أهلا بعريب دار من جديد ..
أولا من المؤاخذات على مقالاتك هو التحامل الشديد على من تصفهم طلبة العلم ووضعهم في سلة واحده رغم الفوارق الكبيره في إهتمامات طلبة العلم أنفسهم فمنهم المنظرالمحقق في المسائل العلميه والنوازل المعاصره -ومنهم الاديب ومنهم الحقوقي ومنهم السياسي والاقتصادي ومنهم من يجمع بين شيئين ومنهم الموسوعي ومنهم الشرعي الصرف ومنهم التكنوقراط ..وجهلك بهم وبنتاجهم الفكري لايلغي دورهم ..
كذلك من المؤاخذات على مقالاتك الهوس والاعجاب بالخطاب العلماني ومواكبة السعار الفكري الثائر ضد السائد العام والذي لايميز بين الثابت والمتغير فكل شئ عنده قابل للتغيير .
ومنها الاجحاف ومصادرة منجزات الخطاب الديني وفضائله ومنها تحرير الناس من الاساطير والخرافات والمعتقدات الباطله وإزالة الركام الفكري المستند على تصورات باطله والحفاظ على الهويه الاسلاميه وقد كان الخطاب الديني المحرك الاساسي لمؤسسات المجتمع التطوعيه العامله في الداخل والخارج قبل تجفيف منابعها . كذلك من فضائل الخطاب الديني نشر الوعي السياسي في المجتمع قبل الانترنت وبعده وقد أثبتت الايام بما لايدع مجالا للشك صحة النظريات السياسيه المنبعثه من منطلق إيماني وقد كانت مثارا للجدل في زمن مضى من قبل اصحاب الخطاب العلماني لكنها اليوم أصبحت في حكم اليقين ويتمثل بها الصغير والكبير ,.وقد كان اصحاب الخطاب الديني أول المنادين بالإصلاح وفصل السلطات الثلاث واستقلال القضاء وإعادة بناء الجيش في الوقت الذي كان يهاجمهم أصحاب الخطاب العلماني بسبب هذه المناشدات ..
كذلك من المؤاخذات تجاهل مآلات الخطاب العلماني المأساويه والتي تسعى لصناعة جيل ممسوخ بلاهويه على صعيد الفكر وإلى التهيئه النفسيه لتقبل الاحتلال على الصعيد الساسي وبهذه المناسبه أدعوك لقراءة دراسة قام بها الشيخ ابراهيم السكران بعنوان (مآلات الخطاب المدني ) وهو من المكتوين بنار هذا الخطاب ردحا من الزمن .كما أدعوك لقراءة دراسه قيمه جدا للدكتور احمد بن راشد أستاذ الاعلام السياسي بجامعة الملك سعود بعنوان (عبدالرحمن الراشد والخطاب المتصهين )
إن كنت تعني بالتغيير تغيير الاسلوب ولغة الخطاب دون المحتوى والمضمون فهذا التغير حاصل على أرض الواقع اليوم ومناداتك بهذا الشئ تحصيل حاصل .أما إن كنت تريد التغيير في الشكل والمضمون فلكم دينكم ولنا دين ..لكن عليهم ان يتغيروا كما تغير الواقع وذلك في طريقة فهمهم وادراكهم لمتطلبات الناس وهمومهم . ليتجهوا الى الشباب الذي ناقض جيل آباءه كثيراً ولينظروا سبب هذا المآل مع ايجاد الوسيلة والطريقة المُثلى في الاتصال قولاً وعملاً
من حيث المبدأ فإن الحكمه هي ضالة المؤمن.. ولكن الواقع يقول بأن الخطاب العلماني إزداد تغريبا وانحلالا ولم يقترب من المجتمع بل صادم ثوابت المجتمع المسلم ولو علم الانسان العامي الذي يشاهد جريدة الجزيره والذي تصبحه وتمسيه بـ (كشرة ) عبدالله بن بخيت بأن هذا البخيت هو كاتب رواية شارع العطايف ذات اللغه الجنسيه الطاغيه والتي تحكي عن سعاد إحدى شخصيات الروايه المهووسه بأصوات الذكور أنها تستمني على صوت المؤذن ..ناهيك عن العلاقات الشاذه ( اللوطيه ) بين شخصيات الروايه والتي فيها تصوير صارخ للعلاقه الجسديه الجنسيه بين ذكرين مما يؤكد على أن الكاتب معايش بإمتياز لمثل هذه الاجواء ..لو علم العامي البسيط حقيقة هذا الكاتب لحدثت ثوره اجتماعيه للمطالبه بتنقية الوسط الثقافي من هذه اللوثات الفكريه ..فكيف تطالب يا أخي وحبيبي عريب دار بإقتفاء أثر هؤلاء العلمانيين والاقتداء بخطابهم المصادم للثوابت .بل ولينظروا الى العلمانيين إن ارادوا الطريقة وليشاهدوا ما تغيروا اليه وما اسرفوا به من التصاق وتصادق مع المجتمع , الذين أدركوا الآن بأن تقريب المجتمع اليهم افضل من تغريبه.
