كثيراً ما نجد حولنا أقرباء نتعايش معهم في كثير من أوقاتنا..
ولكننا نجدهم أحياناً غير ما أعتدنا عليهم.. وأنهم أصبحوا غير أنفسهم..
غضب وشكوى وصراخ . . .
فهذه الأشياء نجدها تحتلهم في بعض أوقاتهم
ونجدهم وكأنهم لا يتحملون أيّ شئ وكأن الصبر لم يعد له مكاناً في صدورهم..
فبعضنا يندفع إلى رد الغضب بالغضب والصراخ بالصراخ دون أن يقيم أهمية
للأسباب والتأثيرات التي أوصلت هؤلاء إلى غير ما كانوا عليه..
فيصبح الغضب وقتها لغتهم ولا يرعون تلك الظروف التي مرّوا بها وبعثتهم إلى غير طريقم..
ذلك الإنسان مرَّ بظروف نفسية قاسية أو موقف لم يحتمل نتائجه.. فخرج من نفسه
غاضباً صارخاً على من حوله.. فربما يرى أنه يجد بهذا متنفساً لأنقاذه من قسوة
ما يحمله في داخله من أمور أغتصبت مشاعره وجعلته يتحدث بغير إرادته..
فلماذا نحن لا نجد لهم قبولاً وقتها.. ! ؟
لماذا لا نلّتمس العذر لهم.. ونبحث عن أشياء تخفف من رعبهم
سواء قول حسن أو فعل شافي يخفف من غضبهم وصراخهم دون أن
نثبت أمامهم وأمام أنفسنا أننا لم نعرفهم يوماً.. وكأنهم بشراً لم يأكلوا ولم يشربوا معنا..
فقط نندفع عليهم لنردَّ لهم موقفهم وغضبهم وصراخهم فنصبح مثلهم في حالهم..
فتزداد الأمور إلى أكبر مما كانت عليه تعقيداً..
يجب أن يكون أحد الطرفين أهدأ من الآخر ويراعي موقف الغاضب
وينظر للظروف التي طرأت عليه وجعلته بغير أحواله..
لا أن ينظر للموقف وقتها ويردّ المثل بالمثل..
عليه أن يبحث عن ما يوقفه ويذكره بالحال التي يجب أن يكون عليها
كعتب يعاتبه أو تأنيب يأنبه بأنه أكبر من أن يكون بهذه الحالة..
وأن عليه أن يهدأ وينظر للأمور بعين أكبر من تلك العين
التي تنظر في واقع الغضب..
فإذا كنا نندهش من موقفهم وحالهم ولا نرى غير غضبهم..
فلماذا لا نندهش من حال أنفسنا وقتها التي لم تلّتمس العذر لهم ولم
تكون في رحابت صدورها ولم تكن أكثر أتساعاً لها..
ولم تحتمل أيّّ موقف منها.. !! ؟
ولكن يبدو أن " لماذا " تبقى إجابتها سؤال . . !!؟
المفضلات