نقلا عن جريدة الوطن الكويتية للكاتب الدكتور خالد أحمد الصالح
يا الله يارحيم، ما الذي حدث في باكستان، انها تتعرض لفيضانات يقال انها الاسوأ التي تصيب العالم من حيث الاضرار بأرواح البشر وكذلك اتلاف ما يملكه الناس هناك على الرغم من محدودية ما يملكون.
انها ارقام مخيفة لبلاء عظيم، فمثل تلك الارقام لم يشاهدها العالم منذ ثمانين عاماً، فأعداد المهددين بالتشرد وانقطاع الدخل زاد عن العشرين مليوناً من الناس، إنها مأساة بشرية، فبين ليلة وضحاها وجد ملايين من المسلمين أنفسهم في مركز الاعصار وقد فقدوا كل شيء الا رحمة الله.
الأمم المتحدة وجهت نداء يعكس جزءاً من الصورة، فما كاد الامين العام للأمم المتحدة (كي مون) يصل الى منطقة الكارثة حتى شعر بفداحة المأساة، ومن هناك من باكستان وجه نداءه للعالم قائلا: ان باكستان تحتاج فورا الى مساعدة عاجلة بحوالي نصف مليار دولار لمساعدة المنكوبين، مساعدتهم على الحياة ومنع انتشار الاوبئة والامراض.
هذا النداء حمل معنى واضحا، فهناك حاجة ملحة للمساعدة، والا سوف يلاقي مئات الآلاف من المسلمين مصيرهم المحتوم بين موت او حياة كالأموات.
العالم مر قبل ذلك بكوارث كثيرة لم تكن توازي جزءا مما تمر به اليوم باكستان، ومع ذلك كانت الاستجابة الاعلامية الدولية لتلك الكوارث اضعاف ما نراه اليوم، ما السر؟ هل هو تصرف السياسيين الباكستانيين الذين عكست تصرفاتهم عدم اهتمام، فقد ترك الرئيس الباكستاني بلاده في ذروة الازمة في زيارة سياسية لبريطانيا مما ولد انطباع خاطئا عن حجم المأساة.
ان وجه المأساة والارقام التي تناولتها التقارير الجادة لم تتأثر بتلك التصرفات التي فهمت خطأ، وبقيت حقيقة الكارثة تتوسع كل يوم.
وايضا، هل تسبب قرب باكستان من أفغانستان والانطباع الشائع بتأييد الشعب الباكستاني لحركة طالبان، هل تسبب ذلك في فقد حماس العالم الغربي لنجدة هذا الشعب؟ سؤال جوابه أخطر منه.
ان الشعب الباكستاني شعب مسلم متمسك بدينه ولديه اعتزاز كبير بعقيدته، فهل يدفع اليوم الثمن بسبب ذلك، هناك لا شك قصور كبير في التوجه العالمي لتغطية هذه الكارثة من قبل الاعلام الغربي، ولكننا اليوم لسنا كعشرين عاماً مضت، ان اعلامنا الاسلامي اليوم أكثر قوة ولم يعد الاعلام الغربي مسيطر عليه كما في السابق، لابد ان يتحرك الاعلام الاسلامي بكل ادواته لكشف تلك المأساة وتسليط الضوء عليها.
دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والكويت شعرتا بحجم المأساة، فأصدر خادم الحرمين الشريفين أوامره بتبني تلك القضية على المستوى الشعبي كما أمر سمو أمير دولة الكويت بصرف عشرة ملايين دولار مساعدات فورية.
المطلوب من الكويت اليوم ان تتفاعل مع تلك القضية على المستوى الشعبي، فنحن في شهر كريم، هو فرصة لاحياء النفوس، وما على وزارة الشؤون الا ان تجمع الجمعيات الخيرية وجمعيات النفع العام وتشكل منهم جبهة واحدة لتوجيه المساعدات الى اولئك الملايين الذين يقفون في العراء او في مناطق نائية لم يصل اليهم حتى الآن بانتظار رحمة الله.
أتمنى تحركاً عاجلات من شعبنا الخير لانقاذ أرواح مسلمة أصابها البلاء العظيم امتحان لها وامتحان لنا، فان لم نقف نحن معهم في مثل هذه الظروف فمن إذاً يقف معهم!.
د. خالد أحمد الصالح
المفضلات