بسم الله الرحمن الرحيم
صدق الشاعر العربي عندما قال :
[GASIDA="type=1 color=#6699CC font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]ومن وعى التاريخ في صدره=اضاف اعماراً الى عمره[/GASIDA]
ولكن اي تاريخ يقصده الشاعر يا ترى ؟؟ هل هو التاريخ المستند الى معطيات وحقائق تاريخية مثبته ؟ ام تاريخ مزيف ومزور مبني على الجهل والهوى والعقد وروايات العجائز ؟؟!!
اعتقد بأني لست مضطرا الى الأجابة , فالجواب معلوم لدى أصحاب العقول الراجحة .
لا أخفيكم سرا أخواني الأعزاء كم بلغت بي الدهشة المصحوبة بالضحك عندما قرأت مقالا كتبه احد الأشخاص . يذكر فيه بأن علي الأزمع هو من قتل الأمير عبدالعزيز المتعب الرشيد (الجنازة) في روضة مهنا !!!
ويستشهد بأبيات الأمير حمود العبيد الرشيد وكأنه بذلك جاءنا بالدليل القاطع والقول الفصل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ومما زاد دهشتي وضحكي تعليقات الأعضاء على القصة والقصيدة بالتأييد وبأنها معروفة وغير ذلك من الكلام الذي أقل ما يمكن ان يوصف به انه فارغ ... ولم يكلف هؤلاء الأشخاص انفسهم عناء سؤال صاحبهم عن مصدر قصته الغريبة وقصيدته الأغرب.
وبما أنني كنت ولا زلت وسأكون دائما من انصار التاريخ الصحيح المحقق ومؤيديه ؛ وعدو لدود لكل من سولت له نفسه بتزوير التاريخ وتزييفه حتى ولو كان من عشيرتي الاقربين. فكان هذا الرد على هذا الشخص.
القصيدة التي أوردها هذا الشخص ونسبها لحمود العبيد الرشيد وأدعى انه قالها عقب معركة روضة مهنا , تم تلفيق بعض الأبيات ودسها فيها وهذا واضح. فالأبيات المدسوسه مكسورة وغير مستقيمة الوزن أصلا ولنا معها وقفة لاحقا. اما بخصوص قصيدة حمود العبيد الأصلية فهي من أشهر قصائده ومعروفه لدى جميع المؤرخين والرواة الثقات المحققين من جميع قبائل جزيرة العرب. فقد قالها حمود العبيد بعد معركة الصريف الشهيرة (وليس بعد روضة مهنا كما يدعي) والتي قتل فيها من ابناء حمود العبيد سالم , ومهنا وأصيب كل من ماجد, وسعود . كما ان جميع أبنائه الاخرين أحضروا بيارق من بيارق الأعداء . فبعد الأنتصار الساحق في معركة الصريف قال حمود العبيد هذه الرائعه :
[GASIDA="type=1 color=#CCCC33 font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]يا حيف ياللي يفرقون الرجالي=مثل ابن حجران(ن) ومثل ابن مسعود
نسالهم عن خاينين الفعالي=الحازمي والعنقري وابن مطرود
القرن حول من طويل العلالي=لا سل به سيف(ن) ولا ثار بارود
وهذاك فعله بين(ن) له ظلالي=جضوا منه ركابة الخيل والقود
بليل الشتا يسري على اللي يوالي=كم خبرة(ن) خلاه ما تاجد العود
(لا واحلولا يا نوادر عيالي=اللي يعضون النواجذ على الكود
اللي مواقفهم نهار القتالي=ما ياقفه عيسى وموسى وداوود
ماهم عيال مدرعين الشيالي=اللي متاجرهم بحلتيت وجلود)[/GASIDA]
وقد رد على هذه القصيدة ناصر بن عتيق بقوله :
[GASIDA="type=1 color=#CC9900 font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]خط(ن) لفى من عند ذيب العيالي=قول(ن) لأبو ماجد(1) به الصدق ماجود
قول(ن) وكيد(ن) ما بهذا شكالي=بالحازمي والعنقري وابن مطرود
فرق عليهم بالفعال الصيالي=وخميس راع الخرج هو وابن داوود
والكل منهم يدعي بالكمالي=وأخزاهم الله بين شاهد ومشهود
يا ليت يا حامي عقاب التوالي=ابو الجميع اللي له الراي مردود
لعينيك وان طق الذليل الجفالي=ننطح وندرى كل عيب(ن) ومنقود[/GASIDA]
الى ان قال :
[GASIDA="type=1 color=#CC9933 font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]كم من صبي(ن) بالوطا ما يشالي=خلي عشا للطير والذيب والدود
بسعود شيال الحمول الثقالي=عبدالعزيز اللي صبور(ن) على الكود
