البعض يتفلسف ويقول إن أغلب الوزراء
في حكومة الكويت الرشيدة موظفون كبار ينفذون الأوامر،
وبعضهم يبالغ ويقول إنهم ليسوا موظفين كبارا
بل موظفون صغار لا يملكون حلا ولا ربطا ولا تعيينا
ولا إقالة ولا يشربون حتى استكانة الشاي
و لا يسحبون سيفون حمام... إلا بعد أخذ الموافقة!
ويأتون بمثال وزيرة التربية - نروح ونرجع على الوزيرة -
فهي لا تستطيع تعيين مدير منطقة تعليمية،
ولا مدير جامعة، ولا وكلاء مساعدين،
ولا حتى فراشين إلا بعد موافقة مسبقة،
واعتماد توقيع، وعشرة أختام وثلاثة طوابع بودينار!
ووزير الكهرباء مسكين «لابس بشته مضبط غترته»
جالس ينتظر الشيخ احمد الفهد يمشي مناقصاته،
ويوافق ويؤيد مساعيه الفاضلة نحو خدمة المواطن،
وخدمة نفسه كونه أيضا مواطناً!
واسمحوا لي أقدم اعتراضي على هذا المسمى
قلبا وكلية وبنكرياسا...! فالوزراء عندنا نوعان،
النوع الأول هو النوع الذي يدير مباريات الملاكمة
كـ «دون كينغ» أشهر منسق مباريات ملاكمة في العالم،
أما النوع الأخير فهو المعروف بوزراء «أكياس الملاكمة»!
الوزير كيس الملاكمة يوضع في وسط الحلبة،
ويدير اللقاء طبعا الوزير «دون كينغ»،
ويدخل النواب نائب بعد نائب ويمارسون ضرب الكيس،
الكيس هدفه الصمود وان سقط الكيس هناك آخر،
والمباريات مستمرة ضد الاكياس الوزراء،
حتى يرتاح بقية الوزراء السوبر،
وليس مهما عند منظم المباريات ان يفوز الوزير،
كما يظن ملاكمو مجلس الامة، فكثيرا
ما يراهن المنظم على خسارة الوزراء...
.المهم أن يربح هو دون نزوله الحلبة،
والمهم عند منظم البطولة أن تمتد الجولات،
لا يمكن لوزير كيس الملاكمة المحترم
أن يسقط في الجولة الاولى
لابد من الاستمرار لنهاية الجولة الخامسة عشرة
حتى يستمتع الجمهور ويمضي الوقت!
ومع وجود أكثر من أربعة اكياس ملاكمة كفيلة بإلهاء النواب
لتسجيل انتصارات وهمية وكفيلة
بأن تنهي السنوات الأربع على خير،
فالنواب مشغولون بملاكمة الأكياس
دون أن يلتفتوا لحظة لمبارزة وزير ملاكم!
ببساطة تابعوا أزمة وزير الداخلية التي انتهت
من أول جولة ورمى الفوطة،
إلا «دون كينغ» الكويتي أصر على أن تستمر المباراة
حتى الجولة الأخيرة!
*
نصيحة لوزارة الداخلية العالم تطور وحتى أساليب التعذيب تطورت،
ولابد من تدريب الأمن على وسائل تعذيب جديدة
لا تترك أثرا على جسد المتهم، مثل التعذيب
عن طريق «الايهام بالغرق» الذي مارسته المخابرات الأميركية
في نزع الاعترافات من المشتبه بهم...
مرة أنصحهم كيف يكذبون ومرة كيف يعذبون،
أعتقد أنني سأترك الصحافة وأعمل في الداخلية!.
للساخر جعفر رجب
المفضلات