^
^
طيب يالكاتم أوافقك أننا ربما نكون بالنسبة لك نكرات ولكن:
هل الأحاديث التي استدلينا بها مكذوبة؟
هل رد الشيخ العلامة بكر أبو زيد الذي جئنا به مكذوب؟
هل فتوى العلامة ابن جبرين عن خطأ منهج الجامية مكذوبة؟
هل ما جئنا به من أقوال لشيوخ الجامية وما جاء به الأخوة الجامية من أقول تفيد تكفير أو تبديع الدعاة الذين ذكرنا أسمائهم مكذوبة؟
اذا لم يكن في ما جئنا به شيء مكذوب فأنت أحد رجلين:
إما أنك لا تملك الأهلية وتقيس كل من بالنت على نفسك أو أنك جامي مستتر وتريد التمويه بمثل هذه الأسئلة التي تعرف أن لا داعي لها لأننا حتى فرضاً لو قلنا سنذهب لفلان من الناس المعروف بعلمه فهو اما مصنف مسبقاً أو سيصنف بعد ما يقول رأيه ولن نجد أكثر علماً وعدالةً من الشيخ العلامة بكر أبو زيد وقد عرض عليه ربيع المدخي رأس الجامية الآن كتابه في تكفير سيد قطب ورد الشيخ كلامه وبين خطأ منهجه واستدلاله فانبرى الجامية الى وضع الشيخ في صف المبتدعة وهذا رد الشيخ سأعيده لك رغم وجوده بالصفحات الأولى من الحوار:-
الخطاب الذهبي الذي رد به العلامة بكر أبو زيد على ربيع المدخلي لكتابة مقدمة كتاب (( أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره )):
(( فضيلة الأخ الشيخ / ربيع بن هادي المدخلي .. الموقر
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
فأشير إلى رغبتكم قراءة الكتاب المرفق "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره".. هل من ملاحظات عليه ,,
ثم هذه الملاحظات هل تقضي على هذا المشروع فيطوى ولا يروى، أم هي مما يمكن تعديلها فيترشح الكتاب بعد الطبع والنشر ويكون ذخيرة لكم في الأخرى، بصيرة لمن شاء الله من عباده في الدنيا،
لهذا أبدي ما يلي..
1 - نظرت في أول صفحة من فهرس الموضوعات فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله:
أصول الكفر والإلحاد والزندقة،, القول بوحدة الوجود،, القول بخلق القرآن،, يجوز لغير الله أن يشرع،, غلوه في تعظيم صفات الله تعالى،, لا يقبل الأحاديث المتواترة،, يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها,، يكفر المجتمعات ..
إلى أخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين..
وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات.. وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت في بعض ما كتبت،
عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع، فوجدت الخبر يكذِّبه الخبر، ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي، إلى الوقيعة في سيد رحمه الله، وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته.
2 - نظرت فوجدت هذا الكتاب يـفـتـقـد:
أصـول البحث العلمي، الحيـدة العلمية، منهـج النقد، أمانـة النقل والعلم، عـدم هضم الحق.
أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس.. وإليك الدليل…
أولاً: رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد رحمه الله تعالى من طبعات سابقة مثل الظلال والعدالة الاجتماعية مع علمكم كما في حاشية ص 29 وغيرها، أن لها طبعات معدلة لاحقة، والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية، تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب، لأن ما فيها من تعديل ينسخ ما في سابقتها وهذا غير خاف إن شاء الله تعالى على معلوماتكم الأولية، لكن لعلها غلطة طالبٍ حضّر لكم المعلومات ولما يعرف هذا ؟؟، وغير خاف لما لهذا من نظائر لدى أهل العلم، فمثلاً كتاب الروح لابن القيم لما رأى بعضهم فيما رأى قال: لعله في أول حياته .. وهكذا في مواطن لغيره، وكتاب العدالة الاجتماعية هو أول ما ألفه في الإسلاميات والله المستعان.
