/
.
.
عندما دَخَلَتْ. . تخطّفتها أعين الحاضرين
وأسرة أفئدة من حولها . .
تزاحمت الحشود . . أمامها وعن يمينها وشمالها . .
لا أدري لما ؟ وكيف ؟ وعلى ماذا ؟
جميع علامات الاستفهام تبددت عندما نظرت إلى عينها !!
حقلٌ من الجاذبية طاف بأطراف جسدي . . وجفاف اعترى أطراف شفّتيّ . . وسكوناً أحاط بالعالم من حولي
شعوراً ألمَّ بوجداني. . كأنّي أعرفها من عشرات السنين
شعرتُ براحة يلازمها اطمئنان . . فمنحتها ثقتي وفتحت لها قلبي
وددتُ سؤالها. .
فترددت كثيرا . . بعدما شعرت باضطراب نبرتي ، وجفاف منبع حروفي فكان الهمس هو حيلتي . .
دنوت منها فقلت :
من أنتِ ؟
فنظرت إليّ بعينين عرفت من خلالهما جوابي قبل أن يصل إلى سمعي نبراتها الواثقة من نفسها. .
قالت : أنا كاريزما
ولكيّ يستمرّ تجاذب أطراف الحديث الذي تمنيت أن لا ينتهي، قلت: اسمك غريب عليّ !!
قالت: اسمي يوناني وهو يعني هبة الله أو موهبة من عند الرب
قلت: وكيف لي أن أستعير شيئا من قوة تأثيرك عليّ وعلى غيري.
قالت : هي هبة من الإله ، ولكن لا تيأس فبالإمكان اكتساب بعضا منها أو جميعها ، سوف أرشدك لذلك على أن تحسن الاستماع بذهنٍ صافي ووضعٍ يسمح لي ولك بتجاذب الحديث بعيدا عن هذا الممر الضيّق ، فنظرت إلى طاولةٍ حولي وكانت تلك النظرة كفيلة بأن تتقدم هي للجلوس على كرسي بطرفها فتقدمت وجلست بجانبها وأنا أتعطش إلى ما سوف تنطق بهِ شفتيها ..
قالت : لكي تكون مؤثراً ايجابياً على من حولك ينبغي أن تتحلى بصفات عديدة هي :
الصدق ، الأخلاق ،الثقافة العامة ، سعة الإطلاع ، اللباقة ، اللطافة ، البحث عن نقاط الالتقاء مع البعد عن نقاط التفرقة ، استخدام إيماءات و تعبير الجسد بشكل مناسب ، الإنصات ، والتفاؤلية .. وغيرها ممن تعتبر ركيزة للبدء منها في التأثير بمن حولك . .
قلت: هذه عامّه أم خاصة لي ؟
قالت : هي عامّة ؟ ولكن سوف افشي لك سراً يجهله الكثير من خلق الله ، لا يوجد احدٌ منّا لا يوجد به شيء يستطيع استخدامه للتأثير بمن حوله ، جميعنا فيه شيء أو أشياء كثيرة وهبها له الخالق سبحانه كل ماعليه هو البحث عن ذلك في نفسه ومن ثم تطوير ذلك واستخدامها في التأثير إيجابا بمن حوله ، ولا يغفل عن اكتساب ما ذكرته من صفات فيحاول جاهدا اكتساب ما يستطيع ولا يغفل عن الموجود به .
فأشارت برمش العين خِيفَت أن أكون مبحرا في عالمٍ بعيد عمّا نبرة به شفتيها . . فمالت بجسدها نحوي وقالت :
هل أنت حاضر معي. .
قلت: أنا، أنا . . . بهذه اللحظة تلاشت حروف أبجديّتي ولم اعثر إلا على ثلاثة حروف أصبحت أكررها بنبرات متغيرة ولا أدري ما أضيف..
فابتسمت ابتسامة ساحرة ولم تتكلّم
أيقنت حينها أنه يلزمني الكثير لأتعلّمه
رفعت عينيّ عنها لأترقب المكان فإذا هو مكتظ ولا يكاد يخلو شبرا رغم اتساع القاعة. ويخيّل لي بأن الجميع ينظر إلينا وكأنني اخذ منهم شيء يخصهم.
فأعدت النظر إليها . . فعانقتني عينيها ، وقرأت أن لحظة الفراق قد حانت. فنهضَت وتلقفتها أعين الحضور من جديد واختفت بينهم.
أمضيت معها ثواني معدودة وقد تكون دقائق أو ساعات وربّما أيام ، حقيقة لا أدري ففي مثل هذه اللحظات يتجمّد الزمن وتسيل المشاعر ، ولكن حروفها محفورة في ذاكرتي إلى الأبد
/
أتمنى أن تكون حروفها تملك بعضا من سحرها لكي تبقى في ذاكرتكم ومنها تنطلق مواهبكم في التأثير بمن حولكم ايجابياً . .
.
.
انتهت
أخوكم
أبو سلطان
المفضلات