الحرب ما هابه ولا به يبالي=تسابقوه البدو بالهدو والقود
واولاد عمه كل منهم يوالي=ضياغم(ن) من فرع عمّان وجدود
يالله يا منشي حقوق الخيالي=تعز سلطان العرب ذروة الجود
خصب السنين الى امحلن الليالي=ابن رشيد اللي به النفس والزود[/GASIDA]
الى ان قال في البيت الأخير:
[GASIDA="type=1 color=#CCCC33 font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""](لا سلم راس الشيخ حامي التوالي)=وراسك فلا لي بجملة الناس مقصود[/GASIDA]
1_أبو ماجد : هو الأمير حمود العبيد الرشيد ويكنى بماجد وهو ابنه الأكبر الذي قتل في معركة البكيرية عام 1322هـ
وفي قول الشاعر : ان سلم راس الشيخ حام التوالي ,, وراسك فلالي بجملة الناس مقصود دلالة قاطعة على أن القصيدة قيلت في حياة الأمير عبدالعزيز المتعب وليس بعد موته فهو الشيخ الذي يعنيه الشاعر الذي ذكره في بيت سابق من نفس القصيدة عندما قال : بسعود شيّال الحمول الثقالي ,, عبدالعزيز اللي صبور(ن) على الكود. ويقصد براسك أي أنت يا حمود العبيد فأن سلمت انت والشيخ (عبدالعزيز المتعب) فليس لي بجملة الناس مقصود.
وقد وردت هذه القصيدة والرد عليها في الازهار النادية , كما أورد الرد عليها ابن يحيى في مخطوطه (لباب الأفكار في غرائب الأشعار) ويمكنك الرجوع الى هذه المصادر للتأكد. وأن كنت ممن يفضلون السماع والرواية على القراءة (وأظنك كذلك) فعليك بمجموعة المرشدي الصوتية (قصص وتاريخ الآباء والأجداد) وقد أورد القصيدة والرد عليها كاملتين .
ولنرجع الان الى القصيدة المنحولة
يقول في أول شطر (يا أبو فهد تبكيك صفر الدلالي) من هو أبو فهد ؟؟؟!! أن كنت تقصد الجنازة فهو أبو متعب وليس أبا فهد وله من الأولاد بالأضافة الى متعب مشعل, ومحمد, وسعود فمن أين أتيت بفهد هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟ اتقي الله يا رجل.
ويقول في شطر اخر من القصيدة (صاده الأزمع بمرهفات سلالي) وهذا الشطر مكسور ولا يحتاج الى تعليق.
ويقول أيضا في شطر (سبيع يا مال ذهاب الحلالي) أما هذا فلحقه ما لحق أخيه من الكسور مما ادى به الى الشلل.
نصيحة مهمه لكل من اراد تزييف التاريخ والأستشهاد بقصائد منحولة أن يستعين بشاعر حتى يقيم له الأوزان لكي لا يغدو أضحوكة للعرب !!!!!!
فحتى التزوير والتزييف في التاريخ له قواعد وأسس لم تحترمها يا صاحبي.
ومن ضمن الردود والتعليقات التي قرأتها على هذه القصة المكذوبه وجدت من قال بأنها قصة معروفة , وأن ابن هذلول ال سعود ذكر في كتابه بأن قاتل الجنازة هو علي الأزمع. فأنا لا أعلم مدى صحة نسبة هذا الكلام لأبن هذلول حيث أني لم أقرأ كتابه من قبل. ولنفرض أنه أوردها في كتابه على حد زعمكم, فكلنا يعلم بأن عبدالعزيز كان عدوا لال سعود وحصلت بينه وبينهم العديد والعديد من المعارك . وابن هذلول من تلك الأسرة التي كان عبدالعزيز المتعب عدوا لها . ومنذ متى كان كلام العدو على عدوه حجة ودليلا تاريخيا ؟؟؟ كما ان أبن هذلول ليس مؤرخا معاصرا للأحداث . ولنفرض بأنه معاصر ومحايد (وهذه كلها فرضيات وليست حقائق) فكلام شخص واحد مقابل مئات المؤرخين لا يعتد به ولا يعتبر دليلا (طبعا كل هذا باعتبار ان من نسبها لكتاب ابن هذلول صادقا في أدعائه ليس كاذب) ودعني اذكر لك بعض النصوص التاريخية المعتبرة لمؤرخين معاصرين لمعركة لروضة مهنا :
