الحمدُ للهِ ( الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) واشهدُ ألا الهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ، يعلمُ ما كانَ وما يكونُ ، وما تُسِّرونَ وما تعلنونَ. واشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ الصادقَ المأمون، صلى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الذين كانوا يهدونَ بالحقِّ وبه يعدلونَ. وسلم تسليما كثيرا إلى يومِ يبعثونَيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) : أمّا بعد: أيها الاخوةُ في اللهِ فإنَّ أخطرَ المعاصِي ، وأشدَّ الذنوبِ ، القولُ على الله جلّ وعلا بغيرِ علمٍ وبيانٍ ، والخوضُ في الشريعةِ ، بغيرِ حُجَّةٍ ولا بُرهانٍ ، فربُّنا جلّ وعلا يقول: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون) [الأعراف: 33].معاشرَ المسلمينَ ، التّصدُّرُ للفتوَى ، أمرٌ عظيمٌ وشأنٌ كَبيرٌ، لا يجوزُ الإقدامُ عليهِ ، إلاَّ لمنْ كانَ ذا عِلمٍ ضَليعٍ ، وعقلٍ سَديدٍ ، جَثَا بالرُّكَبِ أمامَ العلَماءِ الربانيِّين ، وسَهِرَ الليالي لتحصيلِ أدلةِّ الوحيَينِ ، وتبصَّرَ بقواعدِ ومقاصدِ الدّينِ . وعلى هذا المنهجِ ، تربّى السلَفُ الصالحونَ، وتواصى عليه العلماءُ الربانيونَ، قالَ أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه: (أيُّ سماءٍ تُظِلُّني وأيُّ أرضٍ تُقِلُّني إن أنا قُلتُ في كتابِ اللهِ ما لا أعلمُ؟!)، ويقولُ عبدُ الرحمنِ بنِ أبي ليلى رحمه اللهُ: "أدركتُ عشرينَ ومائةً من أصحابِ رسولِ اللهِ r، فما كانَ مِنهم مُحدِّثٌ ، إلاَّ ودَّ أنَّ أخاهُ كفاهُ الحديثَ ، ولا مُفتٍ ، إلاَّ ودَّ أن أخاهُ كفاهُ الفُتيا". لأنَّ الفتوى ، مجالٌ عظيمُ الخطَرِ ، كبيرُ القَدرِ ، فلا بُدَّ من إحكامِ قواعدِها الشرعيّةِ ، وضوابطِها الدينيّةِ ، خاصةً في نوازلِ الأمّةِ ، وأيّامُ الفتنِ ،يَقولُ سُبحانه: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُون) ،وفي مسندِ الإمامِ أحمد رحمه الله ، من حديثِ عُقبة بن عامر رضي اللهُ عنه ، أنَّهُ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يقولُ:{من قال عَليَّ ما لم أقُل فليَتبوَّأ بيتًا مِن جهنّم}،وفي سننِ أبي داوودَ رحِمَه الله من حديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّهُ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r { مَنْ أُفْتِىَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَانَ إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ } ويقول سُحنونُ بنُ سعيدٍ رحمه الله: "أَجرَأُ النَّاسِ على الفُتيا أقلُّهم علمًا".