بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبية المصطفى ومن تبعه على طريق الصواب وعلى أصحابه الأخيار الأبرار ومن لطريقهم أقتفى .
أختي وأبنتي القديرة سارا الرياض :
سلام الله عليك ِ ورحمته وبركاته ,
أكتب كلماتي هذه وآذان العصر قائم حسب توقيت دولة الكويت ويشهد على كل كلمة أقولها العلي القدير عالم النوايا وخفايا الصدور , أولاً نسأل الله عز وجل أن يهدي هذه المسكينة ويردها لدين الحق ,
أختي وأبنتي سارا لقد عملت في الغرب سنوات عديدة بعمل تطوعي مع لجنة مناصرة النساء المضطهدات من العنف الأسري تطوعت بهذه الجمعية بعد أن شاهدت موقفاً هز كياني ووجداني , قدمت أحدى الأخوات المغتربات والتي ربما أكون قد ألمحت لقصتها قبل بضع سنوات في مقال لي , أختي شاهدت موظفة في الشؤون الأجتماعية تربت على كتف هذه الأخت المحجبة الحامل والتي طلقها زوجها قبل حملها طلاقاً صورياً كما يسمونه بعض الجهلة من المغتربين بالغرب ( يعني طلاقا ً مدنياً ) حتى تمنح الدولة هذه المطلقة سكن خاص بها ونفقة خاصة لها ولأبنائها إذا كان لديها أبناء ,ومن ثم يقوم الزوج بتأجير ذلك السكن في عقد باطني وتبقى الزوجة المطلقة في نظر الحكومة في بيت الزوجولا تسكن ذلك السكن . قدّر الله أن يكشف زيف هذا الزوج وهذه المسكينة , فقدمت إلى مكتب الشؤون الأجتماعية طالبة للمقابلة الدورية قبل صرف المعونة الأخيرة , ولم يكن لديّ حينها مترجماً يترجم إلى اللغة العربية ( حيث كنت أمتلك شركة ترجمة ) فذهبت بنفسي لأترجم لهذه السيدة , بعد أن رحبت هذه الموظفة ( كانت نصرانية متصهينه , تابعة لكنيسة صهيون Zaion ) بادرتها بالسؤال : ألم تتطلقين من زوجك قبل فترة ؟ أجابت نعم . قالت الموظفة ولكن أنتي مسلمة ومحجبة والآن أنتي حامل أن بطنك ِ كبيرة ؟ وهذا حرام في الإسلام . أجهشت هذه المسكينة في البكاء وأعترفت بكل شيء لتدافع عن دينها وشرفها الذي طُعنت فيه وتأثرت أنا تأثراً بليغاً حتى أنني بكيت على ما جرى لها . فأخذت هذه الموظفة بالتربيتوالمسح على كتفها وأحتضنتها وصارت تقول عجباً لهذا الدين لطالما يغدر رجاله بالنساء , أستوقفتها وقلت لها هناك حالات فردية وشاذة لا تختص في الدين , فلم تجب علي , المهم حرصت دائماً على متابعة هذه الحالة بنفسي لأرى ما يحصل لها وبطبيعة الحال لا يحق للمترجم أن يتصل بالشخص طالب الترجمة إلى في إطار الموضوع وبحضور طرف ثالث من مكاتب الشؤون أو الجهات التي تطلبه , أعطت هذه المسكينة رقم هاتف لأحدى الناشطات في الكنيسة وقالت لها سوف يزورونك في سكنك الجديد ولا يحق لك ِ الإختلاط بطليقك , سُجن الرجل بتهمة التحايل على القانون وأخذوا الزوجة والأبناء , وأصبحت الكنيسة تتابع هذه المسكينة ولامن جهة من الجهات الإسلامية تحركت , وبعد فترة رأيتها مساء يوم جمعة متجهة بصحبة بعض الشابات إى أحد المطاعم وكانت سافرة الرأس بسبب تنصيرها . فتطوعت بعد تلك الحادثة وصرت أواسي الأخوات الاتي يتعرضن للعنف الأسري وأقوم بنصحهن ما أستطعت وبتوجيه من الجمعية التي كنت أحرص على التعامل مع النساء المسلمات شخصياً حتى وإن كلفني ذلك الوقت والجهد . والحمد لله .
أبنتي وأختي سارا :
جمعك القدر بهذه الإنسانة البائسة , ولن يفرقك إن شاء الله , أختي سارا هذه الإنسانة تعاني من إضطراب نفسي بسبب خلافات مع زوجها أو بسبب ضغوط الغربة وبعدها عن الوازع الديني , وهي لن تستمع منك الآن إلى نصحك المباشر يجب أختي أن تتعاملي معها في طريقة النصح الغير مباشر , لاتنصحينها مباشرة حتى لا تنفر منك ِ ولكن أخرجي معها أدعيها عندك حاوريها بإسلوبك الجميل السلس , اسأليها عن أهلها ودعيها تتحدث عنهم وعن طفولتها وحدثيها عن والديها ولاحظي إي منهما مقرب منها أو هي مقربة ممن فيهم . حاولي إستدراجها بالذكريات لتخرجيها من الحاضر وترجعين بها إلى الذكريات السعيدة وإلى الماضي الجميل دعيها تهرب من من الحاضر مؤقتاً , أكثري اللقاءات معها وحاولي أن تجدي بعض الأخوات أيضاً ودعنها تشعر في الأمان وبأنه يوجد مغتربات كثيرات من عمرها أو أقل أو أكبر منها . لا تثيرين حوارات كثيرة حول الديانات مؤقتاً , كوني كالصائم يفطر على تمرة وقليل من اللبن ومن ثم يصلي وبعد ذلك يتناول العشاء .
حاولي أن تعرفي ماهي الكنيسة التي عمدتها ؟ لكي أعطيك نبذة كيف تستطيعين أن تعاملي معهم أن شاء الله , سارا أيتها الأخت الكريمة إن كانت هذه الكنيسة الصهيونية أو الأنجيلية أو بما يسمى شهود يهوا أو يهوفا , أحذري في تعاملك معها , لأنهم قذؤين في التعامل وحاولي الإتصال بأقرب مركز إسلامي للإرشاد , أختي سارا تواصلي معي وأعطيني معلومات أكثر عن حالتها وسوف نحاول إرجاعها بإذن الله . جزاكِ الله خير الجزاء وبارك الله فيك سارا.
المفضلات