مرض السكر الوقاية خير من العلاج.. دائمًا
النصائح العامة:
الوقاية – دائمًا وأبدًا – خير من العلاج، ومن الممكن أن يتفادى مريض السكر الكثير من الأمراض إنِ التزم بقواعد الحياة
الصحية في مأكله ومشربه وبيئته ونظام حياته، وهي قاعدة مطردة في الوقاية من جميع الأمراض، وحيث إن موضوع
هذا الكتيب هو مضاعفات مرض السكر على القدمين تحديدًا، فلن أتعرض للوقاية والعلاجِ منَ المَرَض ذاته لضيق المجال،
ولوجود الكثير من الكتب التي تعرضت لذلك، وسأكتفي بالإشارة إلى أهمِّ الإرشادات العامَّة الَّتِي يُنْصَح المَرِيض باتّباعِها،
ومنها:
* التحكّم في مستوى سكر الدم:
وذلك من خلال الالتزام بالحِمْيَة الغذائيَّة، واتّباع تعليمات الطبيب المتخصّص في علاج مرض السكر، والمراجعة
الدَّوريَّة له، حيث ثبت علميًّا بأن التحكم في مستويات سكر الدم يقلل
من نسبة حدوث المضاعفات.
* إيقاف التدخين تمامًا:
الكلّ يعلم أنَّ التَّدخينَ ضارٌّ صِحّيًّا، محرَّمٌ شرعًا، مضيعة للمال، وعليه فمن الواجب على كل امرئ تهمه صِحَّتُه أن
يقلع عنه تمامًا بجميع أنواعه من: سجائر، وغليون، وسيجار، وشيشة، ومعسل.. إلخ، وبِجَمِيع أشكال التدخين
الإيجابي والسلبي؛ (كما يحدث عندما يستنشق أحد أفراد الأسرة الدخان من شخص آخر مدخّن يعيش معه في
المنزل نفسه، أو يجلس معه في غرفة مغلقة أو سيئة التهوية). ويُسْتَحْسَن أن يتمَّ تَحويلُ المَرِيض إلى إحدى
العيادات المتخصّصة في مكافحة التدخين؛ لِتُساعِدَهُ في الإقلاع عنه، فللتدخين علاقةٌ وثيقة بالكثير من الأمراض.
ويهمّنا في هذا المقام منها تصلّب الشَّرايين، وإنّي لأعْجَبُ مِن أُناسٍ يَهْدرون أموالَهم مرَّتيْنِ، مرَّة في التدخين
ومرَّة للعِلاج من مضارّ التَّدخين على البدن.
* تَخْفيض مُسْتوى الدهون في الدم:
وذلك بالتزام الحِمْية الغذائية الخاصة بتخفيض مستويات الكوليسترول والدهون في الدم خلال التقليل من تناول الدهون
الحيوانية، والامتناع عن تناول الأغذية المحتوية على كميات عالية من الكوليسترول؛ كصفار البيض؛ ومشتقات الألبان،
واللحوم عالية الدهون كلحم الضأن، وعدم تناول الوجبات السريعة المقليَّة في الدهون، مع الحرص على اتّباع تعليمات
المختصّين في علوم التغذية والحِمْية. إضافةً إلى مزاولة الرياضة وبالذَّات المشي، والتأكّد منِ انضباط معدَّلات الدهون
في الدم من خلال الفحص الدوريّ، مع استشارة الطبيب المعالج في مدى الحاجة إلى علاجٍ خافض للدهون في الدم.
* تَخفيض وزن الجسم:
هناك عَلاقة وثيقة بين تدهور مستويات السكر والدهون في الدم، وبين البدانة المفرطة، مما يؤدي إلى حدوث تصلب
شرايين في جميع أنحاء الجسم، إضافة إلى تزايد الحاجة إلى جرعات أكبر من الدواء المنظِّم لمستوى السكر في الدم؛
لذا: وجب على المريض العملُ بِكُلِّ وسيلة طبّيَّة موثوقةٍ علميًّا على تخفيض وزنه.