فيا إخوةَ الإيمانِ ، منصبُ الفَتوى ، ليسَ مَنصِباً يُستفادُ بتصديرِ الآخرينَ للشّخصِ ، وإنَّما مَدارُهُ على العِلمِ الحقيقيِّ ، والدّرايةِ التامّةِ بنصوصِ الوحيَينِ ، وأقوالِ العلماءِ السابقينَ ، ومقاصدِ الشّريعةِ ، وأهدافِها العظيمةِ . وإنَّ الويلاتِ لتنزلُ ، والمصائبَ تحُلُّ ، حينما يَتصدَّرُ مَن فيهِ جَراءةٌ على الفتوَى ، بغيرِ بحثٍ عَميقٍ ، ولا عِلمٍ دقيقٍ ، ودرايةٍ وافيةٍ ، فرسولُنا r يقولُ:كما في البخاري ومسلم منْ حديثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي اللهُ عنهما { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا ، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا ، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا ، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا }فيا من تَتَجرؤونَ على الفَتوى ، تَذكَّروا أَنَّكم سَتَقِفونَ أمامَ ربِّ العالمينَ ، فاحذَروا من التسرُّعِ في الفتوى، وتجنَّبوا تعجُّلَ القولِ ، في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، وفي كلِّ شأنٍ. يقولُ ابنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه:[ إنَّ الذي يُفتي الناسَ في كلِّ ما يسألونَهُ لمجنونٌ] وتذكَّروا منهجَ السلفِ الصالحينَ وأقوالَ العلماءِ العامِلينَ، قالَ عليٌّ رضي اللهُ عنه: [وابَردَها على كبدي ـ ثلاث مرات ـ، أن تَسألَ الرَّجُلَ عمّا لا يَعلمُ، فيقولُ: اللهُ أعلمُ]، ويقولُ ابنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهما: [إذا غَفَلَ العَالِمُ عن لا أدري أُصيبَتْ مَقاتِلُهُ]، وعن عقبةَ بنِ مسلمٍ قالَ: صَحبتُ ابنَ عمرَ رضي اللهُ عنهُما أربعةً وثلاثينَ شهرًا، فكثيرًا ما كان يُسأَلُ فيقولُ: لا أدري، ثم يَلتَفتُ إليَّ فَيقولُ: تَدري مَا يُريدُ هؤلاء؟! يريدونَ أن يجعلوا ظهورَنا جِسرًا إلى جهنّمَ . وأقوالُ التابعينَ في ذلكَ مشهورةٌ مُتواتِرةٌُ، قال أبو حُصينٍ: "إنَّ أحدَكم ليُفتي في المسألةِ ، ولو وَرَدتْ على عمَرَ رضي اللهُ عنه ، لجمعَ لها أهلَ بدرٍ"، وقالَ أبو عثمانَ الحدَّادُ: "مَن تأنَّى وتثبَّتَ تَهيَّأَ لَهُ من الصّوابِ ، ما لا يَتهيَّأُ لصاحبِ البَدِيهةِ"، ومكَثَ سُحنونُ متحيِّرًا في فَتوى ثلاثةَ أيامٍ ، ولما قِيلَ له قالَ: مَسألةٌ مُعضِلةٌ، قال المُستفتي: أنتَ لكلِّ مُعضِلةٍ، قال: هيهاتَ يا ابنَ أخي، ليس بقولِكَ هذا أبذُلُ لك لحمي ودَمِي إلى النَّارِ. ، ومع هذا فقد ظهَرَ من الكُتَّابِ والمُثقَّفينَ من المسلمينَ ، معَ الأسف الشديد مَنْ نَصَبَ نفسَهُ مُفتيًا في علومِ الدّينِ والإفتاءِ ، وَقَديمًا قال رَبيعةُ شيخُ مالكٍ: "بعضُ من يُفتي هُنا أحقُّ بالسَّجنِ مِن السُّرَّاقِ". وقال مالك: "العَجلةُ في الفتوى ،نوعٌ من الجهلِ والخَرَقِ"، وقالَ ابنُ القيمِ: "وكانَ السّلَفُ من الصحابةِ والتابعينَ يكرَهونَ التسرُّعَ في الفتوى"، قال عطاءُ رحمه اللهُ: "أدركتُ أقوامًا ، إن كان