شجرة عافت: تحية متأخرة لشاعر متقدم
محمد الرطيان
.
.
.
.
.
(5)
صار الغصن المتدّلي:
صبح يصلي!
عصفورين، اللي طاروا...
صاروا:
آمين!
تقرأه بهذا الشكل:
- تحاول أن تبتكر عنوان آخر لهذا النص...
وبعد ألف محاولة جادة، ستصل إلى أن العنوان الوحيد والفريد لهذا النص هو 'شجرة'... الذي هو جزأ مهم من النص. وأتذكر (أيام العمل في فواصل) العدد الهائل من النصوص الشعبية التي تأتي دون عناوين، ومرفق معها هذه الملاحظة (أنتم حطّوا لها عنوان)!
- 'فهد عافت' وبعشر كلمات قال ما لم يقله الآخرون بآلاف الكلمات.
- لست ناقداً، ولكن أجزم أن لي ذائقة جيدة تمنحني الحق أن أقول إن هذا النص القصير- الطويل بما فيه: أجمل وأعظم وأشعر ما كُـتب بالعامية العربية (فيما قرأته حتى الآن).
(4)
تقرأه بهذا الشكل:
صار الغصن المتدلي: صبح يصلي... عصفورين اللي طاروا صاروا: آمين
وتكتشف موسيقاه الرائعة...
وبعد أن 'لبننه' عافت، سترى 'الرحابنة' ومعهم 'فيروز' ترفع العتابا و الموال إلى سماء (العصفورين اللي طاروا...)...
ولا تدري، أيهما استدرج الآخر لطقسه: عافت أم فيروز؟
هل (شجرة، غصن، عصفورين، صبح) هي التي استدرجت 'عافت' إلى هذا الايقاع الفيروزي... ليتحوّل الى 'شحرور'؟... أم أن 'عافت' هو الذي استدرج 'فيروز' لتصبح 'شجرة'؟!
لا أعرف!...
الذي أعرفه أن 'عافت'، حتى عندما يتم استدراجه، هو 'يُستدرج' بمزاجه... وبوعي تام بطبيعة المكان الذاهب إليه.
(3)
تقرأه بهذا الشكل:
(صـ)ـار الغـ(صـ)ـن المتدلي (صـ)ـبح يـ(صـ)ـلي
عـ(صـ)ـفورين اللي طاروا (صـ)ـاروا: آمين!
هل لاحظتم حضور حرف (الصاد) في هذا النص...
هل سمعتم (صوصت) العصفورين اللي طاروا؟... إن لم تسمعوا، أعيدوا القراءة.
حرف (الصاد) أخبرني:
ان فهد عافت خبّأ الكثير من العصافير داخل هذا النص...!
(2)
هذا النص:
يُـقرأ
ويٌسمع
ويُـشاهد
ومن لم يستطع أن (يشاهده) و (يسمعه) بعد (قراءته) فهناك خلل ما
في حواسه... وذائقته!
(1)
'عافت' كتب هذا النص البهي، الأخاذ، المليء بالشعر من عنوانه حتى آخر نقطة فيه: بــ(10) كلمات!
أنا، حاولت أن أقرأه لكم، وبشكل جيّد بـ(296) كلمة!
كم هو تعيس هذا النثر...
كم هو بهي هذا الشعر...
(0)
ترى، الى أي الأشجار تنتمي هذه الـ'شجرة'؟
.
.
.
.
.
منقول من جريدة الجريدة الكويتية ....
المفضلات