أفسدت حياتي...
في مطلع كل عام أمسك قلمي.......
افتح مفكرتي الخاصة التي أدون فيها اسماْ أو أرقام الهاتف عناوين أناس قدر لي أن اعرفهم أو أتعامل معهم لسبب أو أخر
اقلب الصفحات صفحه تلو الأخرى
وبكل بساطه وهدوء وسكينه..يبدأ عقلي با العمل(كحاسب آلي)
يعمل بكل دقه ونظام في أضافه بعض الأسماء التي تستحق الاضافه وابقاء بعض الأسماء التي ما زالت تستحق البقاء
وإلغاء بعض الأسماء التي ما عاد لبقائها سبب لو فايده ترجى
نعم في باديه كل عام اضيف أسماء واشطب أسماء وابقي أسماء
اشطب بعض الأسماء بكل هدوء اشطبهم من خصوصياتي
أمحو أثرهم من حياتي انفيهم من ذكرياتي
كأني ما عرفتهم ولا عرفوني
ما حدثتهم قط ولا حدثوني ما رايتهم قط ولا رأوني
في بدايييه هذا العام أرى (أسمك)
تتسمر نظراتي فوق أحرفه..اقرأها حرفا حرفا بعد أن أبعثرها..ثم اجمعها
أرتبها.أكون منها اسمك...انطقه أكرره
عجبا!!!!!
خلجات قلبي لا تهتز....لا تبالي.... ولا تنفعل...
تنتقل نظراتي الجليدية اللي الرقم الذي دون أمامه
لا يوجد أمام اسمك رقم بل أرقام
لا يوجد أمام اسمك عنوان بل عناوين
أوه......
أمام اسمك أرقام وأرقام
أمام اسمك معلومات أستطيع بواستطها أن اصل إليك وان اتصل بك أينما كنت في هاذا العالم
احتل اسمك والمعلومات الخاصة بك اكبر مساحة من الصفحة التي تحمل أول حرف من حروفه
كجهاز مبرمج سألت نفسي السؤال الذي ظننت قط أني سأقف يوما أمام اسمك واسأله:
"هل يستحق هاذا الاسم أن يدون في مفكرتي"؟؟
الله الله يا زمن ما أعنفك مأاقواك
الله الله ما أقساك حتى مع ذاتك
حينا يكون الأمر يمس الكرامة والأنفة..أتاني الجواب؟أتاني الجواب سريها مهرولا..استطعت أن أقرأه محفورا مكتوبا أمام عيني:""لا .... لا..لا يستحق""
وبسكينه العالم كله....وهوائه...راح قلمي..العاصي في هواك(في الماضي) التائب عن هواك الحاضر راح يشطب اسمك..يسود كل الأرقام التي أمامه..
الحبر الأسود لطخ وجه صفحه كاملة
صفحه تشوهت كل ذنبها أنها كانت تحمل اسمك!!
ماذا سيقولون الفضوليون إذا وقعت عيونهم على مفكرتي؟؟
ماذا سيفعل الشامتون إذا عرفوا قصتنا؟؟
لا داعي لبقاء هذه الصفحة
إنها دليل إدانتي فيك واثبات هزيمتي أمامك
مددت يدي ومزقت الصفحة دون سائر الصفحات ويح عمري..الغيتك
فألغيت كل اسم يشاركك في أول حرف من حروف اسمك..أبجديه حروفي نقصت..
نقصت أبجديتي حرفا واحد!!فما حاجتي بباقي الحروف؟؟
وكمن تتحرك أعضاؤه بر يموت كنترول تحركت يداي أشعلت عود ثقاب..قربته ببطء من مفكرتي...ارتخت كل وشيجة من وشائج نفسي استرحت..
لن احتاج بعد اليوم الى مفكرة.. سأعتمد على ذاكرتي. ذاكرتي خير مكان سري امين.
يحفظ من أريد..ويلغي من لاأ ريد
ضحكت من نفسي هازئة.. وأنا اقنع ذاتي بقوه تجاوب ذاكرتي!!
ضحكت ساخرة
لأني أعرف مدى ضعف ذاكرتي,أنا وجدي أدرك أني مهما للويت عنقها لن تذكر لي أي اسم..أو رقم..أو عنوان
ذاكرتي مصابه"بشيخوخة مبكرة"ولن تجود بأعطائي أي معلومة عن أي انسان..
ذاكرتي علمتها أوجاع الحياة وقسوتها أن لا أمان في هذا الزمان..
علمها الرحيل والتنقل من شاطئ إلى شاطئ أنه من صالحها اللامبالاة والنسيان
من صالحها ألا تخزن اسم أي أنسان..ولا أي رقم أو عنوان لأي مكان
بعد اليوم سيكون اتصالي با البشر عشوائيا..هامشيا
وبكل اللامبالاة والاستخفاف..ضحكت من أعماقي على حالي
يا لحماقتي!!
يا لحماقتي شطبت اسمك رقمك عنوانك فألغيتك...!
لكني أيضا ألغيت كل الأسماء والأرقام والعناوين من بعدك!!
((أفسدت حياتي,,ما عدت قادرة على الخروج منك..وما عدت قادرة على الرجوع إليك))...
تحياتي...
رد مع اقتباس
المفضلات