مساكم الله بالخير
اجتذب الإخطبوط باول أنظار العالم خلال مباريات كأس العالم، وجعلته صحة تنبؤاته بالفرق الفائزة محط اهتمام كبير. لكن مقدرته الفائقة لم تجلب له الأصدقاء فقط، إنما الكثير من الأعداء أيضا الذين يرسلون له شتى التهديدات.
الإخطبوط باول الذي تنبأ بنتائج مباريات كأس العالم
يصطف الناس منذ عدة أسابيع أمام مدخل معرض الأحياء المائية في مدينة أوبرهاوزن الألمانية. وينتظرون بكل صبر على الرغم من درجة الحرارة المرتفعة عدة ساعات للتمكن من زيارة أهم شخصية في كأس العالم لعام 2010 :إنه الإخطبوط باول الذي حصل إلى جانب المنتخب الأسباني على كأس عالم ثان تقديرا لجهوده أيام المباريات. وكان باول قد حصل في الأسابيع الأخيرة على شهرة عالمية من خلال قيامه بدور العرافين والتنبؤ قبل كل مباراة بمن سيفوز بها.
ما هو سر الإخطبوط باول؟
يبلغ الإخطبوط باول من العمر سنتين ونصف. وله ثمانية أذرع وتسعة أمخاخ وثلاثة قلوب.ولعل أمخاخ باول التسعة هي التي مكنته من التنبؤ بالمستقبل، وكان قد قدم قبل سنتين البراهين الأولى على مقدرته على التنجيم، وذلك خلال البطولة الأوروبية لكرة القدم.
لكن بطولة كأس العالم التي جرت هذا العام في جنوب إفريقيا جعلت شهرته تصل إلى شتى بقاع العالم.ولكن كيف تمكن إخطبوط من التنبؤ بمصير الدول المشاركة في مباريات كرة القدم؟
باول مغرم بأكل المحار، وهكذا خطرت لأحد الأشخاص خلال مباريات الكأس الأوروبية عام 2008فكرة وضع صندوقين يحتوي كل منهما على محارة، ورسم ألوان علم إحدى الدولتين المتباريتين فوق كل منهما، ثم يترك الأمر لباول ليختار بين الصدفتين.وعندما كان يمد أحد أذرعه الى أحد الصندوقين كان يتنبأ بفوز الفريق الذي يحمل الصندوق علم بلاده.وخلال مباريات كأس العالم هذه السنة واصل باول تنبؤاته وكان يصيب في كل مرة ، مما دفع الكثيرين إلى التوجه بالسؤال إلى العلماء.لمعرفة سر هذا اللغز، ولدى البحث عن الجواب لم يقتصر الأمر على العلماء
تنوع التفسيرات حول قدرة باول
إحدى التفسيرات أرجعت هذه الدقة في التنبؤ إلى ألوان أعلام الدول. فقد يكون باول من عشاق اللونين الأحمر والأصفر، وهي الألوان التي نراها في علمي أسبانيا وألمانيا، وربما لهذا السبب لم تصح نبؤته بنتيجة المباراة بين أسبانيا وألمانيا عام 2008، فقد تنبأ آنذاك بفوز ألمانيا وجاءت النتيجة عكس ذلك.لكن باول لم يكرر هذه السنة مثل هذا الخطأ، وإذا صح هذا التفسير فما هو السبب وراء تنبؤ باول آنذاك بخسارة ألمانيا، التي يحمل علمها اللونين الأحمر والأصفر، أمام صربيا وألوان علمها ألأزرق و الأحمر والأبيض؟
باول يتنبأ بفوز إسبانيا
تفسير آخر ظهر في الساحة:وهو أن ذلك ربما يرجع إلى حاسة الشم القوية التي يمتاز بها الإخطبوط، وذلك بالرغم من تأكيدات العاملين في معرض الأحياء المائية في مدينة أوبرهاوزن على أن الأصداف التي استخدمت في الصندوقين من نفس المصدر والجودة.لكن حتى في حال تمتع الإخطبوط بحاسة شم قوية، تبقى إصابة تنبؤاته في كل مرة أكثر من كونها محض صدفة.
حراس شخصيون للإخطبوط
وكحال كل المشاهير الذين لديهم معجبون ويتعرضون أيضا إلى الملاحقة، يتعرض الإخطبوط باول الآن إلى التهديد، فقد تلقى رسالة تهديد عبر الإنترنت تقول:"باول، نحن نعرف جيدا مكان معرض الأحياء المائية الذي تعيش فيه"، وتلقى باول أيضا سيلا من الرسائل من هولنديين وألمان يعبرون فيها عن سخطهم من هذا الإخطبوط الذي تنبأ بخسارة منتخبيهما، وانتشرت على موقع اليويتوب وغيره في الإنترنت وصفات لطهي الإخطبوط. ما دفع إدارة معرض الأحياء المائية في أوبرهاوزن إلى وضع حراسة على مدار الـ24 ساعة لحماية باول من أعدائه.
باول يستعد للتقاعد
وبعد انتهاء مباريات كأس العالم وما واكبها من الصخب والضجيج يستعد باول أيضا لحياة هادئة، فعمره الآن سنتان ونصف ويعتبر هذا سن شيخوخة للإخطبوط ، وربما أشرفت حياته الآن على نهايتها. لكن المعجبين به وبمقدراته على التنبؤ بالمستقبل لا يريدون أن يتوقف عن العمل، فكل يوم يغرقونه بمئات الرسائل التي يسألونه فيها شتى الأسئلة والتي منها مثلا "الى متى سيتمكن تحالف المستشارة الألمانية ميركل من البقاء في السلطة" أو "هل سأنجح في امتحان الرياضيات القادم؟"
.أما أسبانيا فقد قدمت عرضا سخيا لإدارة في أوبرهاوزن لشراء الإخطبوط الذي أصبح رمزا يتفاءل به الأسبان. حيث حاولت إحدى المدن الأسبانية شراء باول وعرضت مبلغا وصل إلى 30 ألف يورو ثمنا له،من أجل استخدامه في إحدى مهرجانات المطاعم. إلا أن إدارة معرض الأحياء المائية رفضت هذا العرض السخي و أصرت على بقاء باول في ألمانيا، فهذا الإخطبوط الذي هز العالم خلال مباريات كأس العالم لن يسمح أن تكون نهايته في أحد أشهر الأطباق الأسبانية، ألا وهي "البايلا"
المفضلات