ثانيًا: لقد اقشعر جلدي حينما قرأت في فهرس هذا الكتاب قولكم (سيد قطب يجوّز لغير الله أن يشرع، ) فهرعت إليها قبل كل شيء فرأيت الكلام بمجموعه نقلاً واحدًا لسطور عديدة من كتابه العدالة الاجتماعية) وكلامه لا يفيد هذا العنوان الاستفزازي، ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة، فكيف نحولها إلى مؤاخذة مكفرة، تنسف ما بنى عليه سيد رحمه الله حياته ووظف له قلمه من الدعوة إلى توحيد الله تعالى (في الحكم والتشريع) ورفض سن القوانين الوضعية والوقوف في وجوه الفعلة لذلك!!؟
إن الله يحب العدل والإنصاف في كل شيء ولا أراك إن شاء الله تعالى إلا في أوبة إلى العدل والإنصاف.
ثالثًا: ومن العناوين الاستـفـزازيـــة قولكم (قول سيد قطب بوحدة الوجود) .
إن سيدًا رحمه الله قال كلامًا متشابهًا حلّق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص وقد اعتمد عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه، وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة البقرة من رده الواضح الصريح لفكرة وحدة الوجود، ومنه قوله: (( ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود)) وأزيدكم أن في كتابه (مقومات التصور الإسلامي) ردًا شافيًا على القائلين بوحدة الوجود، لهذا فنحن نقول غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسّع فيه العبارة.. والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه، لهذا أرجو المبادرة إلى شطب هذا التكفير الضمني لسيد رحمه الله تعالى وإني مشفق عليكم.
رابعًا: وهنا أقول لجنابكم الكريم بكل وضوح إنك تحت هذه العناوين (مخالفته في تفسير لا إله إلا الله للعلماء وأهل اللغة وعدم وضوح الربوبية والألوهية عند سيد ) .
أقول أيها المحب الحبيب، لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضياته، ولوازمه التي تحتل السمة البارزة في حياته الطويلة فجميع ما ذكرته يلغيه كلمة واحدة، وهي أن توحيد الله في الحكم والتشريع من مقتضيات كلمة التوحيد، وسيد رحمه الله تعالى ركز على هذا كثيرًا لما رأى من هذه الجرأة الفاجرة على إلغاء تحكيم شرع الله من القضاء وغيره وإحلال القوانين الوضعية بدلاً عنها ولا شك أن هذه جرأة عظيمة ما عهدتها الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل قبل عام (1342هـ) خامسًا: ومن عناوين الفهرس (قول سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة).. لما رجعت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرّح فيه سيد رحمه الله تعالى بهذا اللفظ (القرآن مخلوق) !!
كيف يكون هذا الاستسهال للرمي بهذه المكفرات!!؟
إن نهاية ما رأيت له ,, تمدد في الأسلوب كقوله (ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها_ أي الحروف المقطعة _مثل هذا الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع الناس) ..وهي عبارة لا شك في خطأها ولكن هل نحكم من خلالها أن سيدًا يقول بهذه المقولة الكفرية (خلق القرآن) اللهم إني لا أستطيع تحمل عهدة ذلك..
لقد ذكرني هذا بقولٍ نحوه للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله في مقدمة كتابه دراسات في أسلوب القرآن الكريم والذي طبعته مشكورة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فهل نرمي الجميع بالقول بخلق القرآن اللهم لا، واكتفي بهذا من الناحية الموضوعية وهي المهمة.
ومن جهات أخرى أبدي ما يلي:
1 - مسودة هذا الكتاب تقع في 161 صفحة بقلم اليد، وهي خطوط مختلفة، ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد، إلا أن يكون اختلف خطكم، أو اختلط علي،
أم أنه عُهد بكتب سيد قطب رحمه الله لعدد من الطلاب فاستخرج كل طالب ما بدا له تحت إشرافكم، أو بإملائكم.
