النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أيها الشباب

  1. #1
    مشرف المضايف الإسلامية الصورة الرمزية الشيخ/عبدالله الواكد


    تاريخ التسجيل
    09 2001
    الدولة
    www.alwakid.net
    العمر
    60
    المشاركات
    1,686
    المشاركات
    1,686

    أيها الشباب



    خطبة جمعة اليوم

    29/10/1431



    بعنوان



    ((( أيها الشباب )))


    كتبها / عبدالله بن فهد الواكد
    إمام وخطيب جامع الواكد بحائل





    الخطبة الأولى
    ما من أمة بلت .. ولا أخرى علت، إلا ولها شعار ترفعه ، ووسام تفتخر به، وسلم ترتقي به ، ورداء تزدهي به ، تجالد به أعداءها وخصومها ، هم شريحة من أي مجتمع ، بل هم عماده ، وهم مجامع قوته ، وهم زناد سلاحه ، بدونهم لا تقوم لأمة قائمة ، وبفقدانهم تبقى الأمة حبيسة التخلف والضعف ، قابعة في مؤخرة الركب ، لابسة أثواب الذلة والصغار ..
    إنهم .. الشباب .. أنتم أيها الشباب ، نعم أنت وأنت وأنت ، نعم أنت ، أتستصغر نفسك ، إياك ، بل استكبرها ، تسموا بك عنان المجد ، وإذا كانت النفوس كبارا
    تعبت في مرادها الأجسام
    أنتم أيها الشباب ، عماد الأمم ، وسلاح الشعوب ، أنتم من تؤثرون في الأمة سلبًا وإيجابًا ، أنتم من تدفعون عجلة التأريخ نحو أمل مشرق ، ومستقبل زاهر ، ولذلك يهلك الأعداء أنفسهم في إغراق الشباب ، في وحول المخدرات ، ومستنقعات الشهوات ، ليحطموا رجاء الأمة وأملها ، ويكسروا أعناق تطاولها ، يوهنون عزائم الشباب ، ليديروا أمتهم إلى الوراء جهلاً وحمقًا ، ليوجهوا الأمة ، نحو مفاهيم منكوسة ، وسلوك أرعن ، ومسلك أهوج ، وقلب صفحات التاريخ ، تجد في عبابها العجب العجاب ، الشباب قوة الأمم ، وفخارها وذخرها وسندها ،
    فيا فلذة كبدي ، ويا نياط قلبي ، ويامجامع مشاعري ،
    كلمات ملؤها الصدق والوفاء، دفعني لها حب أمتي ، أمة الإسلام ، وحب بلادي وموطني وحبك أيها الشاب ، وحب الخير لك ، جعلني أكسر تلك الحواجز الوهمية ، التي حالت بيني وبينك ، بل ربما حالت بينك وبين من يحبك من أسرتك وأقربائك ..

    فأرعني منك مسمعا ، ليكون النداء من القلب إلى القلب، والحديث من الروح إلى الروح ،
    حديث الروح للأرواح يسري
    تطير به القلوب بلا جناح
    دعنا نتحدث بكل وضوح وصراحة وموضوعية ..
    من الخليفة في الأمة إذا ذهب العلماء ، وذهب الفقهاء ، وذهب الدعاة ، وذهب المفكرون ، وذهب العاملون ، وذهب المصلحون ، وذهب الأباء والأمهات ، إذا ذهب هؤلاء الرجال الذين من حولك ، من سيسد مكانهم ، ومن سيكمل بناءهم ، هل ترضى أن يسد مكانهم جاهل أحمق ، ظالم عربيد ، منكوس الفكر منهزم التوجه ، أتسد مكانهم النساء ، إذا كنت لا ترضى ، فشمر إلى أماكنهم ، الأمة لا تريد كمَّا ، إنما تريد نوعا ، ما حاجة الأمة بمئات من الشباب ، تركوا الدراسة ، وعطلوا عن العمل ، وأشغلوا الناس والجهات الرسمية ، باللفيف والحفيف ، والصخب والإزعاج ، والدبيب والخبيب ، والتجوال والتسكع والتفحيط ، أيسرك أن تكون مزعجا في المجتمع , حياتك إيذاء وظلم ، وهدفك تهيؤ وحلم ،
    وما نيل المطالب بالتمني
    ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
    مصعب بن عمير رضي الله عنه ، أتدري كم كان عمره ، يوم أن بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى المدينة ، كان في مثل يفاعتكم ، كان عمره ثماني عشرة سنه ، إختاره من بين الصحابة جميعا ، وفيهم من هو أكبر منه سنا ، ومن هو أكثر منه جاها ، إختار هذا الشاب الزكي الذكي ، ليكل إليه أعظم القضايا ، وأخطر الخطى ، يلقي بين يديه ، مصير دار الهجرة ، ومستقبل الدعوة ، لم يكن في المدينة يوم أن جاءها مصعب ، غير أولائك الإثني عشر مسلما ، أهل بيعة العقبة ، وفي موسم الحج التالي ، جاء سفير الدعوة ، وحبيب الأسوة ، مصعب بن عمير ، أجاء وقد تعلم الموضات ، واللبسات والقصات ، والحركات الشبابية في المدينه ، وعاد ليبثها في مكة ، خلاه وعداه ، وحاشاه وكلاه ، جاء مصعب بن عمير رضي الله عنه وأرضاه ، وقد أسلم أهل المدينة عن بكرة أبيهم ، ساداتهم ورجالهم وأبناؤهم ونساؤهم ، لم يكد يمضي على رحلته الدعوية سوى بضعة أشهر ، حتى جاء مصعب بن عمير ، إلى مكة في الحج ، ومعه سبعون رجلا وامرأة ، جاءوا مناديب عن قومهم ، لمبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

