مساكم الله بالخير
أجواء كروية مثيرة ومشحونة عشية اللقاء الناري بين الأرجنتين وألمانيا في سادس مواجهة لهما في نهائيات كأس العالم لكرة القدم. شفاينشتايغر يُشعل فتيل المنافسة ويشحن الأجواء بين المنتخبين قبل المواجهة على العشب الأخضر.
من سيحسم المواجهة السادسة بين الفريقين في بطولات كأس العالم؟
تتجه أنظار عشاق كرة القدم العالمية يوم غد السبت إلى مدينة "كيب تاون" الجنوب إفريقية، التي تستضيف المواجهة النارية والثأرية بين المنتخبين الألماني والأرجنتيني في ربع نهائي مونديال جنوب إفريقيا 2010. ويُعتبر هذا اللقاء الكلاسيكي الساخن الذي يترقبه عشاق المستديرة الساحرة بفارغ الصبر، إعادة لمباراة الفريقين العريقين في ربع نهائي بطولة العالم 2006 التي فازت بها ألمانيا آنذاك بالركلات الترجيحية.
مدرب المنتخب الألماني لكرة القدم يواخيم لوف يتوسط لاعبيه خلال التدريب
الكثيرون يعتقدون أن كلا المنتخبين الأرجنتيني والألماني يحظيان هذه المرة بنفس الفرص للتأهل إلى نصف نهائي بطولة العالم. وآخرون يرون أن الفريق الذي سينجح في هزّ شباك الخصم مبكراً سيقدّم الأداء الأفضل وسيكون الأوفر حظاً للخروج منتصراً من المباراة. فألمانيا والأرجنتين قدمتا في بطولة العالم الحالية أفضل عروضهما في المونديال بعد تقدمهما مبكراً على خصومهما. ففي هذه الحال كان الفريقان يلعبان بأريحية وبعيداً عن الضغوط، بعيداً عن ضغط الخوف من الهزيمة. وهذا ما كان يمنح لاعبي الفريقين الفُرصة للتألق وتقديم أفضل ما لديهم، كما حدث في مباراة ألمانيا وأستراليا مثلاً ضمن منافسات الدور الأول حيث تألق اللاعبون الألمان وقدموا أداء أبهر جماهير الكرة في كل مكان وفازوا بالمباراة بجدارة برباعية نظيفة. كما أثبت الأرجنتينيون ذلك في دور المجموعات أمام كوريا الجنوبية واليونان وأمام المكسيك في الدور ثمن النهائي.
نجم فريق برشلونة والمنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي ينتظر إحراز هدفه الأول في المونديال
الأرجنتين المرشحة للفوز
وعلى الرغم من ذلك يرى بعض خبراء الكرة وبعض أعضاء المنتخب الألماني أيضاً أن الأرجنتين، بطل العالم مرتين، تملك العناصر الأفضل وأنها المرشحة للفوز بالمباراة المرتقبة. وهذا ما صرّح به أيضاً مدرب المنتخب الألماني يواخيم لوف الذي قال إن المنتخب الأرجنتيني يملك الكثير من المواهب الفردية الرائعة والصفات التي تجعل منه أحد أكبر المرشحين للفوز بلقب البطولة العالمية الحالية، إن لم يكُن حتى المرشح الأول للتتويج باللقب. لكن هذا الدور يعشقه الألمان بالطبع، أي ألا يكونوا المرشحين للفوز لأن ذلك سيجعلهم يلعبون تحت ضغط أقل، الأمر الذي سيعزز من فرصهم في تقديم أداء أفضل والصمود أمام الأرجنتينيين وإقصائهم من بطولة العالم من دورها ربع النهائي للمرة الثانية على التوالي بعد بطولة العالم 2006.
تصريحات استفزازية
باستيان شفاينشتايغر خلال مباراة ألمانيا وغانا في منافسات الدور الأول
قبل يومين من انطلاق مباراة ربع النهائي المرتقبة أصدر بعض أعضاء المنتخب الألماني تصريحات غليظة لاستفزاز الأرجنتينيين ربما. فقد وصف لاعب وسط بايرن ميونخ والمنتخب الألماني باستيان شفاينشتايغر بعض تصرفات الأرجنتينيين بالأمر المعيب الذي يفتقد للاحترام. وأشار شفايشنتايغر (26 عاماً) إلى أن الأرجنتينيين ومدربهم مارادونا يحاولون دوماً التأثير على الحكام. وبذا يبدو أن شفاينشتايغر لم ينسى ما حدث عقب مباراة ربع النهائي أمام الأرجنتين في بطولة العالم 2006 التي فازت بها ألمانيا بالركلات الترجيحية والتي شهدت آنذاك شجارات بين لاعبي الفريقين بعد صفارة النهاية تسببت في إيقاف لاعب وسط المنتخب الألماني تورستن فرينغس عن مباراة نصف النهائي التي خسرها الألمان آنذاك أمام إيطاليا. وقد اعترف لاعب وسط بايرن ميونخ أن العراك الذي وقع عام 2006 مازال عالقاً في ذهنه. وبهذا التهجم يحاول شفايشنتايغر بكل تأكيد استفزاز الخصم قبل المباراة المرتقبة.
مارادونا: الرد سيأتي على العشب الأخضر
مدرب المنتخب الأرجنتيني وأسطورة كرة القدم الأرجنتينية مارادونا لم يُعلّق كثيراً على تصريحات لاعبي المنتخب الألماني، معتبراً أن تصريحاتهم تدل على توتر أعصابهم. وقال مارادونا عقب تصريحات شفاينشتايغر المشحونة: "ليس لدينا وقتٌ للتفكير بشفاينشتايغر". كما أكد بطل العالم عام 1986 كلاعب أن ردّ الأرجنتينيين على كلمات شفاشنشتايغر الفظة وغيره من اللاعبين الألمان سيأتي على العشب الأخضر.
مارادونا بطل العالم كلاعب عام 1986
وبذا يُؤكد الأسطورة الأرجنتينية مرة أخرى طموحه إلى مواصلة مشواره الرائع خلال مونديال جنوب إفريقيا والتأهل إلى المربع الذهبي في المونديال للمرة الأولى منذ 10 أعوام. ومن المؤكد أن مارادونا لن يكتفي ببلوغ نصف النهائي، بل سيواصل حلمه بإحراز لقب بطولة العالم كمدرب ليضيفه إلى لقبه الذي حققه كلاعب في بطولة العالم 1986 في المكسيك.
ومن المؤكد أيضاً أن بطل العالم ثلاث مرات المنتخب الألماني سيبذل قصارى جهده في المباراة المرتقبة التي ستحضرها أيضاً المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك لمواصلة حلمه بالفوز بلقب بطولة العالم للمرة الرابعة في تاريخه.
لكن هناك من يتساءل: هل كانت تصريحات واستفزازات بعض اللاعبين الألمان وعلى رأسهم شفاينشتايغر استفزازية بما فيه الكفاية للتأثير سلباً على أداء الأرجنتينيين ربما؟ وهل كانت هذه التصريحات المبالغ بها ربما ذكية من الناحية التكتيكية؟ هذا ما سنعرفه أيضاً عقب المباراة النارية والثأرية بين منتخبي البلدين.
المفضلات