لهذا فلا أتحقق من نسبته إليكم إلا ما كتبته على طرته أنه من تأليفكم، وهذا عندي كاف في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم.
2 - مع اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى آخره يجري على وتيرة واحدة وهي: أنه بنفس متوترة وتهيّج مستمر، ووثبة تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار، وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال…وهذا نكث لمنهج النقد: الحيدة العلمية .
3 - من حيث الصيغة إذا كان قارنًا بينه وبين أسلوب سيد رحمه الله، فهو في نزول، سيد قد سَمَا، وإن اعتبرناه من جانبكم الكريم فهو أسلوب "إعدادي" لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز على العالمية العالية، لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة والبيان، وحسن العرض، وإلا فليكسر القلم.
4 - لقد طغى أسلوب التهيج والفزع على المنهج العلمي النقدي…. ولهذا افتقد الرد أدب الحوار.
5 - في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق عطن وتشنج في العبارات فلماذا هذا…؟
6 - هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشئت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتحريم تارة، والنقض تارة وأن هذا بدعة وذاك مبتدع، وهذا ضلال وذاك ضال.. ولا بينة كافية للإثبات، وولدت غرور التدين والاستعلاء حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملاً عن ظهره قد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ بحجز الأمة عن الهاوية، وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر، وهذا من غير تحقيق هو في الحقيقة هدم، وإن اعتبر بناء عالي الشرفات، فهو إلى التساقط، ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية .
هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غـيـر مـمـتـع، هذا ما بدا إلي حسب رغبتكم، وأعتذر عن تأخر الجواب، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس، لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان أخر والكمال عزيز، والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته، وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة، إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها... أو كلمة نحو ذلك، فالواجب على الجميع … الدعاء له بالمغفرة … والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه.. اعتبر رعاك الله حاله بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية مع ما لديهما من الطوام لأن الأصل في مسلكهما نصرة الإسلام والسنة، وانظر منازل السائرين للهروي رحمه الله تعالى، ترى عجائب لا يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم رحمه الله يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يجرمه فيها، وذلك في شرحه مدارج السالكين، وقد بسطت في كتاب "تصنيف الناس بين الظن واليقين" ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك .
وفي الختام فإني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب "أضواء إسلامية" وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء، وتشذيبهم، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم..
وهذا رد ربيع المدخلي الذي وفيه طعن وغمز بالشيخ أبو بكر رغم أنه أرسل له الكتاب بالبداية ثقة به وطناً أنه سيكون له سنداً في منهجه:
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى فضيلة المكرم الشيخ الدكتور بكر بن عبدالله أبي زيد
وفقه الله وأعاده الله إلى حظيرة الحق والصواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فقد وصل إلي خطابكم المؤرخ بـ20/1/1414 هـ والواقع في أربع صحائف في ليلة أربع عشرة من رمضان المبارك عام 1414 هـ أي بعد سبعة أشهر وأربع وعشرين ليلة من تاريخ كتابته لا عن طريق فضيلتكم ولكن عن طريق الحزبيين القطبيين وإخوانـهم من أهل البدع الضالين.
فإذا بالكتاب يحمل في طياته من البلايا مايندى له الجبين من الطعون الباطلة الظالمة لمن يدافع عن كتاب رب العالمين وسنة سيد المرسلين ومنهج الأنبياء في التوحيد ومنهج السلف الصالحين.
ومن يصد عدوان المبتدعين، عن بعض النبيين والصحابة الأكرمين،وثالث الخلفاء الراشدين، وعن خلفاء بني أمية الفاتحين، والمحطمين لعروش ودول الكافرين والغائظين للروافض والزنادقة والملحدين، الذين قال فيهم رسول الله r: (لايزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش) (1) أي الأكرمين.
لقد أساء هذا الخطاب الذي حشي وشحن بالأباطيل كل مؤمن صادق يحب الحق والكتاب والسنة ومنهج الأنبياء والسلف الصالحين، وأفرح وأنعش أهل الفتن والشغب الثائرين على الحق وأهله وعلمائه والشاغبين عليهم من كل حزبي تائه وبدعي تافه.
