شعرة
شعرة رقيقة جداً
تفصل بين الشيء وضده
بين الحق والباطل
بين الإفراط والتفريط
بين الغلو والتساهل
بين الليل والنهار
بين البر والعقوق
(( أفتّان يامعاذ ))
قالها عليه الصلاة والسلام لمعاذ حين أطال في الصلاة بالناس ظناً منه رضي الله عنه أنه قد أحسن ,, فوجّهه عليه الصلاة والسلام إلى أن تصرفه قد يُحدث فتنة !!؟
لأن وراءه الصغير والضعيف وذا الحاجة ,, وليس كل أحد بقادر على أن يتابعه في صلاته الطويلة !!؟
أخطأ من حيث أراد الصواب !!
في حياتنا اليومية نلحظ أمثلة عديدة لانحراف مسار الشعرة عن موضعه الحقيقي
في تربيتنا لأطفالنا نرى الكثيرين مابين متصلب ومتشدد في التربية وتطبيقها على أطفاله بصلافة وعنف
ومابين متراخٍ ومتمسكٍ بمنهج اللين والتساهل في كل شيء مع أطفاله
الأول ينشد البر بهم بدعوى حمايتهم من فتن هذا الزمان ولأنه يريد لهم الخير فهو يجبرهم على نهجٍ معين لايحق لهم أن يحيدوا عنه قيد أنملة...
والثاني ينشد البر بهم بدعوى توفير كل مايلزمهم وعدم حرمانهم مما تتوق له أنفسهم ...
لكن لا هذا ولا ذاك قد أصاب كبد البر !!
بل هما للأسف الشديد صارا نموذجاً للعقوق الأبوي !!
كلاهما ...
رام نفعاً فضر من غير قصدٍ ** ومن البر مايكون عقوقا
فالشدة تورث العقوق وكذلك التساهل يورث العقوق
بينما شعرة البر هي وسط بين هذا وذاك
لكنها فن لايتقنه إلا من أوتي حكمةً وبصيرة
دعواتي لكم بأن تكونوا من أولي الألباب
المفضلات