اعود لسلسلة كلنا شركاء وهنا سوف اقوم بالبحث حول مشكلة الموارد البشرية والطبيعية في العالم العربي و كيف أنها أحد القيود الذي يكبل ابناء جيلي ..
الموارد وقد صنفت لنوعين (بشرية وهي العقول وطبيعية مثل الماء والهواء والمعادن والنبات والاراضي ..)
إن استثمار الموارد كلها في عملية البناء والتنمية لابد سيكون الخطوة الأولى في الانتاج والانتاج يعني نهضة كاملة لأمة ولأجيال قادمة.
يرى العلماء بأن عالمنا العربي يملك 60% من موارد العالم أي يصنف العالم العربي الأكثر وفرة لجهة الموارد أي أنه عالم لديه اكتفاء فلا مانع لديه من مواكبة بقية الأمم في حين الواقع يقول وبالخط الأحمر العريض أننا افقر شعوب العالم..لماذا يعد عالمنا فقيراً ..؟
برأيي وبعد دراسة كاملة تبين أن بعض مواردنا غير مستثمرة على الاطلاق وبعضها الآخر يساء استثمارها.
فمثلاً وهذا دليل آخر على انعدام ثقافة الاستهلاك وتدني مستوى الانتاج هو ( المال ) أين تذهب أموال شعبنا العربي ..؟
للأسف الواقع مرير ويتحدث عن التالي أن معظم أموالنا تذهب في الانفاق على الاتصالات الخليوية مثل الرسائل التي تستخدم لانتخاب ملكات الجمال وشاعر المليون و المباريات الرياضية ، أموال أخرى تنفق في مجال الموضة وادوات التجميل واحدث منتجات المصانع العالمية من السيارات
والملابس ذات الماركات المشهورة والقياس على ذلك..بالنسبة للأفراد داخل المجتمع.
بينما الحكومات والمسؤولين عن الاقتصاد في بلادنا العربية ماذا يفعلون؟
انهم يقومون ببيع المواد الخام للدولة المصنعة بأرخص الاسعار ومن ثم اعادتها إلينا بأغلى الأسعار قد تم تصنيعها في مصانعهم ومختبراتهم.
مثال آخر على اساءة استثمار الموارد الطبيعية الاراضي الشاسعة والصحراوية ومنابع المياه والثروات الطبيعية ..كلها قيد الاهمال أو تسرق من قبل الغرب من خلال الاحتلال والحروب كما احتلت اسيا والهند وأفريقيا.
من الموارد البشرية الهامة التي لاتعير لها الحكومات في عالمنا العربي اي اهتمام هي (العقول ) ..
ففي ظل هذه الأوضاع المتدنية ونسبة الفقر المرتفعة ووجود العطالة والفساد وعدم تكافؤ الفرص قامت العقول المفكرة في عالمنا العربي بالهجرة إلى الخارج عقول من ابناء جيلي يمارسون حياة سليمة ومثالية في الغرب ويستفيد الغرب منهم ومن طاقاتهم ففي تقريرها الصادر عام2003 تبين الأمم المتحدة فيما يتعلق بتنمية الموارد البشرية :
عام 1996 من أصل 300000 من خريجي الجامعات العربية غادر نحو 25% إلى أمريكا الشمالية ودول السوق الأوربية .
بين عام 1998 و عام 2000 غادر أكثر من 150000 طبيب عربي للخارج .
خسرت الدول النامية بسبب كل ما أنفقته على تعليم هؤلاء 42 مليار دولار في مقابل وفر 8ر1 مليار دولار حققتها أمريكا في الإنفاق على التعليم..نتائج ليست مذهلة ومحزنة فحسب بل كارثة في حين لازال أبناء جيلي لاهثين وراء رنات الجوال وكأننا نمضي في حافلة كتب عليها ماوراء الزمن و نعلم أنها ستغرق في البحر ومع ذلك فرحين بما آتيناه ..
ولاتزال القيود قادمة /سأتابع ..
المفضلات