    آهٍـ , كم شمخت الثريا عن الثرى ، وكم شتت الضحى حنادس الدجى ، وكم تجاوز السمو رقاب الدنو ، كم هو بون شاسع ، ونجعة مترامية الأطراف ، بيننا وبين هؤلاء العمالقة

    آهِ كم بين أديم الأرض وأفاق السماء
    آه كم بين الدجى والشمس من ليل وضياء
    أمة الإسلام كانت أمة عملاقة
    فورثنا المجد منهم وتركناه غثاء
    أيها اليافع قم وانهض وشمر لغد
    أطلب العلم ونل فيه مقام العلماء
    ، ، أيها اليافع الغض الطري ، أيها المؤمل ، ذب عن نفسك هذا الركون ، واطرح عنك جلباب الكسل ، إليك عن رفقاء التثبيط والتكسيل ، الصاحب الكسول :

    يريد الناس كلهموا كسالى
    ويفرح بالكسول إذا لقاه
    يضيع الوقت في قالوا وقال
    ولا يبغي النجيب إذا رآه
    ولا يهوى جوابا أو سؤالا
    ميادين التسكع مبتغاه
    الأمة أيها المسلمون : لا تسموا إلا بالعقول ، الأجساد ما رفعت الفيلة ، وما سودت البعير ، والعقول لا تصل مقامات الدقائق من العلوم ، والنوادر من المعارف ، بصاحب كل كسول ، القافلة إذا كان فيها جمل منقطع تأخرت القافلة بأكملها ، فلا تكن كلا على أمتك ، وحملا على مجتمعك ، لا تصحبن إلا من يشمخ بك العلياء ، أوما سمعت قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل))..
    وروى البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك، إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة)).
    أيها الأخ المسلم : صاحبك ، الذي يقربك لما يرضي الله ؟ ويعينك على الصلاة .. ويبعدك عن المعاصي والسيئات ويحرص على نجاحك وتفوقك ، ويحثك على الخير ، وإن لم يكن كذلك فهو عدوك وليس صاحبك ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّـٰلِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ ياٰلَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ياٰوَيْلَتَا لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ الذّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِى وَكَانَ الشَّيْطَـٰنُ لِلإِنْسَـٰنِ خَذُولاً [الفرقان:27-29].
    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم


    الثانية
    أيها الشباب : أنتم في مقتبل الدراسة ، فاحرصوا على الصاحب الذي يعينكم على التحصيل والنجاح واحذروا المثبطين
    أيها المسلمون : أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي آزره وسانده ، حُرم الإيمان وجنة الرحمن بسبب رفقة السوء والفسوق .. فتصور حال النبي صلى الله عليه وسلم وهو فوق رأسه يقول: ((يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله))، وشياطين الإنس يرددون: أترغب عن ملة عبد المطلب ..

    ألا يكفي ذلك أن يتذكر المسلم ، فيعود وينيب ، ويعلم قيمة الصحبة الصالحة
    ألا وصلوا وسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم



    الملفات المرفقة


  2. #2
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    بارك الله فيك شيخنا الفاضل

    ونفع بك الامه










معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. عذرا لكم أيها الأحباب إن صرخت جراحنا.أين انتم أيها العرب
    بواسطة راقيه الجزائريه في المنتدى اللطائف في منقول المضائف
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-08-2009, 16:54
  2. عذرا لكم أيها الأحباب إن صرخت جراحنا.أين انتم أيها العرب
    بواسطة راقيه الجزائريه في المنتدى اللطائف في منقول المضائف
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-01-2009, 22:56
  3. الى متى أيها الحكام !!!
    بواسطة معايد القريتين في المنتدى المضيف الرياضي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 20-08-2008, 00:07
  4. أيها الغائبون أيها الغائبون أيها الغائبون أيها الغائبون
    بواسطة ابو غازي في المنتدى مضيف الإهداءات
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 15-09-2005, 13:30
  5. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-08-2003, 21:44

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته