السامري الحائلي.. الهوية وسطوة الحداثة
هل ذابت هوية السامري الحائلي؟ الإجابة عن هذا السؤال ظلت محل خلاف بين المهتمين. فجمعية الثقافة والفنون ترى أن الفلكلور تحول لتجارة، فيما يرى آخرون أن الهوية ذابت وأصبح سامري حائل مزيجا من الخبيتي والدوسري والجوفي.
بينما يدافع مديرو الفرق الشعبية مؤكدين أن الهوية ثابتة وأن ما يحدث ما هو إلا تطوير نابع من العمق دون المساس بالأصل، تطوير فرضته رغبة الجمهور لاستمرارية الفرق الشعبية في ظل قلة الدعم.
ويرى رئيس جمعية الفنون الشعبية بحائل يوسف الشغدلي أن الفنون الشعبية وبالذات العرضة والسامري يجب المحافظة عليها كما هي، وأن أي تطوير يجب أن يكون في الشكل العام دون التأثير في المضمون.
وكشف الشغدلي _ حسب تقرير اخباري اعده الزميل بندر العمار ونشرته صحيفة"الوطن" _ عن نصحه أحد مديري الفرق بعدم إدخال موروثات أخرى من مناطق مختلفة بحجة أن "الجمهور عايز كذا" حتى لا تضيع هوية اللون الحائلي. وأكد الشغدلي أن السامري الحائلي أضاع هويته بعدما امتزج مع موروثات أخرى مثل سامري الجوف وسامري الدواسر والخبيتي وغيرها، مطالبا بالمحافظة على الإيقاع الحقيقي ونظم الأبيات والشعر الخاص بالسامري الحائلي بنفس الشكل والجملة التي عرف بها. ولفت الشغدلي إلى أن الفنون الشعبية لم تعد فلكلورا محضا بل أصبحت تجارة والتجارة تعني أنك تبيع ما يعجب الزبون!.
بينما يذهب عبدالعزيز القويزان وهو من الرعيل الأول المتخصصين بالسامري وعضو فرقة أجا للفنون الشعبية إلى أن سامري حائل اختلف عما كان عليه سابقا فقد دخل عليه سامري الدواسر والحوطي والجوفي والخبيتي فيما سامري حائل كان له لون ثابت يختلف بطريقة الطبول التي كانت تتم داخل الصف الواحد.
وأكد القويزان أن سامري حائل فقد شيئا من جماله فالتطوير ليس في صالح الفلكلور ولكن رغبة الشباب أقوى من الثبات على نمط موحد.
وأوضح القويزان أن السامري الحائلي أصبح مثل ما يسمى بالأغاني الشبابية الآن فقد ضاع الطرب مقابل الحركة ولكن تبقى رغبة الجمهور هي الفيصل في ذلك.
وعن تلبية طلبات الجمهور بمقابل مادي، قال القويزان إن أعضاء الفرقة أغلبهم طلبة يحتاجون إلى مصاريف والأمر متروك لكرم طالب السامرية وليس إجباريا.
غياب القائد
ومن جهته أرجع المهتم بالسامري الحائلي وأحد أبرز مؤديه في المنطقة فهد الخزام إلى غياب القائد في الفرق الشعبية الذي يحافظ على الموروث، موضحا أن غالبية أعضاء فرق السامري الآن من الهواة إلا أن ذلك لا يعني أن تذوب الهوية.
واتفق الخزام مع سابقيه حول تأثير التحديث قائلا: إن السامري الآن لا يمكن أن يطلق عليه سامري حائل بسبب دخول الحركات الجوفية (طريقة أهل الجوف) والألحان الدوسرية بينما السامري الحائلي عرف بالهدوء على حد قوله.
وأضاف الخزام أنه من المتابعين للجنادرية وخصوصا للسامري الموجود في بيوت المناطق ولفت نظره أن جميع المناطق قد حافظت على سامريتها باستثناء منطقة حائل.
وطالب الخزام جمعية الفنون الشعبية والهيئة العليا للسياحة بالاهتمام بالموروث وعقد اجتماعات شهرية للفرق للتباحث حول الموروث، مختتما: إذا ضاع الموروث لا يمكن استرداده.
وتوقع الخزام أنه إذا ما حفظ سامري حائل بشكله التقليدي فإنه سوف يحافظ على موقعه في قمة الفلكلور الشعبي في المملكة.
رغبة الجمهور
ويصف مدير فرقة غياض للفنون الشعبية بحائل سليمان الناصر والشهير بـ"الفانوس" من يدعون إضاعة الهوية لسامري الحائلي بالواهمين معتبرا ما يحدث نوعا من التطوير. وقال: التطور في كل شي فلماذا يطالبون بتوقفه عند السامري الحائلي فهل العرضة أو غيرها الآن مثلما هي عليه قبل 20 سنة؟!.
ودلل الفانوس على رأيه بأن طلبات الجمهور هي الفيصل، ففي البداية تقوم الفرقة بأداء أربع سامريات من الفلكلور الحائلي لكن سرعان ما يطالب الجمهور بتغيير النمط وفي الأخير نحن كفرق نخضع لرغبة الجمهور والتنويع مطلوب خصوصا وأن طابع السامري الحائلي معروف عنه الهدوء والركادة وكونه طربيا أكثر من حركي.
وأكد الفانوس أن سامري الدواسر وسامري الجوف لا يمكن أن يكون لهما التأثير على سامري حائل فلكل منهما هويته الخاصة وما يحدث لسامري حائل هو تطوير وليس إدخال موروث على موروث فالتطوير نابع من اللون نفسه. وبحسب الفانوس فإن تلبية رغبة الجمهور هي حاجة ملحة لاستمرارية الفرقة فلا يمكن لفرقة أن تستمر دون تلبية طلبات الجمهور ففرقته التي تتكون من 40 فردا لا يمكنها الاستمرار دون دعم مادي فأجور الفرقة الآن 6 آلاف ريال في الحفلة الواحدة توزع على الجميع بالتساوي وتزيد تلك الأجور إذا كانت خارج المنطقة تبعا لمسافة الرحلة.
وعن دور جمعية الفنون برعاية الفرق وإشرافها عليها، قال الفانوس: الجمعية يطغى عليها الطابع الرسمي ودورها منحصر في المناسبات الوطنية وإشرافها شبه معدوم.
وعن إدخال أدوات موسيقية جديدة على السامري الحائلي قال الفانوس: دخل المثلوث والرق والمصقاع بالإضافة إلى الأداة الموجودة سابقا وهي الطبل ولا أتوقع أن تدخل أدوات جديدة في السنوات المقبلة لعدم حاجتها في فن السامري.
وعن أفضل الطبول والإيقاعات المستخدمة في السامري أوضح الفانوس أن الأنواع المحلية هي المفضلة لهواة السامري.
وأضاف أجودها الحساوية نسبة إلى صناعتها في الأحساء والبداح تصنع في الرياض وتتراوح أسعارها بين 200 إلى 300 ريال وتصنع من جلد البقر والماعز.
المفضلات