أحدُهم ليُسأَلُ عن الشيءِ ، فَيتكلَّمُ وإنّه ليرعُدُ"، وكان ابنُ المسيّبِ ، لا يكادُ يُفتي ، إلاَّ قالَ: اللهم سلِّمني وسلِّم مني، وقال سفيانُ الثّوري: "أعلمُ النَّاسِ بالفُتيا ، أسكتُهم عَنها، وأجهلُهم بِها أَنطَقُهم"، وقال مالكٌ رحمة اللهُ على الجميعِ: "ما أفتيتُ ، حتى شهِدَ لي سبعونَ من أهلِ المدينةِ أني أهلٌ لذلك"، ثم قال: "أدركتُ أهلَ العلمِ والفقهِ ببلدِنا ، إذا سُئِلَ كَأَنَّ الموتَ أشرفَ عليه"، ويَقُولُ أيضًا لمن سألَهُ: "ويحكَ! تُريدُ أن تجعلَني حُجَّةً بينكَ وبينَ اللهِ، فأحتاجُ أنا أولاً ، أن أنظرَ كيف خَلاصي، ثم أُخلِّصُكَ"، ومع هذا ـ أيها الأحبةُ في الله ـ لاَ بُدَّ للنَّاسِ ممن يجيبُهم في مسائلِ دينِهم ، ويُبيِّنُ لهم أحكامَ ربِّهم ، ولَكِنْ هذا يَجبُ أن لا يقومَ بهِ ، إلاَّ العُلماءُ المُؤَهَّلونَ ، الذينَ بَلغُوا في العلمِ أَعمَقَهُ ، وفي العقلِ أَرجَحَهُ، وفي الحكمةِ أتمَّها، وفي التروِّي أشدَّهُ، وفي الخبرةِ أعظمَها.......، بارك الله لي ولكم في القرآنِ،
ونفعَنا بما فيه من البيانِ، أقول هذا القولَ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمدُ للهِ الذي خلقَ فسوى، وقدرَ فهدى ، أحمدُهُ سبحانه وأشكرُهُ في السرِّ والنجوى ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له ، وأشهدُ أن نبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ وإخوانِهِ صلاةً دائمةً إلى يومِ الدينِ :أمَّا بعدُ :: أيّها الأحبةُ في اللهِ ، الواجبُ على المُستفتي ، سؤالُ العالمِ ، الّذي تَواترَ عِندَ النَّاسِ بفضلِهِ وعلمِهِ ، وبالسَّيرِ على المنهجِ الصحيحِ ، وكونُهُ أهلاً للفتوى ، لا أَنْ يأخذَ الفتوى من كلِّ ما هبَّ ودبَّ. ذَكَرَ الخطيبُ البَغداديُ ، أنَّهُ سمعَ مُناديًا يُنادي في المدينةِ المُنوّرةِ ، أن لا يُفتي في مَسجدِ رسولِ اللهِ r سوى مالكٍ ؛ ذلك أَنَّهُ اشتهرَ ، وتواترَ عند النَّاسِ ، بفضلِهِ وعلمِهِ وتقواهُ وورَعِهِ . وبمناسبةِ الفتوى وأهلِ الفتوى فلقدْ أفتى سماحةُ مفتي عامِ المملكةِ ، بجوازِ صرفِ الزكاةِ لأُسرِ السجناءِ إذا كانوا من الفقراءِ والمساكينَ ، وقالَ إنَّ أُسرَ السجناءِ يُعْطَوْنَ بصفةِ الفقرِ والمسكنةِ .فيا أيها المسلمونَ الصائمونَ ، الراجونَ لما عندَ اللهِ هناكَ لجنةٌ تقومُ على رعايةِ أُسَرِ السجناءِ"، تحتَ شعارِ "أطفالُهُمْ لا ذنبَ لهم .. ساهموا معنا في رعايةِ أُسرِ السجناءِ"ومنْ مهامِ هذهِ اللجنةِ ، رعايةُ أُسرِ السجناءِ ، ودعمِ اندماجِ السجناءِ في المجتمعِ بعدَ الإفراجِ عنهم ، بالإضافةِ إلى إشراكِهِم في فعالياتٍ وأنشطةٍ اجتماعيةٍ مختلفةٍ تعودُ عليهِم وعلى أُسَرِهم بالفائدةِ .