لم يكن للخبر وقع الصاعقة على أذاننا بل كان له وقع الزلزال في قلوبنا
مع سابق علمي بأن هناك تهديدات اسرائيلية لجهة اسطول الحرية ومع اطلاعي على الدراسات و تتبع النشرات إلا أن كان هناك نداء في أعماقي يلغي هذا التوجس الذي قاد بالعالم أجمعه اليوم الى تأدية نسك واحد و طقس واحد ومشاعر واحدة ضد اسرائيل وشرعيتها الارهابية بعد الاعتداء السافر الذي ألحق الضرر باسطول الحرية .
لكن المفارقة أين تكمن بالضبط هل هي لأنها مفارقة دموية أم مفارقة محزنة أم لآنها فظيعة ..
إن المفارقة تكمن في أن تستيقظ اسطنبول وبقية المدن التركية اضافة لأنقرة صباح 31/5/2010 على هدير اصوات التظاهرات التي تطالب بمنع سفير الارهاب من الدخول الى وكر عقد المؤامرات ( السفارة) في حين كان ابناء أمتي نائمون.

أبناء أمتي نائمون في كل المدن والعواصم العربية فلا نهضوا لصلاة الفجر ولا كانت للدماء التي لونت البحر لتهز غفوتهم .
في حين كان المدن التركية مؤججة بالغليان الشعبي فمن أفراد الشعب من ارتدى الزي الفلسطيني ومنهم من تسربل بالقضية الفلسطينية فراحوا يودعون شهداء الحرية وهم في عمق البحر وملح البحر ..

في حين كانت العواصم العربية تتمتع بنوم هادئ وفيما اعلن الخبر عبر وكالات الأنباء العربية هبت بعض المظاهرات التي كانت عفوية لا أكثر.
اسرائيل تعلم وتدرك دراماتيكية الحدث بينما هناك مدن و عواصم لم تعلم بالحدث الا في وقت متأخر لم تعلم بأن هناك سفن حملت الحرية لتواجه الرصاص الاسرائيلي وسلاحه الجوي وطائراته.

و لازلنا بالانتظار لتهب بقية الاوساط الرسمية في عواصمنا التي استقبلت ليلتها اليوم كأي ليلة سابقة .فكأن عواصمنا لا يسمع لها نداء الا في مبارايات كرة القدم و في أسواق المال والبورصات و الاسهم .
فهل تستيقظ من نومها صباح الغد لكي تفتح المعابر لوصول الحرية .

فهل ننتظر أم سيطول ويطول بنا الانتظار كأي حدث مضى تم طيه في ذاكرة الأزمنة و الذاكرة المؤودة بلظى النار والدخان والدماء ..
كانت نهاية دموية لأسطول الحرية ..فمتى نرى نهاية دموية للصهيونية ..!!