بين الحنيــن و غربة الأوطانِ .. و الذكريات و غلـّــة الولهانِ
أمشي على شطِّ السلوِّ و فجأةً .. مرَّتْ عليَّ أميرةُ الشُّطْـــآنِ
بيضاء تزهو ، و الخدود لواهبٌ .. فكأنمـا في وجهها القمرانِ
والثغرُ أعجز كل وصفٍ وصفُهُ .. يَذَرُ الخَليَّ متيـَّــم الوجدانِ
لمحتني بالطرف المهدَّب لمحة ً .. ثم استمر مرووورها بهواني
فتأوَّهَ الخفـــاق بين جوانحي .. أوّاااااهُ من سهـمٍ أصابَ جَنَاني
ثم اتَّبعــتُ أفولها متلهفـا ً .. حتى وصلتُ حديقة الريحان
و إذا بها عند الغدير وحيدة ً .. تلهو مع النوَّار و النفــلان
ورقائق الأطيار من فرط الهوى .. تشدو الغرامِ على غصونِ البانِ
و ترى فراشات الزهور تحفها .. مفتوووونة بعبيرها الفتــانِ
و أنا أراقبـها و أحسب أنـها .. حوريَّـةٌ من جنـة الرضوانِ
لكنـها لمـا رأتنـي خلفــها .. فرّت فرار الظبي من سرحانِ
فرّت و خلــَّفت الفؤاد متيماً .. يشكو صبابات الهوى و يعاني
ثم استفقتُ و رُحْتُ أبحثُ جاهدا ً .. عنها.. و أسأل كل من يلقاني
حتى علمت بأن منـزل أهلهــا .. في ربوة ٍ شرق البحيـرة داني
منـسوبة ً لقبيلـة ٍ عربيــة ٍ .. أسلافـها من خيـرةِ الفرسان
فذهبت أطلب قربها من قومها .. فعساني أحظى بالجميل عساني
قالوا:استرح ْيابن الحجاز ورحّبوا .. يا مرحبــا ً بالطيب و العرفانِ
إن كنت راج ٍ قربها فصداقها .. صاعــان من تمر ٍ و دينـارانِ
و الشرط أن تنسى الحجاز وأهلهُ .. و جوارنا تبقى مع الجيرانِ
فسألت نفسي .. هل صحيح أنني .. أقـوى فراق الأهل و الإخوانِ
لكنّ صوت القلب أردف قائلا ً .. من يبدل البلد الحرام بثــاني !؟
أم القرى نبعُ القداسة والهدى .. محروســة ً بملائــكِ الرحمنِ
من ذا الذي يرضى لها بدلا ًولو .. أعْطوْه ُ مُلك اسكنـدر اليوناني
قلّي بربك . !! هل هناك معيشة ً .. في غير ماء البحر للحيتانِ
يا ليت شعري الآن سالت دمعتي .. بعد الحوار ، و زُلزلتْ أركاني
فصرخت بين القوم صرخة مدنف ٍ .. لا أستطيعُ ، فخافقي ينهاني
و الله ماليَ غيرَ مكة َموطنا ً .. أبدا ً و إن طال امتداد زماني
يا مكة َالغرّاااااااءَ أنْتِ حبيبتي .. أنتِ الغَــلا .... يا درة الأوطانِ
هذا و أختم بالصلاة على النبي .. خير الورى و المصطفى العدناني
شعر / قلم طغرائي
المفضلات