكنها ليست على كل حال ...
يضيق الصدر ... وتتحشرج الأنفاس ....
فتلجأ لأقرب من تظن أنه سيسمعك ... لتبث إليه حزنك ...
تعلم أنه لن يغير من حالك شئ ...
تعلم أنه قد لا يأبه لك أحيانا ..
ولكنه .. شئ تريد إخراجه من صدرك قبل أن ينفجر على هيئة صرخات تصمّ الآذان ... فيسمعها من تحب ومن لا تحب ... فيستبشر بها الشامتون .... ويسعد بها المبغضون .... وتسقط من عين المحبين ...!!
ضيق صدر ... وضيق مسكن ... وخواء فكر ... وخواء جيب ... وقلة حيلة !!
ظلمات بعضها فوق بعض .... !!
اللهم سلّم سلّم ...
ولا يبدد ذلك كله ... إلا البوح لحبيب ... أو قريب .. أو أي أحد كان ... ففي بعض الأحيان .... المهم هو البوح .... لأي كان ....
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى = وصوّت إنسان فكدت أطيرُ
وقد لا يكون من تبحث عنه ... أنسانا ... فلطالما خاطبت الجماد ... فوجدته لا ينفع .. ولكنه لا يضرّ ....
وأقسى ما عانيت منه ... هو بث أحزاني لنفسي .. فوجدتها أشدّ لوما لي وتقريعا من غيرها ...
اللهم إليك اشكو بثي وحزني .....
المفضلات