مساكم الله بالخير
قبل اختراع ضربات الترجيح من قبل عامل مناجم سابق وحكم ألماني كان يتم حسم نتيجة المباريات من خلال القرعة باستخدام العملة المعدنية مثلاً، لكن وقوف قطعة العملة على حرفها دفع كارل فالد إلى التفكير بطريقة رياضية أفضل.
ضربة الترجيح هذه التي تصدى لها الحارس السابق ليمان أوقعت الأرجنتينيين في الشباك الألمانية عام 2006
يرجع الفضل في اختراع ضربات الترجيح قبل 40 عاماً إلى عامل سابق بالمناجم يدعى كارل فالد من مدينة فرانكفورت الألمانية، حيث كان حكماً سابقاً. وما زال فالد على قيد الحياة ويبلغ من العمر اليوم 94 عاماً. وعن اختراعه الذي غير تاريخ كرة القدم، يقول فالد الذي اعتزل وهو في الثالثة والستين من عمره: "أشعر دائماً بأنني كنت على صواب. إنها الطريقة الوحيدة للخروج بنتيجة رياضية حقيقية. كل شيء آخر كان لا يمثل حلاً واقعياً".
ضربات الترجيح بدلا عن اليانصيب
وقبل اختراع فالد لضربات الترجيح، كانت أغلب المباريات، التي تنتهي بالتعادل بعد الوقت الإضافي، تحسم من خلال عملة معدنية لإجراء قرعة بين الفريقين المتنافسين. ويتفق اللاعب الألماني السابق هانز لوهر مع فالد تماماً. ويقول لوهر، الذي كان أحد الضحايا للقواعد السابقة: "لم يكن هناك شيء آخر يمكن فعله ويرتبط بكرة القدم. كانت بمثابة يانصيب بمنتهى البساطة"، في إشارة إلى مباراة ليفربول الإنجليزي مع كولونيا الألماني في دور الثمانية لبطولة كأس أوروبا للأندية في عام 1965. فقد انتهت مباراتا الذهاب والإياب بالتعادل السلبي كما انتهت المباراة الفاصلة التي أقيمت على ملعب محايد بالتعادل 2/2 بعد الوقت الإضافي ولذلك استخدم الحكم عملة معدنية التي سقطت مستقيمة على الملعب الموحل بسبب الأمطار. وفي المرة الثانية لإلقاء العملة المعدنية، كان الفوز من نصيب فريق ليفربول .
معارضة للفكرة قبل اعتمادها دولياً
كارل فالد، مخترع "ضربات الترجيح"
وحصل فالد على رخصة التحكيم في عام 1936 وأدار أكثر من 1000 مباراة على مدار 40 عاماً، لكنه واجه مقاومة ومعارضة لفكرته الخاصة بضربات الترجيح وذلك في بداية طرح الفكرة. فقد رفض الاتحاد البافاري لكرة القدم هذه الفكرة لدى طرحها في عام 1970. ولم يوافق الاتحاد على الفكرة إلا بعد موافقة معظم مندوبي الاتحادات المتفرعة منه. وبعدها سار الاتحاد الألماني على نفس النهج ثم اتبع الاتحاد الأوروبي (يويفا) نفس القاعدة وأخيراً الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بداية من عام 1976.
إلينغر يصد كرة الانجليزي ستيوارت بيرس محققاً فوز ألمانيا في المباراة عام 1990
ألمانيا استفادت من ضربات الترجيح
وكانت أول بطولة كبيرة تحسم بضربات الترجيح هي بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1976 عندما خسر المنتخب الألماني أمام نظيره التشيكوسلوفاكي. لكن المنتخب الألماني لم يسبق له أن خسر بضربات الترجيح في أي مشاركة له بالمونديال، منذ أن اخترعت ألمانيا نفسها ضربات الترجيح. أما أول مباراة في بطولات كأس العالم تحسم بضربات الترجيح فكانت في مونديال 1982 في أسبانيا عندما فاز المنتخب الألماني على نظيره الفرنسي في الدور قبل النهائي للبطولة.
كما فاز المنتخب الألماني بضربات الترجيح على نظيره الإنجليزي في مونديال 1990 بإيطاليا وكأس الأمم الأوروبية 1996 في إنجلترا. وحسمت ضربات الترجيح لقب كأس العالم في بطولتي 1994 و2006 حيث فاز المنتخب البرازيلي على نظيره الإيطالي في عام 1994 ثم فازت إيطاليا على فرنسا في نهائي 2006.
المفضلات