* تخفيض ارتفاع ضغط الدم:
يلاحظ ارتفاع ضغط الدم (على الضغط الطبيعي الذي لا يزيد عن 140 / 90 ملم زئبقي) في حوالي 20 – 60 % من
مرضى السكر، ونظرًا لأهمية ارتفاع ضغط الدم؛ كعامل من عوامل الخطورة الكبرى لمرضى تصلب الشرايين، فإنه
من الواجب العمل على خفض ارتفاع ضغط الدم في مريض السكر.
إرشادات خاصَّة بمريض القدم السكرية:
أولا: العناية بالقدمين:
1 – المعاينة اليومية للقدمين:
لا بد للمريض من مراقبة ومعاينة قدميه يوميًّا إن كان قادرًا على ذلك، وإن لم يستطع لوجود ضعف في الإبصار أو ما شابه،
فعلى أحد أفراد أسرته القيام بذلك، بحثًا عن وجود تشققات، أو مسامير، أو التهابات، أو بثور، أو حبوب، أو احمرار، أو
ورم، أو جروح، أو أظافر مغروسة في اللحم، مع التركيز على المناطق المنسية، وهي: منطقة ما بين أصابع القدمين،
والكاحل – أو العقب - والتي أمرنا الشارع الكريم بالعناية بها من خلال تخليل الأصابع أثناء الوضوء، وغسل الكعبين،
ويمكن استخدام مرآة لمساعدة المريض العاجز على معاينة خف (باطن) القدم، أو منطقة العقب. وعلى
المريض ألا يتأخر في طلب الاستشارة الطبية في حالة وجود أدنى شك لديه في وجود أي مشكلة.
2 – الوضوء وغسل القدمين بالماء والصابون:
لا بد من غسل القدمين يوميًّا بماء دافئ (وليس ساخنًا)، وقليل من الصابون مع التنبيه على عدم (نقع)، أو غمس القدم
في الماء مدة طويلة، مع الحرص على تخليل الأصابع، ولكن بلطف أثناء الوضوء؛ أخذًا بالسنة المطهرة، وطلبًا للصحة.
3 – تجفيف القدمين والعناية بالبشرة:
لابد من تجفيف القدمين بلطف تامّ، وبالذات ما بين الأصابع بواسطة منديل ناعم، ويفضل وضع بودرة مضادة للفطريات
بين الأصابع، مع وضع كريم مرطب على باقي البشرة أو دهنهما بزيت الزيتون، مع التَّأكيد على تجنب المريض وضع
الكريم، أو المرطب بين الأصابع.
4 – العناية بالأظافر:
ينبغي أن تقص الأظافر بشكل مستقيم، مع تجنب قص الأظافر بشكل بيضاوي، ويفضل بعد القص أن تبرد بواسطة المبرد،
مع ترك الأظافر لتنمو طويلاً حتى يسهل قصها بعيدًا عن الجلد ولتفادي انغراسها في لحم الإصبع، ويفضل أن يتم ذلك بعد
الاستحمام أو الوضوء، حتى يكون الظفر ألين وأنظف، كما يفضل أن يتم ذلك بواسطة أحد أفراد العائلة، أما إن كان الظفر
ثخينًا فيفضل أن يتعامل معه متخصّص في العناية بالقدم، أو ما يعرف باسم Podiatrist
وفي حالة وجود ظفر في غير اتجاهه الصحيح، يفضل أن توضع قطعة صغيرة من الشاش أو القطن المعقم بينه وبين
الأصبعين المجاورين لمنع حدوث إصابة نافذة في أحدهما.