ولم يعرف عن هؤلاء الكتاب أي مطالبه بحقوق الارامل والمطلقات والعاطلين ومكافحة الاستبداد .بل جل مايدندنون حوله هو حريه الوصول إلى المرأه أو مايسمى زورا وبهتانا بحرية المرأه التي قصروها على خلع الحجاب وتناسوا المشاكل الحقيقيه للمرأه ..
وقفت امام كلامك هذا مستغربا جهلك بحال العلماء ..على سبيل المثال حينما كنت في عنيزه كانت هناك جلسه بعد كل صلاة جمعه للشيخ الدكتور خالد المصلح في منزله لعموم الناس يدور فيها الكلام المباح والنافع ولاتخلو من الفائده ..وهذه ليست مسؤولية العلماء وحدهم بل مسؤولية الشباب أيضا أن يلتفوا حول العلماء .أما رمي التهمه على طرف دون الاخر فهذي فيها تجني واجحاف .فلم لا يتقرب العلماء لهذا الجيل القادم بعيداً عن المنابر والقنوات والاماكن المخصصة
ثانيا المنابر والقنوات والمواقع العنكبوتيه والمؤلفات جزء من قنوات الاتصال مع الشباب وعموم الناس التي كنت تطالب بها قبل قليل .
الدين مجموعة أفكار يؤمن بها الانسان ينتج عنها اعمال جوارح ..والعلمانيه فكر مناقض لهذا الفكر بل يدعوا إلى إقصائه عن نواحي الحياة وابعاده عن التصرف في شؤون العباد وفي مظاهرهم العامه وتونس وتركيا دليل ملموس على محاربة العلمانيه للحجاب ومظاهر التدين والحريات والاحوال الشخصيه .لو قلت بأن العلمانية فكر والاسلام دين , وليس من الانصاف ان نخاف على الدين من ضرر الفكر
أنت تريد أن تصور لنا واقعا افتراضيا من صنع الخيال والواقع يصور لنا وضعا حوربت فيه قطعة القماش التي تغطي فيها المرأه شعرها فضلا عن النقاب وتتعرض المرأه المحجبه في تونس للاقتياد الى مخفر الشرطه ويتم تهديدها بالاغتصاب وتمنع من السير في الشارع وهي محجبه فضلا عن منعها من دخول الجامعات والمدارس ودوائر الدوله ..والواقع في تركيا اشد وأنكى .ومن الخطأ كذلك ان نصور العلمانية على انها جبهه قتالية تريد اختراق الحصون الاسلامية لابعاد الناس عن دينهم ..
أولا ليس الشرعيون هم من بدؤوا هذه الحرب الفكريه حتى يقال بأنها أستهوتهم ..هؤلاء استهوتهم تلك المجابهات والمعارك , فما كانوا يُجيدون غيرها , وسأُعيب عليهم عندها بأن العلمانيين ما ولجوا إلا من ثغر , فإما انكم اهملتموه او انكم فشلتم في تصحيحه.
اما بالنسبه للثغور التي يحاول العلمانيون الدخول من خلالها هي غالبا ثغور الشهوات الجنسيه وكتاباتهم دليل على هذا الشئ ..والشرعيون ليسوا شمسا شارقة على جميع الناس وإن كان الدخول من باب الجنس انتصار للعلمانيين فكيف ستكون هزائمهم إن كانت إنتصاراتهم على هذا النحو .