لقد كان سيد قطب نفسه أقرب إلى الحق والإنصاف من هؤلاء الشاغبين، حيث يقول:
(إن منهج الله ثابت، وقيمه وموازينه ثابته، والبشر يبعدون أو يقربون من هذا المنهج، ويخطئون ويصيبون في قواعد التصور وقواعد السلوك. ولكن ليس شئ من أخطائهم محسوبا على المنهج، ولا مغيرا لقيمه وموازينه الثابته.
وحين يخطئ البشر في التصور أو السلوك، فإنه يصفهم بالخطأ وحين ينحرفون عنه فإنه يصفهم بالانحراف ولا يتغاضى عن خطئهم وانحرافهم – مهما تكن منازلهم وأقدارهم – ولا ينحرف هو ليجاري انحرافهم! ونتعلم نحن من هذا، أن تبرئة الأشخاص لا تساوي تشويه المنهج! وأنه من الخير للأمة المسلمة أن تبقى مباديء منهجها سليمة ناصعة قاطعة، وأن يوصف المخطئون والمنحرفون عنها بالوصف الذي يستحقونه – أيا كانوا – وألا تبرر أخطاؤهم وانحرافاتـهم أبدا، بتحريف المنهج، وتبديل قيمه وموازينه. فهذا التحريف والتبديل أخطر على الإسلام من وصف كبار الشخصيات المسلمة بالخطأ أو الانحراف.. فالمنهج أكبر وأبقى من الأشخاص) (2).
على أي أساس توجب نشر تلك الكتب، كتب سيد قطب التي شحنت بالبدع والضلالات الكبرى والأباطيل والإنحراف والترهات، وتمدحها وتغض الطرف عن قبائحها ومخازيها.
وما هذا التوقيت العجيب لهذا الخطاب المريب في شهر رمضان المبارك شهر الصيام والقيام والعبادة والتلاوة والإخلاص لرب العالمين وفي بلد الله الحرام والمسجدين الشريفين وغيرهما شغلت الناس به وأشعلت القلوب والنفوس بنيران الفتن فطار به الجهلة الأغبياء أشراً وبطراً.
قصة محزنة
كان الشيخ بكر جنديا مناضلا عن السنة، وكان له جهاد مشكور في نصرته السنة وأهلها، وإن كان في جهاده قد يتصدى للضعفاء الغرباء الذين ليس لهم شوكة ولا قوة مثل الصابوني وأبي غدة الذين لا يتأثر بكتاباتـهما أهل السنة بل يحتقرونـها ويرفضونـها، ويتحاشى من لهم شعبية وأنصار يغضبون لهم، مثل الغزالي والبوطي وسيد قطب وعلوي مالكي والمودودي وغيرهم، يتحاشى هؤلاء مهما بلغ أذاهم للسنة و أهلها، ومهما بلغ خطرهم على السنة والعقيدة وأهلهما، ولا سيما سيد قطب الذي اقتحم منهجه الخطير الشباب السلفي، واخترقهم أشد أنواع الاختراق، بل دمر كثيرا من تجمعاتـهم.
ومع هذا فلو بَرَدَ عمله على ما تقدم لبقى محمودا مشكورا عند أهل السنة ؛ لكن مع الأسف لم يفاجأ أهل السنة به إلا وهو في الضفة الأخرى ؛ ضفة أنصار البدع وحماتـها والذابين عن زعمائها ومناهجهم وأفكارهم.
فلم يشعروا أهل السنة إلا وقد وجه لهم أول قذيفة (3) هزت مشاعرهم وجعلتهم يقلبون أكفهم دهشة وحيرة وتعجبا ثم قرروا الإغضاء عنه والسكوت المطبق عنه أملا أن يندم ويعود إلى صوابه بمحاسبة نفسه ومراقبته لربه ثم إذا بـهم يفاجأون مرة أخرى بقذيفة كبرى (4)، أكبر من أختها فكان وقعها أشد، وأثرها أنكى فعظمت الدهشة، وكثر الاستنكار، فمن حاث على الرد عليه ومن مستعد للرد عليه.