5 – توفير حقيبة للإسعافات الأولية:
على مريض السكر أن يحرِصَ على توفير حقيبة مُخصَّصة للإسعافات الأولية في حالة حدوث جرح في قدمه، وعليه أن
يصطحبها معه حيثما توجَّه وخاصة في الإجازات، على أن تحتوي الحقيبة على شاش معقم وشرائط لاصقة، ورباط
شاش، ومقصّ صغير، إضافة إلى مسحات الكحول الطبيَّة، ومرهم مضادّ للبكتريا، ويقوم المريض بغسل الجرح بالماء،
أو محلول الملح، ومن ثَمَّ تغطيته لحين مراجعة الطبيب في حالة تدهور الحالة.
6 – تجنّب أيّ إصابةٍ لِلقدم:
قد تَكُونُ قدم مريض السكر مصابةً بضعف الإحساس، وفي هذه الحالة يجب على المريض عدم تعريضها لأي ماء ساخن،
أو وضع كمادات أو قرب ماء ساخن عليها، أو تجفيفها بمجفف شعر، أو وضع الضوء الحراري الذي يستعمله بعض المرضى
لتخفيف آلام المفاصل، وكذلك الأمر بالنسبة للشريط اللاصق الطبي الذي ينبغي أن يتفادى المريض وضعه على بشرة
القدم؛ حتى لا يتسبَّب في سلخ جزءٍ منها دون قصد.
ثانيًا: حذاء مريض السكر
يعتبر الإنسانُ الكائنَ الوحيد الذي لا تتوفَّر في قدمه خصائص تحميها من البيئة المحيطة بها، ومن هنا ظهرت الأهمية
القصوى للبس حذاء القدم لحماية القدم الصحيحة؛ فضلاً عن القدم المريضة كقدم مريض السكر، التي ثبتت الحاجة
الماسة فيها لحذاء يحافظ على القدم مما قد تتعرض له من إصابات لضعف الإحساس فيها، أو ضغوط زائدة على مناطق
محدودة فيها؛ نتيجة للتشوهات التي قد تحدث في هذه المناطق.وقبل الحديث عن مواصفات حذاء مريض السكر ينبغي
التنبيه على أنه يمنع منعًا باتًّا أن يتجول مريض السكر حافيَ القدمينِ، سواءٌ كان ذلك في منزله، أو في فناء، أو سطوح
داره؛ حتى لا يتسبب في إصابة قدمه لا سمح الله.
ويفضل أن تتوفر في حذاء مريض السكر المواصفات التالية:
* أن يكون واسعًا ومريحًا، ومرنًا وسميكًا، ومصنوعًا من مواد مطاطية، ويستطيع المريض أن
يحكم على ذلك من خلال لبسه، ومعاينة قدمه بعد المشي فيه
مسافة طويلة، فإن
وجد آثارًا للضغط أو الاحمرار على أطراف الأصابع، أو عظام القدم، فينبغي له أن يخلعه فورًا.
* أن يكون مبطنًا من الداخل كالأحذية الرياضية للاعبي التنس وما
شابهها، وألا يحتوي على أي مواد قاسية في قاعدة (نعل) الحذاء.
* ألا يكون الحذاء مدبَّبًا عند المقدمة مثل الحذاء المفضل عند السيدات،
بل يكون عريضًا واسعًا من الأمام لا يضغط على أصابع القدم، وأن يضع في
اعتباره أهمية عرض الحذاء بنفس درجة أهمية طول الحذاء.
* تجنب لبس الحذاء ذي الكعب العالي، والأحذية المفتوحة من الأمام أو الخلف.
* يفضل أن يكون من الأحذية التي يتم استخدام الأربطة فيها.
* يفضل أن يكون مصنوعًا من الجلد، وأن يسمح بالتهوية.
نصائح عند شراء الحذاء:
* أعلِم بائع الأحذية بأنَّك مريض بالسكر، فقد يساعدك على
اختيار الحذاء الأفضل لقدمك من حيث الشكل والمقاس.
* يفضل أن يتم شراء الحذاء تفصيلاً من خلال أحد المحلات
المتخصصة في ذلك، وخاصة في المرضى الذين توجد لديهم جروح،
أو بروزات، أو تشوهات في مفاصل وعُظَيْمَات القدم السكرية.