أورد المؤرخ محمد العلي العبيد في مخطوطه ( النجم اللامع في للأنوادر جامع) وهو من أهالي عنيزة ومن المعاصرين لمعركة روضة مهنا . كما أنه سبيعي من بني ثور يقول ما نصه (وقد روا لنا من حضر الوقعه بنفسه فجد بالسير (يعني بن سعود) في طلبه ووجده نائما هو وجنده في مكان يسمى روضة مهنا. ولم يكن يخطر ببال عبدالعزيز بن رشيد ان عبدالعزيز بن سعود يتبعه في أثره . وكان آمنا نائما فما أيقضه الا صهيل الخيل مع عدوه فانتبه وركب فرسه ليدير جنده . وكان من عادت هجوم الليل تنعمس فيه الأبصار . لأن القائد لم يميز وجوه جنوده ولم يميز الشجاع من الجبان بالرغم من أنها كانت ليلة مقمرة وهي ليلة 17 صفر وأختلطت الجموع ببعضها وأخذت تموج الخيل والجموع على السواء , وكان جند ابن رشيد يشعلون النيران في محلاتهم ولم تكن هذه الا وبالا عليهم . حيث ان جند ابن سعود يرونهم على ضوهم النار ويرمونهم فلم يخطيهم الرصاص. فأندفع عبدالعزيز ابن رشيد على فرسه يريد أن يدبر اصحابه . فقصد جمع ابن سعود وهو يحسبهم جنده فلما أقبل عليهم وهو يطلب من هيله هالدبره يالفريخ والفريخ حامل رايته فهو يريد أن يعاتبه بذلك . فأول ما رأى فارس من المقرن وأسمه هذلول فلما رآه أنكره وعلم انه من جند ابن سعود وليس من جنده فضربه عبدالعزيز ابن رشيد بسيفه فقطعه نصفين فلما اراد الأنحناء بعد ما تيقن انهم ليسوا بأصحابه نادى حامل راية ال سعود واسمه عبدالرحمن بن مطرف قائلا بأعلى صوته : عبدالعزيز ابن متعب يا طلابته . فدوت عليه أصوات البنادق بكثرة وأصابتهم رصاصة بين عينيه فخر صريعا من ظهر فرسه وهربت الفرس ولحقت بجنده فلما رأوها وظهرها عار من فارسها أيقنوا انه قتل فأنهزموا ) انتهى كلام العبيد.
وأورد غلوب باشا البريطاني (الملقب بأبو حنيك) في كتابه حرب الصحراء صفحة 56 وقلوب باشا من المعاصرين لروضة مهنا ومن العارفين بأحداث جزيرة العرب أورد ما نصه ( وفي نيسان فاجأت قوه سعودية ابن رشيد في مخيمه تحت غطاء عاصفة رملية. كان بأمكان الأمير أنقاذ نفسه بالفرار , الا أنه رفض وأختار الموت . اطلق صيحة الحرب وأحاط به أعدائه وخلفه ابنه متعب البالغ الثامن عشر من العمر ) .
وورد في مطالع السعود في تاريخ نجد وال سعود للشيخ مقبل الذكير وهو معاصر لمعركة روضة مهنا (فلما كانت الساعه الثامنه ليلا هجم ابن سعود على ابن رشيد وتصادم الجيشان والتحم الفريقان واشتد وطيس القتال فتأخر جيش ابن رشيد وأحتل جند ابن سعود مراكزه , وزحف بعضهم الى بعض واختلط الفريقان , وصار القتال بالسلاح الأبيض فتجالدوا بالسيوف مده ثم أنهزم جيش ابن رشيد . وكان أبن رشيد راكبا حصانه يدور في معسكره يحفزهم ويشجعهم فجاء الى موضع جيشه وقد احتله جيش ابن سعود ولم يعلم , فأخذ يحرضهم فعرفوه وصاح بعضهم على بعض ابن رشيد رأس الحيه صوبت اليه البنادق فخر قتيلا لوقته وتمت هزيمة جنده)
كما ورد في دليل الخليج لـ (ج.ج لوريمر) ما نصه ( وفي هذا الوقت نجح الوهابيون في مباغتة قوات ابن رشيد التي كانت امنه في معسكرها في مكان يسمى رويضة - يقصد روضة مهنا - على بعد 20 او 30 ميلا شرقي بريدة في ليلة 11 ابريل سنه 1906م . وكانت عاصفة رملية تهب في هذه الليلة وكان بوسع ابن رشيد ان يهرب اذا شاء . لكنه خرج واعلن عن نفسه بكل جرأة وخر صريعا بالرصاص المنهمر من بنادق اعدائه وهو يرتجز شعره الحماسي وقتل مع الامير عدد من أنصاره المقربين)
نكتفي بالنصوص التي أوردناها لعدم الأطاله و هناك غيرها الكثير والكثير من النصوص التي يمكن الرجوع اليها للأستزاده والفائده و التي تلكمت عن معركة روضة مهنا لمؤرخين معاصرين للمعركة مثل ( ابن بسام , وابن عيسى , والقاضي) وكلها تتفق مع ما ورد في النصوص السابقه مع اختلاف بسيط في التفاصيل . بالأضافة الى المؤرخين المتأخرين مثل (الريحاني ,وابن عثيمين, والمانع ,والزعارير ويحيى عبيد ...) وجميع النصوص التي أوردناها وغيرها تتفق بأن الهجوم السعودي تم ليلا وجميعها تتفق أيضا بأن عبدالعزيز المتعب قتل رميا بالرصاص من مجموعة أشخاص ولم تحدد أسماءهم. ولم يذكر اي احد من المؤرخين ان علي الأزمع هو قاتله.
