ذلك التهافت على المواقع الإباحية أضحى من العسير تفكيكه ورأب الصدع الذي خلفه لدى جيلنا صدع بات من المستحيل ترميمه واعادة الهيكلية
للجيل المسلم العربي الذي أطاحت به حمى فوضوية الانفتاح.

وبالرغم الكم التراكمي لهذا التهافت الا أننا إن تتبعنا الحركة الفكرية عبر
الشبكة العنكبوتية لوجدنا محاولات نهضوية فكرية ومجتمعية وإنسانية
وقيمية لكنها محاولات ميؤس منها في ظل اجهاض هذه المحاولات وبعثرتها قبل أن تصبح تلك المحاولات تيار نهضوي .

اجهاضات تقوم بها أنظمة سادها الفساد والخضوع لما هو وافد والخضوع
الكلي لما يحاك في أروقة القوى التي تخطط للسيطرة على المنطقة من خلال النفاذ من نافذة الفكر والثقافة لتهيمن على عقولنا التي تحتاج للوعي وللحرية والمعرفة .

وعلى أي حال لازال هذا الجيل يمارس حقه في البقاء كسائر بقية الأجيال
التي عبرت عن هذا الحق بمختلف الوسائل والأدوات فاتخذ معظم ابناء جيلي الكتابة كوسيلة للتعبير وليقول لازلت موجوداً فبرزت لدينا اقلام
وكتابات غالبيتها هراء ضائعة بين النعم واللا ..فاقدة للعلم والمعرفة ولأسس التفكير المنطقي فامتلئ العالم الانترنتي بكتابات فوضوية لا تخلو من التشوهات والتخبط ، وهنا من الظلم أن يتم تحميل الجيل مسؤولية ذلك بمنأى عن القوى التي سلبت منه عقله وخنقت أنفاسه فكانت المواجهة مع التيار بشكل أعزل وبدون اي سلاح لا بل قامت تلك القوى بفرض الحساب على أبناء هذا الجيل فحاسبته على مايعانيه من ضعف ومن تطرف ومايعانيه كذلك من أوبئة فكرية وأمراض نفسية لذا كل ماهو صادر عن ابناء وأفراد هذا الجيل كان مجرد صخب في عالم امتلئ بالضوضاء.

جيل تربى على استلاب الحرية والحق في اتخاذ القرار راح يمارس حقه بالوجود من خلال الكلمات والمنشورات الالكترونية ليستعيد جزءاً مما حرم منه وسلب منه قهراً .

قد يكون القادم أفضل وسط هذا الضياع والشتات ولعل القادم من ابناء الجيل الحالي يستطيع أن يرمم الماضي والحاضر والمستقبل ، وترميم وبناء المستقبل لن يؤتي نتائجه ان لم يكن لدى أبنائنا تفهم و رؤية عميقة لذاته وللعالم المحيط من حوله فكلنا شركاء بصنع التاريخ وإن كان عاراً على التاريخ وكلنا شركاء في حاضرنا المتناقض البعيد عن الحضارة الإنسانية ، كذلك كلنا شركاء في عملية صنع المستقبل والانطلاق في ركب حضارة ونهضة الفرد والمجتمع والأمة ..
نعم كلنا شركاء...!!