رأي
الليلة الأجمل
سليمان العساف
الليلة عرس الرياضة والأمسية الكروية الجميلة التي تجمع الاتحاد بشقيقه الهلال والموعد السنوي الأجمل للرعاية الأبوية من لدن خادم الحرمين الشريفين لأبنائه الرياضيين والذين يرون جميعاً سواء أعضاء الفريقين أو الجماهير أنهم منتصرون ولا خاسر في المواجهة الجماهيرية.
** الهلال والاتحاد ليسا غريبين على بعضهما أو على هذا النهائي فهما قلما افترقا على النهائي واعتلاء منصة التتويج وهما الحاضران بقوة بجانب شقيقهما الشباب في الأعوام الأخيرة في النهائيات لذا من الصعب التوقع في مواجهة تجمع الاتحاد والهلال ويراها النقاد والمحللون الرياضيون «كلاسيكو» الكرة السعودية عندما يلتقيان تحضر الإثارة والمتابعة الإعلامية والجماهيرية ولا يمكن ترجيح فريق على الآخر مهما بلغت عوامل الظروف والنقص.
** الهلال وضعه يخيف جماهيره التي لم تعد تطمئن له وتأمن سلامته من الخسارة في الشوط الثاني سواء في مواجهة سابقة أو في مواجهتي الذهاب والاياب الأخيرتين أمام شقيقه النصر إذ يتبدل حال الفريق فنياً للأسوأ في الشوط الثاني ويتراجع وتبدوه خطوطه مفككة والطريق سالكة للاعبي الفريق الخصم للاتجاه للمرمى الأزرق مع التحية، الفريق مكتمل عناصرياً حتى وإن غاب نجمه الكبير «رادوي» ويمتلك احتياطياً جيداً ومؤهلاً بقوة للكسب كما هو حال شقيقه الاتحاد لكن فوزه وتقديمه لمستوى فني رفيع مرهون بحضور روح وحماس نجومه وأدائه بتوازن في شوطي اللقاء وعدم اندفاع لاعبيه للأمام على حساب الدفاع وتوزيع نشاطهم ومخزونهم اللياقي بشكل لا يعيد تكرار الانهيار في الشوط الثاني.
** الاتحاد حظوظه قوية في الفوز وحاله حال شقيقه الهلال ليس غريباً على النهائيات وملامسة الذهب خطوطه الثلاثة مترابطة ودفاعه منظم وخط وسطه يشكل حزاماً أمنياً قوياً يصعب اجتيازه، خطورة هجماته تأتي من جهد ومهارة وذكاء «نور» و«مناف» واستثمار عبدالملك زياييه والنمري والهزازي وهم الأبرز بعد تراجع عطاء بوشروان وعدم قناعة هيكتور بإداء الشرميطي خاصة، لذه فهو يعتمد على الشاب والجندي المجهول «سلطان النمري» صاحب المجهود الوافر والمساندة القوية في حال الهجوم على فريقه إذ يقوم بأدوار تكتيكية مهمة لمديره الفني لا يجيدها لا الشرميطي ولا بوشروان.
** فرصة الفوز مهيأة للفريقين والأوراق مكشوفه فالاتحاديون يدركون قوة الهلال واحتمالية عودته بصورة مغايرة والهلاليون يدركون جيداً قوة الاتحاد وأن خسارته وخروجه من الآسيوية لا يمكن وصفه بنفس الحال الذي مر على الاتحاد في الدوري إذ خسر الاتحاد من بوهانج الكوري وإنهار وتدهور لكنه ما لبث أن عاد بقوة محلياً وخسر من ذوب أهن الإيراني لكن وضعه مختلف عما سبق ولم تؤثر هذه الخسارة على أوضاعه محلياً والدليل مبادراته في الإيام أمام الشباب والتي أظهرته بشكل فني بديع يؤكد خروجه من أزمة الآسيوية وتخطيه بكل نجاح لكل تبعاتها وهذه العوامل ربما ترجح كفته في الفوز في حال عاد هلال الشوط الثاني وكرر تواضع أدائه واستسلامه للخصم.
** كل الأماني والدعوات للفريقين بالتوفيق وأن يقدما قمة كروية تليق بحجم مناسبتها ومكانة راعيها والحضور الجماهيري والإعلامي الكثيف لمتابعتها وتغطيتها وأن نشاهد الروح الرياضية في أبهى صورها قبل وأثناء وبعد نهايتها بقبلات أخوية وتبادل للقمصان وأن تحرص جماهير الفريقين على التشجيع بمثالية وتحرص وسط هذه الأجواء الممطرة الخطرة في العاصمة على توخي الحذر عند الذهاب للملعب والعودة منه بقيادة هادئة بعيدة عن التهور والسرعة أو التعبير عن الفرح بإيذاء المواطنين أو المقيمين أو العبث بالممتلكات والله أسأله التوفيق والسلامة للجميع.
المفضلات