رام نفعاً فضر من غير قصدً *** ومــــن الــبــر مــــا يــكـــون عـقــوقــاً
العجلة .. مذمومة إلا في أمر الآخرة ..
وهي سبب في العواقب الوخيمة لكثير من الاجتهادات
مهلاً .. فكم من عجله ** أدْنَتْ لحيٍ أجله
بين الحزم والعجلة .. شعرة
وبين الأناة والكسل .. شعرة!!
وما أجمل أن تسبق تلك الهمم .. بالاستخارة
وما العجزُ إلاّ أنْ تُشَاوِرَ عاجزاً
و ما العَزْمُ إلا أن تَهُمَّ وتَفْعَلاَ
والأمور بعواقبها ...
* تشردت الأسرة .. ليس لها سكن .. بعد أن قام الأب ببيع المنزل وبيع ذهب زوجه
ليدخل في تجارة الأسهم .. حلم بالثراء العاجل
وماهي إلا أيام .. حتى انقض السوق على عروشه .. ليخلف وراءه شتاتاً بعد اجتماع ، وفقراً بعد غنى !!
وحوراً بعد الكور ..
ومن البر مايكون عقوقاً ..
*
*
** إنه الفتى الطائع لربه .. السائر على نهج نبيه ..
حريص على فعل الخير .. ولكنه غفل عن العلم الشرعي ..
فلربما وقع في محظور .. ظناً أنه من العمل المبرور
وربما قدم المندوب على الواجب المحبوب
فتراه يصوم النفل في اليوم الحار .. وأمه يتفطر قلبها .. رأفة بفلذة كبدها ..
فتأمره بالفطر .. فيأبى !!! ظاناً أنه على خير !!
وما علم المسكين أنه قدم المندوب على الواجب !!
ومن البر مايكون عقوقاً ..
** الأحمق ..
الداء .. الذي ليس له دواء !!
يضرك من حيث يريد نفعك
ولن أزيد في كتابة من لاأسر بالكتابة عنه .. ولكن
إتق الأحمـق أن تصحبـه *** إنما الأحمق كالثوب الخلـق
كلمـا رقعـت منـه جانبـاً *** خرقته الريح وهناً فانخـرق
أو كصدعٍ في زجاجٍ فاحشٍ *** هل ترى صدع زجاج يرتتقكحمار السوق إن أقضمتـه *** رمح الناس وإن جاع نهـق
أو غلام السوء إن أسغبتـه *** سرق الناس وإن يشبع فسق
وإذا عاتبته كـي يرعـوي *** أفسد المجلس منه بالخـرق
وما أجمل تلك الأرجوزة التي قال فيها :
لا تصحبن الأحمق ,,, أمائن الشمقمق
عدو سوء عاقل ,,, ولا صديق جاهل
إنَّ اصطحاب المائق ,,, من أعظم البوائق
فإنه لحمقه ,,, وخبطه في عنقه
يحب جهلا فعله ,,, وأن تكون مثله
وربما تمطى ,,, فيكشف المغطى
وربما إذا نظر ,,, أراد نفعاً فأضر
كفعل ذاك الدب ,,, بخله المحب
وإليكم قصة الدب الأحمق مع صديقه
روى أولوا الأخبار ,,, عن رجل سيار
أبصر في صحراء ,,, فسيحة الأرجاء
دباً عظيماً موثقاً ,,, في سرحه معلقا
يعوي عواء الكلب ,,, من شدة وكرب
فأدركته الشفقه ,,, عليه حتى أطلقه
وحلَّه من قيدهِ ,,, لأمنه من كيدهِ
ونام تحت الشجرة ,,, منام من قد أضجره
طول الطريق و السفر ,,, فنام من فرط الضجر
فجاء ذاك الدب ,,, عن وجهه يدب
فقال هذا الخلُّ ,,, جفاه لا يحل
أنقذني من أسري ,,, وفك قيد عسري
فحقه أن أرصده ,,, من كل سوء قصده
فأقبلت ذبابه ,,, ترن كالربابه
فوقعت لحينهِ ,,, على شفار عينهِ
فجاش غيظ الدب ,,, وقال لا وربي
لا أدع الذبابا ,,, يذيقه عذابا
فأسرع الدبيبا ,,, لصخرة قريبا
فقلها وأقبلَ ,,, يسعى إليه عاجلا
حتى إذا حاذاه ,,, صك بها محذاه!!!!!!!!!
ليقتل الذبابه ,,, قتلاً بلا أرابه
فرض منه الراسا ,,, وفرق الأضراسا
وأهلك الخليلا ,,, بفعله الجميلا
فهذه الروايه ,,, تنهى عن الغوايه
في طلب الصداقه ,,, من أو لي الحماقه
قد جاء في الصحيح ,,, نقلا عن المسيح
عالجت كل أكمه ,,, وأبرص مشوه
ولكن لم أطق ,,, قط علاج الأحمق
رام نفعاً فضر من غير قصدً *** ومــــن الــبــر مــــا يــكـــون عـقــوقــاً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات