الحمدُ للهِ ذي المنِّ والعطاءِ، يوالي على عبادِهِ النعماءَ، ويرادفُ عليهم الآلاءَ، أحمدُهُ وأشكرُهُ على حالِ السَّراءِ والضراءِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، وأشهدُ أن نبيَّنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ ، إمامَ الحنفاءِ وسيدَ الأصفياءِ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ الأوفياءِ، وصحابتِهِ الأتقياءِ، والتابعينَ ومن تبعَهم بإحسانٍ ، ما دامتْ الأرضُ والسماءُ ، وسلمَ تسليماً كثيراً. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )وقال سبحانه (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً): أما بعدُ أيها الأحبةُ في الله : تَحدثتُ في الجُمعةِ الماضيةِ ، عن رحمةِ المخلوقِ بالمخلوق ، وما يترتبُ عليها من الأجر العظيم ،مِنَ الملكِ البر الرحيم ، واليوم سأُحِدثكم عن الرحمةِ الشَّامِلةِ الكامِلةِ ، رحمةُ أرحمِ الرَّاحمين ، التي عمَّتْ جميعَ الكائناتِ ، فما مِنْ موجودٍ إلاَّ وبِرَحمةِ اللهِ يحيا ، وفي ظلالِها يعيشُ ،يقولُ سُبحانه ( فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ)ويقولُ جلَّ في عُلاه ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ )يقولُ :سفيان بن عيينة ، رحمه الله ، قال أبو بكر الهذلي لما نزلت هذه الآية : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) مدَّ إبليسُ عُنقَهُ فقال : أنا من الشيء ، فنزلَ قولُ الله (فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) فاللهُ عزَّ وجلَّ ، يرحمُ عبادَهُ رحمةً عامةً ، فيشملُهم بها أجمعينَ ، ويرحمُ رحمةً خاصةً بعبادِهِ المؤمنينَ المُتَقين , يَرحمُ سبحانَهُ عبادَهُ المعذَبينَ ، فَيُزيلَ عنهم العذابَ , ويرحمُ الضالينَ فيهديَهم إلى رُشدٍ وصوابٍ، ويرحمُ المذنبينَ فيغفرَ ذنوبَهم ويسترَ عيوبَهم ، ويجودَ بإحسانِهِ على التائبينَ ، فكم للهِ على الخلقِ من نعمٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى، ومِنَنٍ لا تُكافأُ ولا تُجزى، يقولُ عُمَرُ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهُ ، كما في البخاري ومسلم ، قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ e بِسَبْىٍ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْىِ تَبْتَغِى ، [ أي تبحث] إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِى السَّبْىِ أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ e { أَتَرَوْنَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِى النَّارِ} قُلْنَا لاَ وَاللَّهِ وَهِىَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e { لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا }أللهُ أكبر،سُبحانَ الملِكِ البرِ الرحيم ، وفي سُنن بن ماجةَ من حديثِ ابْنِ عُمَرَ رضي اللهُ عنهُما قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ e فِى بَعْضِ غَزَوَاتِهِ فَمَرَّ بِقَوْمٍ فَقَالَ مَنِ الْقَوْمُ ؟ فَقَالُوا نَحْنُ الْمُسْلِمُونَ. وَامْرَأَةٌ تَحْصِبُ تَنُّورَهَا ،وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا ، فَإِذَا ارْتَفَعَ وَهَجُ التَّنُّورِ ، تَنَحَّتْ بِهِ ، فَأَتَتِ النَّبِىَّ e فَقَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ {نَعَمْ } قَالَتْ بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى ،أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ ؟ قَالَ {بَلَى }قَالَتْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَرْحَمَ بِعِبَادِهِ مِنَ الأُمِّ بِوَلَدِهَا ، قَالَ {بَلَى } قَالَتْ فَإِنَّ الأُمَّ لاَ تُلْقِى وَلَدَهَا فِى النَّارِ. فَأَكَبَّ رَسُولُ اللَّهِ e يَبْكِى ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهَا فَقَالَ { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُعَذِّبُ مِنْ عِبَادِهِ ، إِلاَّ الْمَارِدَ الْمُتَمَرِّدَ ، الَّذِى يَتَمَرَّدُ عَلَى اللَّهِ ،وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ}وفي مسندِ الإمامِ أحمد ، من حديثِ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنهُ ، عَنِ النَّبِىِّ e قَالَ { لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا طَمِعَ فِى الْجَنَّةِ أَحَدٌ ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ ، مَا قَنَطَ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدٌ ، خَلَقَ اللَّهُ مِائَةَ رَحْمَةٍ ، فَوَضَعَ رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ خَلْقِهِ يَتَرَاحَمُونَ بِهَا ، وعَنْدَ اللَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ رَحْمَةً }وفي صحيحِ مسلم من حديثِ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِىِّ eقَالَ { إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ }ويقولُ عليهِ الصلاةُ والسلام ،كما في البُخاري ، من حديثِ أبي هُريرةَ رضي اللهُ عنه{ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا قَضَى الْخَلْقَ كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ إِنَّ رَحْمَتِى سَبَقَتْ غَضَبِى} فنحنُ أيها الأخوةُ في اللهِ ، نعبدُ رباً هذهِ رحمتُهُ ، وهو رحمن الدُّنيا والآخرة ورحيمهما، فَأين الذينَ أسرفوا على أنفسهِم ، وخُدعوا بالدُنيا وزينتها ، وغرّتْهُم الأماني ، وانجفَلوا إلى تُرَّهات الشرق ، وخُزعبلات الغرب ، وساخت أقدامُ الخطايا منهُم ، في وَحْلِ الخطيئةِ والضَّياع ، وأيَّسهُم الشيطان ، من عفوِ ورحمةِ ربِّهِم وخالِقهم ، الذي يقولُ جلَّ في عُلاه (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) واللهِ إنَّ العبدَ ليستَحيي أن يُقابِلَ هذهِ الرحمةَ ، بِخدشِ إيَّامِهِ ، وكثرةِ آثامِهِ ، ألا هُبُّوا إلى واسِع الفضل وكريمِ المن ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم
