.
.
.
في هذا الزمن الجاف ... جدا ...
وفي هذا الزمن القاسي ... جدا ...
أصبحت الحاجة إلى الكلمة الطيبة ... لاتقل عن الحاجة إلى الطعام والشراب ...
وأصبحت الحاجة إلى الابتسامة الصادقة .. لا تقل عن الحاجة إلى الملبس والكساء ...
فالكلمة الطيبة لها مفعول السحر في مداواة جريح ... ومواساة مكلوم ..
والابتسامة الصادقة لها كبير الأثر ... في مشاركة المهموم همّه .. والتفريج عن المكروب كربته ...
البعض .. يشح بها عمّن حوله ... ويبخل بها على من يستحقها ...
رغم أنها لا تكلفه شيئا .. فهي أرخص مما نظن .. ماديا ... ولكنها غالية الثمن .. معنويا ... لا سيما عند من يحتاجها ...
بلاشك ... أصبحنا نستجدي الكلمات الطيبة ... ونتسول للحصول على الابتسامة الصادقة ...
فلا تستغرب أخي الكريم ... إن طال بك العمر ... ورأيت رجلا يفترش الأرض أمام أحد المساجد ... لا ليسأل الناس مالا ... بل ليسألهم كلمة طيبة ...!!
كلمة طيبة ... لله يا محسنين ...
ابتسامة صغيرة ... تمنع بلاوي كتيرة ...!!
.
.
.
أذكر في صغري أنني كلما شعرت بألم في مكان ما ... أتيت مسرعا إلى أمي (حفظها الله) لأخبرها :
يمّه .. يمّه ... هذا يعورني (أشير إلى مكان الألم) ...
فتقبله أمي وتقول ... يطيب إن شاء الله ...
فأقوم مسرعا سعيدا ... لأن أمي قالت لي ... يطيب إن شاء الله ...
لعل أمي (الأمية) عرفت بفطرتها ... مالم يعرفه المتعلمون .. من أن الكلمة الطيبة تشفي من الأسقام ... والأوجاع ...
.
.
.
وأكثر ما يحز في النفس ... فقدان الابتسامة والكلمة الطيبة عند من يغلب على الظن وجودها عنده .. كالمعلمين والمربين ... والأطباء .. ومن جعل الله على يديه قضاء حوائج العباد ...!!
.
.
.
ما أحوجنا إلى الكلمة الطيبة ... وما أحوجنا إلى إلى الابتسامة الصادقة ... لتعود لنا الثقة في الحياة ...
.
.
.
تلمسوا حالة المحتاجين للكلمة الطيبة ... والابتسامة الصادقة ... وهبوا لنجدتهم ... وتصدقوا عليهم بهما .... وإياكم والشحّ بهما ...
.
.
.
المفضلات