البدون في رمضان
كتبت ومازلت أكتب عن فئة البدون في الكويت، ولن أتوقف عن الكتابة في هذا الأمر حتى يكون أو أهلك دونه، وحل هذا الأمر ليس بالعسير ولا المستحيل، فالوطن بحاجة الى قوى عاملة، وملايين من الوافدين من شتى الاقطار العربية يعملون على ارضه، ولا نستطيع القول ان الوافد المصري او السوري او اللبناني او غيرهم هم أكثر ولاء من فئة البدون، ثم ان الوافدين القادمين للعمل يأتون ليعملوا سنتين أو ثلاثا ويكتسبوا الخبرات ويجمعوا الأموال ثم يعودون لبلادهم مع احترامي الشديد لهم جميعا.
إذاً واقع الأمر غير محدد الجنسية الذي ولد على ارض الكويت، وشرب من مائها وتربى على خيرها هو أشد ولاء للوطن من أي جنسيات أخرى، وكما أسلفنا فان الكويت بحاجة الى قوى بشرية عاملة في شتى المجالات والتخصصات، فلمَ لا نقوم بتدريب تلك الفئة وتمرينها على الأعمال كافة، ومن ثم سد الفراغ في الأماكن الشاغرة، وكذلك إحلال تلك الفئة محل بعض الوافدين، وواقع الأمر ان أي إنسان يجد السعة والترحاب على الارض التي يحيا عليها، ويجد الحب والرعاية والعدل يضحي من أجلها بدمه ويجعل روحه فداء لها.. ومعظم البدون في الكويت قد ضربوا لنا أروع الأمثلة إبان الغزو العراقي الغاشم فقد وقفوا في وجه المعتدي وقاتلوا حتى راح جلهم فداء للوطن الغالي، فمنهم من راح شهيدا ومنهم من راح اسيرا.
وليس هذا بالأمر الغريب، فهذه الارض قد تربى عليها، وتعلم في مدارسها، فهو لا يعرف له وطنا غيرها.. فكيف لا يحبها وكيف لا يعشقها. أليس من الأحرى ان نقف الى جانبهم، ندعمهم، ونعلمهم، ونثقفهم، حتى تصبح لدينا ثروة بشرية يمكن الاستفادة منها في مختلف العلوم والمجالات؟
وللعلم، فإن من واقع التجربة هناك ستة من البدون يعملون لديّ وشهادة حق أنهم من أفاضل الناس وأحسنهم على الصعيدين العملي والأخلاقي.
غسان سليمان العتيبي
المفضلات