يقول حاتم الطائي :-
أماوي! قد طال التجنب والهجر
وقد عذرتني من طلابكم العذرُ
أماوي! إن المال غادٍ ورائح
ويبقى من المال الآحاديث والذكرُ
أماوي! إني لا أقول لسائلٍ
ـ إذا جاءَ يوْماًـ : حَلّ في مالِنا نَزْرُ
أماوي! إما مانع فمبين
وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ
أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى
إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ
الى ان يقول :-
وقد عَلِمَ الأقوامُ لوْ أنّ حاتِماً
أراد ثراء المال كان له وفرُ
وإني لا آلو بكالٍ وضيعة
فأوّلُهُ زادٌ وآخِرُهُ ذُخْرُ
يُفَكّ بهِ العاني ويُؤكَلُ طَيّباً
وما إن تعريه القداح ولا الخمرُ
ولا أظلِمُ ابنَ العمّ إنْ كانَ إخوَتي
شهوداً وقد أودى بإخوته الدهرُ
عُنينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى
كما الدهر في أيامه العسر واليسرُ
كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَة ً
وكلاً سقاناه بكأسيهما الدهرُ
فما زادنا بأواً على ذي قرابةٍ
غِنانا ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ
فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ وسُلّطتْ
على مُصْطفَى مالي أنامِلِيَ العَشْرُ
وما ضَرّ جاراً يا ابنة َ القومِ فاعلمي
يُجاوِرُني ألاَ يكونَ لهُ سِترُ
بعَيْنيّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَة ٌ
وفي السّمعِ مني عن حَديثِهِمِ وَقْرُ
المفضلات