وعلم الله أنني رفضت الرد عليه مع كثرة الإلحاح عليَّ والحث لي على ذلك بل كنا وسائر المشايخ نـهدئ الشباب ونقول لهم هو أخونا ومنا فعليكم بالصبر، ولقد عتبت عليه في مكتبه بالطائف فزعم أنه لا يقصد ولا يقصد، ووعدني بالبيان الذي يذهب اللبس عن الناس ويبين لهم يقصد أناسا ليسوا من أهل السنة، ولايدافع إلا عن علماء السنة ؛ الشيخ الإمام ابن باز حفظه الله ومد في عمره وإخوانه.
ومع علمه باستغلال أهل الشغب والفتن لكتابه المذكور في الطعن في أناس من أهل السنة والدفاع عن الحزبيين القطبيين أنصار أهل البدع مع علمه بـهذا كله لم يف بوعده لي ولا لغيري، ومر على وعده مدة طويلة وأهل الفتن يشغبون بكتابه هذا على أهل السنة والحق في طول هذه البلاد المترامية الأطراف وعرضها شرقها وغربـها شمالها وجنوبـها.
بل امتدت هذه الفتنة إلى البلاد الأخرى، ولم يكفه كل هذا من انتشار فتنته من جهة ومن صبر وسكوت أهل السنة المظلومين من جهة أخرى، بل وجه لأهل السنة هذه القذيفة الثالثة (5) التي هي أكبر من أختيها.
قد يقول بعض الناس إنـها موجهة إلى شخص واحد، فما دخل أهل السنة فيها.
وأقول: اسألوا أهل السنة المحضة وهم كثير في هذه البلاد وفي الشام واليمن والهند وباكستان وغيرها من البلدان.
هل هذه القذيفة ضدهم وضد عقيدتـهم ومنهجهم أو هي لنصرتـهم ونصرة عقيدتـهم ومنهجهم وشد لأزرهم؟! أليست هي ضد كتاب يدافع عن عقيدتـهم في الله؟!، ويدافع عن أصحاب رسول الله؟! إلى آخر القضايا التي تضمنها الكتاب فكيف لا يدركون هذا الواقع وكيف لا يستاؤن منه أشد الاستياء.
ماذا حوت أوراق الشيخ بكر؟
يمكن أن نسمي هذه الأوراق بالصفحات الظالمة:
1- لأنـها اشتملت على الباطل والإثم وخلت خلوا كاملا من العلم وأساليب العلماء وحشيت بالتلبيس الذي خدع الشباب الحزبي ورسخ في نفوسهم ما غرسه فيهم دعاة الباطل من تقديس من لايجوز تصنيفه إلا في أئمة الضلال الجامعين للبدع الكبرى التي قل أن تجتمع إلا فيمن طبع الله على قلوبـهم وأصمهم وأعمى أبصارهم، ولا يستمر على تقديسه والذب عنه بعد أن قيض الله من يكشف عواره ويبين ضلاله إلا كل من سقط من عين الله (ومن يهن الله فما له من مكرم، إن الله يفعل ما يشاء).
2- ولأنـها قد تعمد صاحبها الإجمال والإطلاق كما هو شأن كل ناصر للباطل مدافع عنه، تعييه الأدلة ويعجز عن النقد العلمي الصحيح ومقارعة الحجة بالحجة فيلجأ إلى التمويه والإجمال والغمغمة، ولا يفرح بـهذه الأساليب إلا الغثاء الذين لا يدركون هوان الباطل وحقارته ولايدركون قيمة الحق الأبلج ونضارته ومكانته.