وكما انه يوجد العديد من القصائد التي تؤيد هذه النصوص وتتفق معها ان الهجوم تم ليلا ومن هذه القصائد قصيدة عيسى بن مهوس يرثي الأمير عبدالعزيز المتعب يقول في مطلعها :
[GASIDA="type=1 color=#669900 font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]علم(ن) لفى شاعت علينا خباره=والحمد للي مجري(ن) به قدرها
جضت منه حايل وجضت قفاره=ولجت منه كل الخلايق بهرها[/GASIDA]
الى ان قال :
[GASIDA="type=1 color=#6699CC font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]وبلداننا كنه ظلام(ن) نهاره=تبكي على عزه وتبكي فخرها
تبكي صليب الشور نادر حراره=عبدالعزيز الشيخ حامي مدرها
(خانوه عدوانه وجو مع غتاره=بيات ليل(ن) غايب(ن) به قمرها)
من يوم سمع الهيج صمصم صطاره=ولكد عليهم وأنشد اللي حضرها
يهوش هوش الليث وعداه ناره=وكسرهم الصنديد لولا قدرها[/GASIDA]
ولمن أراد الأطلاع على القصيدة كامله فليرجع الى مخطوطة شعراء الجبل (عبدالله الداوود) ومخطوطة ابن يحيى (لباب الأفكار في غرائب الأشعار)
كما أورد العوني في قصيدته المربوعه الشهيره التي يمدح بها الملك عبدالعزيز يقول :
[GASIDA="type=1 color=#00CCFF font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]جاء اجرد(ن) ما ينقل الحال عاري=نيم(ن) ولد متعب وهو جاه ساري
وثب عليه امن الحدب تقل ضاري=صكه بمخلاب(ن) جلا كل الأسرار[/GASIDA]
ومن أراد الاطلاع على القصيدة كامله فليرجع الى ديوان العوني لمؤلفه عبدالله الحاتم ولكتاب العوني الذي ألفه فهد المارك صاحب الكتاب الشهير (من شيم العرب) .
وغيرها الكثير من القصائد لكننا نكتفي بهذا القدر
وفي النهاية احب أن اوضح للقراء بأن سبيع ليسوا أول ولا اخر من سيدعي بأن قتل الجنازة فأهل الحوطة يدعون بان قاتله منهم ويسمونه , وأهل القصيم يحلفون بالله جهد ايمانهم بأن قاتله منهم ويسمونه , وأهل شقراء كذلك وهكذا دواليك.
وقد يستغرب البعض لماذا مثل هذه الأدعاءات ؟؟ وما الهدف منها ؟ وما الفائده المرجوة من وراء ذلك ؟ ولماذا ادعى الكثير بأن قاتله منهم وفاخروا بذلك ؟؟ سأورد بعض النصوص لعل ان يكون فيها جواب شافي لهذه التساؤلات .