* كما يفضل أن يتمَّ شراء الحذاء في وقت متأخر من النهار؛ لأنه لو
اشتراه صباحًا: فإن حجم القدم يكون أصغر منها مساء، وبالتالي
فسوف يكون هذا الحذاء ضيقًا في المساء عندما تتورم القدم
مع مرور الوقت أثناء النهار.
* افحص قدمك بعد ارتدائك لحذائك الجديد عشر دقائق، وتأكد
من عدم وجود مناطق ضغط زائد على جوانب القدم.
* لا يُنْصَحُ بِشِراء الصَّنادل والشباشب مطلقًا؛ لعدم كفايتها لحماية القدم.
* يُفَضَّل ألا يستخدم المريض الحذاء الجديد فور شرائه؛ بل يعطيه لأحد أفراد أسرته لتليينه،
وإن تعذَّر فيلبسه لمدة ساعتين يوميًّا (أقصى مدة للبس الحذاء الجديد هي خمس ساعات)،
ثم يخلعه ويلبس حذاءه القديم وهكذا، يتم تليين عريكة الحذاء الجديد.
* تأكَّدْ من أن عرض مقدمة القدم يتناسب مع أعرض جزء من الحذاء.
* تأكد من عدم وجود أي جسم غريب داخل الحذاء قبل وضع قدمك فيه.
* لا تتردد في استبدال أي حذاء جديد ضيّق بحذاء آخر مناسب مهما كانت التكلفة.
ثالثًا: جوارب مريض السكر:
ينصح بأن يكون الجورب واسعًا ولطيفًا، وناعمًا على القدم وجافًّا عند لبسه، وأن يتم تغييره يوميًّا إن أمكن،
كما ينصح في بلادنا أن يكون مصنوعًا من القطن مع الابتعاد عن الجوارب المصنوعة من النايلون لما
تسببه من التعرق، وينبغي للمريض أن يتأكد من عدم وجود انثناءات في الجورب داخل الحذاء، ويتوجب
على المريض عدم لبس حذاء بدون جوارب مطلقًا.
تحذيرات هامة لمريض السكر
* لا تمشِ حافي القدمين إطلاقًا، وبالذات على سطح حار،
كأسفلت الشارع، أو رمل الشاطئ، أو رخام المسجد أو الحرم.
* لا تمشِ حافيَ القدمين داخل المنزل.
* لا تلبس حذاءً بدون جوارب.
* لا تلبس حِذاءً ضيقًا.
* لا تشترِ صندلاً أو شبشبًا.
* لا تقص أظفارك بنفسك.
* لا تستخدم المواد الكيماوية الموجودة في الأسواق لإزالة التقشفات
الجلدية، والكالو، بل راجع الطبيب أو المختص بالعناية بالقدم.
* لا تضع ماءً ساخنًا، أو كمادات على قدميك.
* لا تكتوِ على القدمين عند الأطبَّاء الشعبيين.
* لا تستخدم أدوية عشبية إلا بعدَ استشارة الطبيب.
* راجع طبيبك فَوْرَ اكْتِشافِك لأيِّ مشكلة في قَدَمِكَ، ولا تهملْ أو تتأخرْ،
فكلُّ ساعة تتأخر فيها ليست لمصلحتك، ولا تحاول معالجة نفسك بنفسك!
* إن أردتَ أن تعرِفَ درجة حرارة الماء، فلاحظ أن أطراف يديك وقدميك
لا تصلح لذلك لضعف الإحساس فيهما، دع أحد أفراد أُسرتك من غير
المصابين بمرض السكر للقيام بذلك نيابةً عنك، فإن تَعَذَّرَ فيمكنك
التعرف على درجة حرارة الماء باستخدام المرفق (الكوع).
عند كل زيارة لطبيبك لا تنسَ أن تخلع حذاءك وجوارِبَكَ لتُذَكِّرَ
الطبيبَ – إنْ نَسِيَ – بضرورة التأكد من صحة قَدَمَيْكَ.
المفضلات