والسجناءُ والمفرجُ عنهم ، إنما همْ أبناؤُنا وإخوانُنا سواءً بالقرابةِ أو بالإسلامِ ،والإعراضُ عنهم وعدمُ تقبُّلِهِم ونبذِهِم ،وعدمُ السعيِ في إصلاحِهم ، هدمٌ للمجتمعِ المسلمِ ، والمسلمونَ كالجسدِ الواحدِ ، كما قال عليه الصلاةُ والسلامُ { الْمُؤْمِنونَ فِى تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى }رواه البخاري ، فيا مَنْ يسَّرَ اللهُ عليكُم ، يَسِّروا على هؤلاءِ الذين تعسَّرتْ أمورُهُم , وضاقتْ سُبلُ موارِدِهِم ، إلا برحمةِ اللهِ ، ثم بما أودعَ اللهُ في قلوبِكُمْ من رحمةِ هؤلاءِ الأطفالِ والنساءِ ، الذين أُودِعَ رَاعيَهُم وكاسِبَهُم ، في حُتوفِ السجنِ ، وحواتمِ الأقدارِ ، إجعلوا لهذهِ الأعينِ الدامعةِ ، والقلوبِ المحرومةِ نصيباً من بِرِّكُم وخيرِكُم وصدقاتِكُم وزكواتِكُم ، وصلوا وسلموا على النبيِّ الكريمِ القائلِ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)وقد قال عليه الصلاة والسلام { حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي }ويقولُ بأبي هو وأمي { مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ}اللهم صلِّ وسلمْ وأنعمْ وأكرمْ وزدْ وباركْ ، على عبدِك ورسولِكَ محمدٍ ، وارضَ اللهم عن أصحابِهِ الأطهارِ ، ما تعاقبَ الليلُ والنهارُ ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين ، وعن التابعينَ وتابعِيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ ، وعنَّا معَهم بمنِّكَ وفضلِكَ ورحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ .اللهم أعزَّ الإسلامَ المسلمينَ ، ودمرْ أعداءَ الدينِ من اليهودِ والنصارى ، وجميعِ الكفرةِ الملحدينَ ، اللّهُم يا عظيمَ العفوِ ، ويا وسعَ المغفرةِ ، ويا قريبَ الرّحمةِ ، ويا ذا الجلالِ والإكرامِ ، هبْ لنا العافيةَ ، في الدُنيا والآخرةِ ،اللهم اجعل في قلوبِنا نوراً نهتدي به إليك ، وتولنا بِحُسنِ رعايتِك ، حتى نتوكلَ عليك ، وارزقنا حلاوةَ التذلُلِ بين يديكَ ، فالعزيزُ من لاذَ بعزِكَ ، والسعيدُ من التجأَ إلى حماكَ وجودِك ، والذليلُ ، مَنْ لم تُؤَيّدْهُ بعنايتِكَ ، والشقيُّ من رضيَ بالإعراضِ عن طاعتِكَ ، اللهم نَزِّه قلوبَنا عن التعلقِ بمن دونِك ، واجعلنا من قومٍ تحبُهم ويحبونَك ، اللهم اجعلْ بَلدَنا هذا آمناً مطمئناً ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ ، اللهم أيدْ إمامَنا بتأيدِكَ ، وانصرْ بهِ دينَكَ ، ووفقْهُ إلى هُدَاكَ ، واجعلْ عمَلَهُ في رضاكَ ، وارزقْهُ اللهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ ، التي تدلُهُ على الخيرِ ، وتعينه عليه، اللهم أرحمْ موتانا ، وعافي مُبتلانا ، واقضِ الدينَ عن مدينِنا ، وردَّ ضالَنا إليكَ رداً جميلاً ، ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) ، عبادَ اللهِ ، ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )
المفضلات