ونفعني وإياكُم بهدي سيدِ المُرسلين وتابَ عليَّ وعليكم إنهُ هو التوابُ الرحيمُ : أقولُ ما تسمعونَ وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ والمسلماتِ من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه يغفرْ لكم إنه هو الغفورُ الرحيمُ
الحمد لله حمداً لا ينفد، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ الواحد الأحد الفردُ الصَّمَد، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُه صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.أما بعدُ :أيها الأحبةُ في الله ، إليكُم مشهدٌ مِنْ مشاهدِ رحمةِ الله بعبادهِ يوم القيامه ، كما جاءفي البخاري من حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه وفيه{ رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ قَدْ قَشَبَنِى رِيحُهَا ، وَأَحْرَقَنِى ذَكَاؤُهَا ، فَاصْرِفْ وَجْهِى عَنِ النَّارِ ، فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو اللَّهَ . فَيَقُولُ لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ أَنْ تَسْأَلَنِى غَيْرَهُ . فَيَقُولُ لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ . فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ ، ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ يَا رَبِّ قَرِّبْنِى إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ . فَيَقُولُ أَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لاَ تَسْأَلْنِى غَيْرَهُ ، وَيْلَكَ ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ . فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو . فَيَقُولُ لَعَلِّى إِنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ تَسْأَلَنِى غَيْرَهُ . فَيَقُولُ لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ . فَيُعْطِى اللَّهَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ ، أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهُ ، فَيُقَرِّبُهُ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا رَأَى مَا فِيهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ ، ثُمَّ يَقُولُ رَبِّ أَدْخِلْنِى الْجَنَّةَ . ثُمَّ يَقُولُ أَوَلَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لاَ تَسْأَلَنِى غَيْرَهُ ، وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ ، مَا أَغْدَرَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لاَ تَجْعَلْنِى أَشْقَى خَلْقِكَ . فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ ، فَإِذَا ضَحِكَ مِنْهُ أَذِنَ لَهُ بِالدُّخُولِ فِيهَا ، فَإِذَا دَخَلَ فِيهَا قِيلَ تَمَنَّ مِنْ كَذَا . فَيَتَمَنَّى ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ تَمَنَّ مِنْ كَذَا . فَيَتَمَنَّى ، حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الأَمَانِىُّ ، فَيَقُولُ لَهُ هَذَا لَكَ ، وَمِثْلُهُ مَعَهُ } قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَذَلِكَ الرَّجُلُ ، آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً ، وفي صحيحِ مسلم من حديثِ أَبِى ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e { إِنِّى لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ ، وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا ،رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُقَالُ اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذُنُوبِهِ ، وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا. فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ ، فَيُقَالُ عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا ، وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ نَعَمْ. لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ ، وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كِبَارِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ. فَيُقَالُ لَهُ فَإِنَّ لَكَ مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً. فَيَقُولُ رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْيَاءَ لاَ أَرَاهَا هَا هُنَا } فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ e ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، وفي مُسند الإمام أحمد من حديثِأَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e { لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ أَحَدٌ إِلاَّ بِرَحْمَةِ اللَّهِ } قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْتَ قَالَ { وَلاَ أَنَا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِىَ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ }فنسأل الله عزَّ وجلَّ أن يرحمَنا برحمتِهِ التي وسعة كل شي ، وأن يجعلنا من المتقين ، الذين كتبَ لهُم رحمته ـ عبادَ الله ـ من سؤالِ الرحمةِ فقد كانَ النبيُّ e يقولُ: {اللهم اهدني وارحمني وعافني واجبرني}وكانَ e يسألُ اللهَ الرحمةَ في أكثرِ من دعاءٍ، وكان يستعيذُ برحمةِ اللهِ من عذابِهِ، نسألُ اللهَ عز وجل من واسعِ رحمتِهِ ، عباد الله صلّوا رحمني اللهُ وإيَّاكم ، على الهادي البشيرِ ، والسراجِ المنيرِ ، كما أمرَكم بذلك اللطيفُ الخبيرُ ، فقال سبحانه قولاً كريما ( إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) وقد قالَ عليهِ الصلاةُ والسلامُ { حيثما كنتُم فصلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تبلغني }وقال{ من صلى علي صلاةً صلى اللهُ عليه بها عشراً } اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللهم دمرَ أعداءَ الدينِ، واجمعْ قلوبَ عبادِكَ المسلمينَ ، واجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً، وجَنّبه الفتن ماظهرَ منها وما بطن ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ ، ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )
المفضلات