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى -:-
فعليك بالتفصيل والتبيين فالـ إطلاق والإجمـال دون بيان
قـد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ أذهان والآراءكـل زمـان
وسبحان الله؟! كيف لم يستفد الشيخ بكر على الأقل من كتابي ابن القيم (النونية) و (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة) وهما إنما يعالجان بعض ما عند سيد قطب.
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!.
وبخصوص ردي هذا عليه فما كنت أحب أن أرد عليه، ولتلافي ذلك فقد اتصلت به هاتفيا وسألته عن كتابة هذه الأوراق، هل هو كتبها أو غيره؟؟! فإن كان هو كتبها فليعتذر، وإن كان غيره فليتبرأ منها وأعطيته مهلة أسبوعين ثم كلمه عدد من الأفاضل لعله يعتذر، منهم الشيخ صالح الفوزان كما بلغني، ومنهم الشيخ زيد محمد هادي والشيخ علي حسن عبدالحميد.
ولما كان لكتاب (التصنيف) ولهذا (الخطاب) من الآثار الخطيرة على الشباب في بلدان كثيرة، كالمملكة العربية السعودية، والكويت، والإمارات العربية، وقطر، والجزائر وغيرها من البلدان التي شغلتني وشغلت غيري بالاتصالات والشكاوى المرة للآثار الكبيرة التي نشأت عن توزيع هذه الأوراق بكثافة لم يعهد لها نظير وفرح أهل الفتن بـها، وارتفعت رؤوسهم بعد انتكاسها.
رأيت أنه لا بد من الرد الحاسم الذي أسأل الله أن يكشف به الغمة، ويرفع به منار الحق، ويدحض به الباطل ويضع به الأمور في نصابـها.
إلفات نظر:
1- ومما يلفت النظر أن هجمات أهل البدع في هذه الأيام قد اشتدت على أهل السنة والحديث ؛ ولا سيما على شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأئمة الدعوة في نجد من مثل الخليلي الخارجي ومثل السقاف الصوفي الجهمي، ولم يحرك الشيخ بكر ولا الحزبيون أي ساكن.
2- أنـهم لا يتحركون في نشر وإشاعة الكتب التي تدافع عن ابن تيمية وابن القيم وأئمة الدعوة بل قد يغيظهم ذلك. وقد حاربوا كتاب (براءة أهل السنة) للشيخ بكر أيام صدوره.
3- لقد طعن سيد قطب في نبي من أنبياء الله وفي عثمان وإخوانه من صحابة رسول الله r فلم يهز مشاعر الحزبيين ولا وجدانـهم، فسبحان الله من كان يظن بل من كان يتخيل مهما اشتط به الخيال أن يصبح أبناء التوحيد حماة ومدافعين عن عقائد الجهمية والخوارج والروافض والمعتزلة والفلاسفة المتمثلة في عقائد سيد قطب ومنهجه.
يا أبناء التوحيد المدافعين عن نحل سيد قطب أفيقوا من رقدتكم، ثم دعوا هذه المحاماة المخزية عن هذا الضلال لأبناء قم والنجف وسائر عواصم البدع والضلال، ونزهوا بلاد التوحيد والسنة عن الدفاع عن أئمة البدع والضلال وبدعهم.
إن هذا الموقف ليدل على مدى الدمار الذي نزل بأبناء التوحيد والسنة في بلاد التوحيد والسنة على أيدي القطبيين وغيرهم من أحزاب الهوى والضلال فاللهم أنقذهم من براثنهم.
ومن المؤسف جدا أنـهم طاروا فرحا بخطاب الشيخ بكر وملئوا به الدنيا لأنه دفاع عن سيد قطب المخالف لعقيدة السلف ومنهجهم والطاعن في أصحاب رسول الله r وسيظلون مع الأسف بالمرصاد لمن ينتقد سيد قطب ولو قدَّم على كل قضية ألف حجة وحجة، وعلى أهبة الاستعداد لنشر الأباطيل المدافعة عنه، إلا أن يتداركهم الله برحمته ولطفه فاللهم ارحمهم والطف بـهم.
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
المفضلات