.
.
.
هاتفني "صاحبي" مرة يشتكي جرحا غائرا ...
أحسست بجرحه دون أن أراه أو أتلمسه ..
وكيف لا ؟! فأنا أعتبره "توأم روحي" ..
كان دائما ما يشتكي إلي جروحه ... لكن شكواه هذه المرّة .. كانت مختلفة ..
فلسان حاله كان :
بعض الجروح إن جت من أغراب عادي = والجرح عزّ الجرح لا جاء من أحباب
سألته : ما سبب هذا الجرح ؟ ومن هو الحبيب الجائر ؟!
أجابني بأنها "بنت عمّه" التي رفضت الزواج منه ... بحجة أنّه "أقلّ" منها بالمؤهل العلمي ...!
جرح صاحبي .. كان لسببين :
السبب الأول : رفض من اختارها لتكون زوجة له ... وكان يمني النفس بأن يعيشا سويا في بيت واحد ... يظللهما الحب والألفة .. فطفولتهما .. تشهد بحبه لها ...
السبب الثاني : هي طعنة بسكين "المؤهل العلمي" تلقاها من يد "التكبّر" و "التعالي" ...
تلك الطعنة .. أعادت لصاحبي وعيه ... وكانت دافعا له لتحقيق المزيد من النجاحات على المستوى العلمي والمهني أيضا ..
قد لا يريدها بعد أن رفضته .. وقللت من شأنه ... ولكنه بالتأكيد يريد أن يوجه لها ولكل من ينظر بمنظارها رسالة مفادها أن عدم الحصول على الشهادات والمؤهلات العلمية العالية لا يعني الفشل ولا يعني ضحالة التفكير وهمجية التعامل ... فالظروف أحيانا تقف حائلا بين المرء .. وبين ما يصبو إليه ويسعى لتحقيقه ... وهو الأجدر بذلك ..
البعض ... قد يبرر رفضه لبعض الأمور بأسباب قد يراها هو مسوغات جيدة تبرر رفضه ... ولكنه لا يعلم مدى ما تنتجه من ألم لدى الغير ..
البعض ... تمنعه نظرته الفوقية من الاختيار الصحيح ... فهو لايرى الأشياء بحجمها الحقيقي بسبب العلو الشاهق الذي يعيشه ... متناسيا أنه كلما ارتفع وأصبح يرى الناس صغارا .. فإنه يصغر في أعين الناس أيضا ... بسبب علوه المصطنع ...
البعض ... يجهل الأسباب الحقيقة للسعادة الزوجية ... ويظن أن أهمها ... "المؤهل العلمي" ...
البعض ... نتعب أنفسنا في الجري خلفه ... وهو أصلا ... لا يستحقنا ..
واسيت صاحبي ... بكلمات ... لم تكن بقدر الألم الذي يشعر به ..
لكنني أعلم بأنه "رجل" لن يعيقه عن النهوض مجددا .. والمضي قدما .. جرح .. سببته له "امرأة" ...
حتى لو كانت "بنت عمه" التي أحبها ...
.
.
.
شكرا ...
المفضلات