قال عنه القائد التركي صدقي باشا عندما شاهده في أحدى معاركه (هذا فارس كعلي بن ابي طالب)
وقال عنه المؤرخ أحمد عبدالغفور عطار ( أعظم فارس مغوار أنجبته جزيرة العرب في هذا العصر)
وقال عنه الزركلي ( كان أشجع العرب في عصره , وأصلبهم عودا )
وقال عنه المؤرخ الريحاني ( كان جبارا , وفي الحرب فارسا مغوارا )
وذكر خزعل في تاريخه ان سبعا من الخيل قتلت تحت أبن رشيد في معركة الصريف , كما ذكر انه رفض ان يتقدم عليه أحد في هذه المعركة , وقال لأتباعه (لا يتقدم الا أنا , فأما أن أقتل أو أنتصر , فأن قتلت فاني فداء لملكنا)
وقال عنه المؤرخ سليمان الدخيل (هذا الامير جاء بما لم يسبق اليه من ضروب الشجاعه والدهاء حتى أشتهر أسمه بذلك , وسارت بخبره الركبان وشاع خبره في البلدان , وكان على جانب من الحنكه والمعرفه , شجاعا مدربا داهية دهماء )
وقال عنه غلوب باشا البريطاني (ابو حنيك) في كتابه حرب الصحراء ما نصه ( توفي محمد ابن الرشيد الكبير في عام 1897 م دون ابناء فخلفه أبن أخيه عبدالعزيز المتعب الرشيد وكان ذا شخصية بطولية تمثل تجسيدا حيا للفروسية العربية , وهو رتشرد قلب الأسد النجدي ...)
قال عنه المؤرخ محمد ابن عبدالله المانع (ما كان الشاب عبدالعزيز بن سعود ليختار عدوا أشد هولا من عبدالعزيز ابن متعب ابن رشيد , الذي كان رجلا شجاعا ثابت الجنان ذا سمعة مرهوبة في ميدان القتال . فلقد قيل بحق وابن سعود أول من يعترف بذلك انه لم يطا فيافي الصحراء رجل أشجع منه في زمانه)
وقال المؤرخ حسين خزعل واصفا الأمير عبدالعزيز المتعب في معركة الصريف ما مصه (وأستل سيفه و وضعه على كتفه ولبس رداءا أحمر وأعتم بعمامة حمراء حتى يتميز في القتال)
كما اورد محمد العلي العبيد في مخطوطه النجم اللامع ما نصه ( وقد اخبرني مرة ناهس بن فاجر الذويبي رئيس حرب فقال : اننا مرة غازين مع عبدالعزيز بن رشيد فأنتذروا بنا ونوخوا واعقلوا وكانوا في جبال (حليت) وهي وعرة لم تغير فيها الخيل ولا الجيش من وعورتها فطاعت علينا رماتهم من الجبال فما كمل لنا ساعتين حتى قتلوا منا 140 من بين خيل وجيش ورجال حتى أوقفوا غارتنا . فأناخ البيرق كله بما تحته من الجند فقام عبدالعزيز المتعب بنفسه وأخذ الراية بيده ثم مشى بها حتى أبعدها عن الجند فنادى (يا عبيد يا سودان اعزلوا علي كلكم ولا يخرج ولا واحد منكم أبيض من الجيش) فعزلوا وأذا هم 640 أسود فحمل الراية هو بنفسه وأخذ يهزها ويشجعهم وكل منهم يطلبها فلم يدفعها لأحد منهم . فحمل البندق على متانة معلقه بعلاقتها وتجند الفرد وأخذ الراية بشماله وأمتشق السيف بيمينه فقام بينه كأنه خطيب وهو يقول (اليوم يومكم يا عيالي السودان) حتى فاح فائحهم ثم أعطاهم التعليم التالي بأن قال لهم (تراه مركاض واحد لين نذبح البواردية وهم في الجبال) فركض هو الاول أمامهم ثم كروا معه فأنتشروا عن يمينه وشماله قال فلم يمكثوا نصف ساعه وفيهم من هو في مكانه أما مقتول وألا هارب وكانت أرجوزة عبدالعزيز المتعب وهو يركض على المتاريس (يا ابو خديد فيه رقوش الى ذلينا من يهوش) فأومأ للغارة أن تندلع فأغرنا عليهم ولم يسلم منهم أحد) أنتهى كلام العبيد.
وقال فيه الشاعر المطيري :
[GASIDA="type=1 color=#0066CC font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]يامن خبر خيال يسوى ألف خيال=وألفين خيال(ن) وراهم مشاكيل
عبدالعزيز الضيغمي ماض الأفعال=اللي ضحايا والدينه رجاجيل
ليت العذارى حمل(ن) منه بعيال=والا عساهن دايم(ن) كلهن حيل[/GASIDA]
وخاتمت القول على من يشاء ان يبحث في أمور التاريخ أن يستند الى معطيات وحقائق واقعية وليس الى روايات شفهيه غير مثبته. وعلى من اراد الرد على مشاركتي هذه أن يكون رده مدعما بوثائق ومستندات تاريخية معتبره. اما الردود المسنده على الأهواء واللاشيء فقد رددناها الان عليكم ولن نعود لها مرة أخرى.
والسلام مسك الختام
المفضلات