على هذا الاساس سيكون الرسول صلى الله عليه وسلم مخطئا لتحذيره من الزنا لأن العرب جبلوا على إنكاره وقس على هذا ..لنعد لاصحاب النزال واقول بأن من خطأهم انهم توجهوا بالخطاب الى العامة من الناس لشرح حرمة التبرج ومحضورات الاختلاط والسفر وسياقة السيارة "وكل ذلك للمرأة", فإن كان ذلك من ما جُبل عليه الناس , فلم توجيه الخطاب اليهم؟!
تبصير العامه بمخاطر التغريب لايلزم منه عدم ثقه ..وأما الخوف من منازلة العلمانيين فهذه طرفة اليوم فالشرعيون يناقشون العلمانيين بكل موضوعيه وتجرد واقرأ كتاب العلمانيه نشأتها وتطورها للشيخ سفر الحوالي وهو رسالة ماجستير قدمها في الثمانينات الميلاديه وكتاب الانحراف في أدب الحداثه للشيخ سعيد الغامدي وهو رسالة دكتوراة وكتاب الحداثه في ميزان الاسلام للشيخ عوض القرني ألفه في الثمانينات وقدم له الشيخ ابن باز رحمه الله ودراسة مآلات الخطاب المدني للشيخ ابراهيم السكران ودراسه بعنوان عبدالرحمن الراشد والخطاب المتصهين للدكتور احمد بن راشد وكتاب العلمانيه للشيخ محمد قطب ...وغيرها كثير .يبدو لي انهم في حديثهم الى الناس امران اثنان .. اما عدم ثقتهم بالعامة والخوف من أن ينجرفوا الى التغريبيين , أو عدم ثقتهم في انفسهم في منازلة هؤلاء التغريبيون!!
الداعي لذلك هو طلب السفارات الاجنبيه منه هذا الفعل وقد ذكر الرجل المسؤول عن الامن في هذه البلاد وهو الامير نايف بأن هناك علاقه بين بعض الكتاب وبعض السفارات الاجنبيه وسماهم بزوار السفارات .فما الداعي بأن يسعى لفك الوصاية على المرأة وتحررها ودخولها معترك الحياة المختلطة .. بل ليدعها هي من تطالب بذلك وهي من ستسعى اليه إن كان صاحب الثمانين عام يبحث عن ابنة التسعة سنوات زوجةً له, والعضل قائماً والحرمان موجوداً والتعدي حاصلاً والتهميش موضوعاً .
هناك دور نسائيه لتعليم المرأه المهن النسائيه والحاسب الالي والعلوم الشرعيه فضلا عن الانشطه الترفيهيه والتي يديرها أصحاب الخطاب الديني وهي بحاجه إلى توسع ولايدعون القائمين عليها الكمال .لكن ماذا قدم أصحاب الخطاب العلماني غير محاولات تحرير الوصول إلى المرأه وخلع قطعة قماش ..هل أزعجت هذه القطعه العلمانيين ومن ورائهم الغرب لتجييش هذا الكم الهائل من الكتاب والاعلاميين .حتى أصبح المشروع العلماني يقوم ابتداء بالمرأه وانتهاء بالمرأه مرورا بالمرأه .لم لم نقف مع متطلبات المرأة وميولها وتعزيز افكارها وتأهيلها في المجتمع وتأهيل المجتمع لها ومساعدتها على ايجاد بصمة لها في المجتمع تفقأ بها عين كل طامع وذو نوايا خفية.
الام مدرسة اذا اعددتها **** اعددت شعبا طيب الاعراق
نهاية هذا الرد سأضع روابط ذات صله بنقد الخطاب العلماني للفائده ..
عبدالرحمن الراشد والخطاب المتصهين لأحمد بن راشد استاذ الاعلام السياسي بجامعة الملك سعود ..
مع العلم أن عبدالرحمن الراشد هو مدير قناة العربيه
http://www.alasr.ws/index.cfm?method...contentID=9195
مآلات الخطاب المدني للشيخ ابراهيم السكران ..
http://www.alasr.ws/index.cfm?method...contentID=9125
دراسه عن الدور المشبوه لقنوات ام بي سي للباحث الاكاديمي عبدالكريم ال منعم
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=2275
المفضلات