في شتاء العام الماضي و في أحدى – كشتات – البرّ كنت أنا و زوجات أخوتي و أختي الكبرى نتسامر حول شبة النار ..
و بحكم أنهن جميعاً متزوجات إلا أنا الوحيدة العزباء
طرحت عليهن هذا السؤال الاستفزازي :
" ما رأيكن يتزوج عليك زوجك أو يخونك ؟ أيتهن أهون عليكِ ؟! "
قالت زوجة أخي بلهجة غاضبة حادة : " يوووووه و الله يخوني و لا يتزوج علي ..!! "
هنا قلت بيني و بيني :" لـ هدرجة تغار على أخوي "
و حين جاء دور أختي الكبرى لتجيب على السؤال قالت بعد صمت طال و أخذت تقلب عينيها ذات الشمال و ذات اليمين :
" و الله يا فطوم كلهن صعبات !! "
و لكن أنا كان لي رأي مختلف لم أطرحه أمامهن في تلك اللحظة خوفاً من هجوم هؤلاء النسوة علي في تلك الليلة الباردة الموحشة ..
أن تكون هناك شريكة لـ امرأة في زوجها سواء بشكل شرعي أو لا تؤلم المرأة العاطفية بطبيعتها كثيراً
و لكن ربما تكون الضرّة بشكل شرعي معلن دليل قاطع على التزام هذا الرجل و ألتماسه طرق الحلال و شجاعته
- فلا تحزني عليه و عليك كثيراً عزيزتي -
الغريب أن نساء اليوم تعتبر الضرّة خيانة !!
و رجال اليوم يفضل تلك الخيانة في الظلام على الخيانة في وضح النهار !!
ربما لو عدت إلى زمن جدي و جدتي فالوضع مغاير تماماً عن الآن ، فالتعدد عندهم أقرب ما يكون سنة مؤكدة ..!
و بما أني من قبيلة الحويطات الممتدة من الحجاز حتى الشمال و في الأردن و فلسطين و مصر فـ كان الحويطي منهم يقطف من كل بستان زهرة ..
فـ جدي لأمي تزوج من شمالية و أردنية و مصرية أما جدي لأبي فـ تزوج من شمالية و حجازية و لو كتب الله له عمراً أطول لزار الشام و مصر و تنعم بوردها ..
و كنت قد سألت جدتي ماذا كانت تفعل الواحدة منكن أن باغتها زوجها بضيفة جديدة – أعني ضرّة - قالت و بكل صراحة و شفافية :
" و الله يا جده وش ودها تسوي ما غير تدّرس بينها و بين نفسها شي ساعة و بعدها ترضى بالمقسوم " !
و التعدد أيضاً لم يكن مستحدث مع ظهور الإسلام بل كان نظام سائداً من قبل الإسلام في شعوب كثيرة منهم :
العبريون ، و العرب في الجاهلية ، و شعوب الصقالبة أو السلافيون ..
حيث جاء في موطأ مالك و النسائي و الدارقطني في سننهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لغيلان بن أمية الثقفي و قد أسلم و تحته عشرة نسوة " أختر منهن أربعاً و فارق سائرهن "
أبصم عشراً أن رجل اليوم لا يختلف عن رجل الأمس و لا الذي قبله لكن متغيرات الحياة الحاضرة و تكلفها و تبدل كثير من المفاهيم و الأعراف فكان لها يد في اللعب ببعض القناعات التي قد تخالف النزعات و الرغبات الحقيقية داخل الشخص نفسه !
فالمرأة مثلاً إذا ملت و شعرت بالرتابة في حياتها و رغبت بالتجديد قد تغيير قصة شعرها أو لونه أو أثاث غرفتها أما الرجل أن ملّ و رغب بالتجديد فأول ما يفكر به زوجة ثانية يجدد معها شبابه و حيويته و أسلوب حياته
و أبصم عشراً أن 40% من رجال اليوم يرغبون بالزواج من الثانية و الثالثة و لكن عوائق مادية كثيرة تحول دون تحقيق هذه الرغبة ..
و أن ال 40% الآخرون يرغبون و لكن الخوف من الأولى و غضبها و سخطها يمنعهم ..
و العشرون الباقون راضون موحدون بما قسمة الله لهم
و أقرب دليل على صدق قولي هذا حول مخاوف الرجال من الأولى ظهور بعض أنواع الزيجات التي تتم خلسة و خلف الكواليس و أشهرها و أكثرها رواجاً " زواج المسيار " الذي فيه استغلال جليّ جداً لـ ظروف كثير من العوانس و المطلقات و الأرامل ..
و أبصم لكم عشرين أن الرجل الذي يبحث عن زواج المسيار هو رجل جـبــان مع مرتبة الشرف
و المرأة التي ترضى به هي امرأة شهـوانيـة بالدرجة الأولى
فلو كانت بحق تبحث عن رجل يسترها مع تقديم كثير من التنازلات من قبلها – و التي في الغالب تكون تنازلات مادية – فل يتم هذا الزواج بشكل شرعي معلن و ليس بالخش و الدس !
أذكر قبل سنوات و مع ظهور المسيار كـ موضة قرأت خبر في أحدى الصحف اليومية و لا يزال حتى الآن عالق بالذاكرة ..
مواطن سعودي في محافظة جدة و مربيّ أجيال ، ذهب لخطبة أحدى الفتيات و استقبلوه أهل الفتاة استقبالاً حسن و لكن بعد ما علموا أنه يريد كريمتهم – مسياراً - ! انهالوا عليه ضرباً ..
و حين عاد إلى بيته و بعد هذه " العلقة " وجد زوجته و أخيها في انتظاره لـ يأخذ العلقة الثانية ..
التعدد المعلن بالطريقة الشرعية بعيداً عن الزيجات قصيرة الأجل يعتبر حل مناسب لكثير من العوانس و المطلقات و الأرامل في سن صغير ..
و لاسيما و أنه قد أثبتت دراسة أن نسبة عدد الصالحات للزواج مقابل عدد الرجال القادرين على الزواج هي : أربع نساء مقابل رجل واحد الأمر الذي يعطي مؤشراً بارتفاع عدد العوانس !!
لكن شباب اليوم في الغالب لا يرغب في تحمل المسؤولية مبكراً لذلك دائماً ما يؤخرون أكثرهم قرار الزواج إلى ما بعد سن الثلاثين ، و هذا ما يجعل كثير من الفتيات تقل ثقتها في الشاب لتبحث عن الرجل الناضج المسئول صاحب التجربة و أن كان متزوجاً !
أنا حتى الآن أعد في برّ الأمان فلا زوج لي أخاف أن يأتي لي يوماً بضرّة أو أصدم منه بخيانة و لا عانس أو مطلقة أو أرملة أبحث عن العيش في كنف رجل بأي شكل كان ..
و لكن حين أصل إلى ذلك العمر الموحش و أودع لقب آنسة إلى لقب عانسـ ( ـة ) سـ أقبل بمعدد و بزواج شرعي معلن على الطريقة الإسلامية و من رجل مقتدر و قادر على العدل بيني و بينهن لـ أعيش في سبات و نبات و نخلف صبيان و بنات أنا و ضراتي الثلاث .
:
تضامناً مع حملة عبد الرحمن للتعدد طرحت هذا الموضوع
و لعلمي التام بأن بنات حواء سيشطبن أسمي من قائمة الأهل و الأصدقاء ..
المفضلات