كسل الغدة الدرقية
الغدة الدرقية هي غدة صماء، أي انها تصب مفرزاتها مباشرة في الدم من
دون الحاجة الى قنوات خاصة لنقلها، وهي تشبه في شكلها الفراشة،
وتقبع في مقدمة العنق.
لونها بني أحمر، وتتألف من فصين يحتويان خلايا كيسية خاصة،
مسؤولة عن إفراز هرمون الغدة الدرقية المعروف باسم «تايرويد»،
ويتواجد بأحد شكلين: هرمون التايروكسين الملقب بـ T4 وهو يعتبر الهرمون الرئيس. وهرمون التيرونين الثلاثي الملقب بـ T3، وهذا الأخير يمكن ان يتحول الى التايروكسين عند الحاجة. أما عن وظيفة الغدة الدرقية فهي تسهم في تنظيم عمليات الاستقلاب في الخلايا وفي سرعة حصولها، خصوصاً في أنسجة الكبد والقلب والكلى والعضلات.
إن نقص إفراز الهرمونات الدرقية (أو كسل الغدة الدرقية) قد يكون بسيطاً
فلا يعاني صاحبه من عوارض تذكر، وفحص الدم هو الوحيد الذي يؤكد التشخيص. وقد يبقى كسل الغدة طويلاً من دون ان يُفطن إليه. وحتى الأطباء انفسهم قد يغفلون عنه، وعلى أي حال، فإن المعاناة من عارض أو أكثر من العوارض التالية يجب ان يثير الشكوك في كسل الغدة الدرقية:
" زيادة الوزن على رغم قلة الشهية على الطعام، وهذه الزيادة تظهر خصوصاً حول الفخذين والمؤخرة والوجه.
" الميل للنعاس.
" الإحساس بالبرودة.
" الشعور بالكسل وقلة الحيل.
" ترهل الجسم.
" بطء في ضربات القلب.
" النزق والعصبية، وأحياناً الخمود النفسي.
" التشنجات العضلية المؤلمة.
" الإمساك.
" جفاف الجلد وشحوبه.
" خشونة الشعر وسقوطه.
" البلادة في التفكير، والضياع في الذاكرة.
" البحة في الصوت.
" الاضطرابات في الدورة الشهرية.
" التورم في مقدمة العنق.
يشاهد كسل الغدة الدرقية في شكل خاص عند النساء بعد العقد الخامس من العمر، ويمكن ان يشاهد عند الأطفال. وفي هذه الحال يعاني هؤلاء بطءاً في النمو، ويميلون للنوم فوق العادة، والإمساك، وصعوبات في التغذية، والبكاء النحيبي عند الأطفال الرضع.
ما هي أسباب كسل الغدة الدرقية؟
ان معدن اليود مهم جداً لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية. وإذا نقص هذا المعدن في الوارد الغذائي تصاب الغدة بالكسل. وهذا النقص أصبح نادراً في الدول الصناعية بسبب اضافة اليود الى ملح الطعام، ولكنه في المقابل منتشر في الدول الفقيرة ويطاول اكثر من مليوني شخص في العالم. وفي أيامنا هذه يوجد سببان رئيسان لكسل الغدة هما: داء هاشيموتو (وهو مرض مناعي) والعلاج الذي يؤثر على الغدة مثل إعطاء اليود المشع، او المعالجة بالأشعة، أو العلاج الجراحي، أما الأسباب الأخرى فهي نادرة ومن بينها نذكر: التشوه الخلقي للغدة الدرقية، واضطراب وظيفة الغدة الصنوبرية (الواقعة في قاعدة الدماغ) التي تشرف على عمل الغدة الدرقية، والتهابات الغدة الميكروبية.
ان كسل الغدة الدرقية يجب ان يعالج وإلا أدى على المدى الطويل الى اختلاطات لا لزوم لها، مثل غياب الوعي الدرقي، والإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.
والعلاج يعتمد على إعطاء هرمون الغدة الدرقية بجرعات تتناسب ودرجة كسل الغدة. ويعطى العلاج عادة مدى الحياة.
اما في شأن الوقاية من المرض فممكن في حالة واحدة هي نقص اليود في الطعام، فالتغذية الجيدة المتوازنة التي تؤمن معدن اليود إضافة الى معدنين آخرين مهمين هما الزنك والسيلينيوم، من شأنها ان تجعل الغدة تعمل على أحسن ما يرام.
أسال الله لي ولكم بالصحة الدائمة
المفضلات