النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: النية مطية

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,693
    المشاركات
    1,693

    النية مطية




    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    خطبة جمعة يوم الغد

    20/12/1431

    بعنوان

    ( النية مطية )

    كتبها / عبدالله بن فهد الواكد

    إمام وخطيب جامع الواكد بحائل


    الخطبة الأولى
    الحمد لله القائل : ( وَمَا أُمِرُواْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) ، أحمده حمد الشاكرين ، وأثني عليه ثناء المخبتين ، وأشهد أن لا إله إلا الله رب العالمين ، لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وخلفائه الغر الميامين ، وصحابته الطيبين الطاهرين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
    أيها المسلمون : اتقوا الله عز وجل القائل ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )
    أيها الناس :قال تعالى: ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ، أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ )
    وقال سبحانه وتعالى: ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِين )
    قيل للفضيل بن عياض: يا أبا علي : ما أخلص العمل وأصوبه ؟ فقال : "إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل ، حتى يكون خالصًا صوابًا . والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة . ثم قرأ قوله تعالى : {فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}
    أيها المسلمون : الإخلاص هو روح عمل المسلم ، وأهم صفاته ، فبدونه يكون جهده وعمله هباءً منثورًا ، فيجب على المسلم أن يكون مخلصًا لله عز وجل لا يريد رياءً ولا سمعة ، ولا ثناء الناس ولا مدحهم وحمدهم ، إنما يعمل الصالحات ويدعو إلى الله يريد وجهه تعالى
    أيها المسلمون : الأخلاص لا يكون إلا بنية صالحة ، لأن النية هي المنطلق للأعمال كلها ولا يكون الإخلاص إلا بصلاح النية ، لا يمكن أن يجتمع الإخلاص مع فساد النية ، وصدق العرب إذ يقولون ( النية مطية )
    فالنية يا عباد الله : أساس العمل وقاعدته، ورأس الأمر وعموده، وأصله الذي عليه بُنِيَ؛ لأنها روح العمل، وقائده، وسائقه، والعمل تابع لها يصح بصحتها ويفسد بفسادها ، وبها يحصل التوفيق ، وبعدمها يحصل الخذلان ، وبحسبها تتفاوت الدرجات في الدنيا والآخرة ، قال الله تعالى : ( لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )
    وجاء في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى..."
    وهذا يدل على أهمية ومكانة النية ، وأن الدعاة إلى الله والعلماء والمنفقين والصائمين والقائمين والحجاج والمعتمرين وغيرهم من المسلمين بحاجة إلى إصلاح النية ، فإذا صلحت أُعطي العبد الأجر الكبير والثواب العظيم ، ولو لم يعمل بما نواه ، إنما نوى نية صادقة ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا مرض العبد أو سافر كُتِب له مثلُ ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا " والحديث في البخاري ، وعند أبي داوود وصححه الألباني ، قال صلى الله عليه وسلم : " ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل فيغلبه عليها نوم إلا كُتبَ له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة " وعند أبي داوود والنسائي بسند قواه بن حجر في الفتح قال صلى الله عليه وسلم: " من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من صلى وحضر لا ينقص ذلك من أجره شيئًا "
    وعند الإمام مسلم ، قال صلى الله عليه وسلم : " من سأل الله الشهادة بصدقٍ بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه "
    وهذا يدل على فضل الله سبحانه وتعالى وإحسانه إلى عباده ؛ كما وورد في البخاري في غزوة تبوك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد تركتم بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا أنفقتم من نفقة ، ولا قطعتم من وادٍ إلا وهم معكم فيه "، قالوا: يا رسول الله كيف يكونون معنا وهم بالمدينة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : "حَبَسهُمُ العذر" وهنا يتبين دور العذر الشرعي في كتابة الأجر
    فيا أيها المسلمون : بالنية الصالحة يضاعف الله الأعمال اليسيرة ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل جاء إليه مقنع بالحديد ، فحينما قال يا رسول الله : أقاتل أو أسلم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " أسلم ثم قاتل " ، فأسلم ثم قاتل فَقُتِلَ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عمل قليلاً وأجر كثيرًا" والحديث في الصحيحين
    وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل في الإسلام ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه الإسلام وهو في مسيره ، فدخل خف بعيره في جحر يربوع ، فوقصه بعيره فمات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عمل قليلاً وأجر كثيرًا " وبالنية الصالحة يبارك الله في الأعمال المباحة فيثاب عليها العبد ، ففي الصحيحين من حديث بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها فهو له صدقة " ، وقال صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : " إنك لن تنفق نفقةً تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعلُ في فيِّ امرأتك " والحديث في البخاري ومسلم
    وعند الترمذي وصححه الألباني : قال صلى الله عليه وسلم : " إنما الدنيا لأربعة نفرٍ: عبد رزقه الله مالاً وعلمًا فهو يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقًّا فهذا بأفضل المنازل ، وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء ، وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علمًا فهو يخبط في ماله بغير علم ، لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقًّا فهو بأخبث المنازل ، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علمًا ، فهو يقول : لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته ، فوزرهما سواء "
    وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه : " إن الله عز وجل كتب الحسنات والسيئات ثم بيّن ذلك فمن همّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة..."
    أيها المسلمون : إن النية الصالحة ، يدور عليها صلاح العمل وفساده ، وعظم الأجر وقليله ، وإكرام الخالق ومقته ، وما والله أسوأ من حظ من خسر الدنيا والآخرة ، فلا هو ظفر بالدنيا ولا ظفر بالآخرة ، فاعتنوا أيها المسلمون بنياتكم ، فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء ما نوى
    بارك الله لي ولكم بالقرآن والسنة ، ونفعني وإياكم بما فيهما من العلوم الظاهرة والمستكنه ، وتاب علي وعليكم وعلى سائر المسلمين صاحب الفضل والمنة ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .



    الخطبة الثانية
    أيها المسلمون : لقد تعطرت مسامعكم بما ورد في الكتاب والسنة أهمية النية في حياة المسلم العملية والتعبدية ، هذه النية التي لا تكلف المسلم شيئا أكثر من انصرافه عن المخلوق إلى الخالق ، فالمخلق ياعباد الله لا يملك لنفسه فضلا عن غيره نفعا ولاضرا ، فاجعل نيتك خالصة صافية لله سبحانه وتعالى ، صلوا وسلموا



    الملفات المرفقة


  2. #2


    بارك الله فيك شيخنا الفاضل ونفعنا بعلمك

    جزاك الله خير




    تبسّمْ سلمتَ
    فحُزنُكَ ظلمْ
    أيحزنُ من عندهُ
    وجه أمْ

  3. #3
    ][ خطــوة أقــداري ][

    المراقبة العامة
    الصورة الرمزية هند القاضي


    تاريخ التسجيل
    03 2006
    الدولة
    المشاركات
    9,799
    المشاركات
    9,799


    أثابك الله ونفع بك



    سُررتُ في العمرِ مرّةْ وكنت أنت المَسرَّهْ

  4. #4
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,693
    المشاركات
    1,693


    أختي الكريمة أم طلال

    أشكر لك مرورك وتقبل الله دعائك



    أختي الكريمة هند

    جزاك الله خيرا

    مقدرا مرورك الكريم





معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. سناعيس بيض القلوب صافين النية ..... الخ
    بواسطة $$ RMAAL $$ في المنتدى مضيف التّرحيب والتعارف
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 22-04-2009, 14:23
  2. حكم تثبيت النية في صيام الست من شوال
    بواسطة الهمزاني في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-11-2005, 07:50
  3. هل أنت صادق النية ؟
    بواسطة تذكار في المنتدى المنتدى الاسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-11-2004, 17:59

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته