بعد أن وقفت على جانب هام من جوانب صراع أبناء الجيل استكمل بعض النقاط :

ثورة الاتصالات الرقمية واجتياحها الهائل ..
بلا مقدمات وبلا اعداد وبلا تهيئة طرقت أبواب جيلنا ثورة ليست كالثورات التي تلقيناها في تعليمنا التلقيني كثورة احمد عرابي وصالح العلي وغيرهم...

لا..!! لقد كانت هذه الثورة اشبه بالاعصار الذي اقتلعنا من جذورنا ورمى بنا في بيداء لا جهات لها وخاصة أننا وجدنا أنفسنا وسط تلك البيداء فاقدين للبوصلة التي توجهنا الوجهة الصحيحة، إضافة لفقدان حرية المعرفة والاطلاع ولا أبالغ إن قلت بأني وابناء جيلي لم نعرف معنى الحرية فلقد تم تأسيسنا الفكري والعقلي على أننا لسنا بحاجة للحرية لذلك اجتاحتنا عاصفة ثورة الاتصالات الرقمية فخلقت لدينا احد احتمالين اما الانطواء أو الانكفاء أو الانخراط لم نصمد أمام خيار الانكفاء فالتيار اقوى ولم ننخرط بشكل صحيح وقوي فكان الشتات.

ثورة الاتصالات كانت مقدمة لنشوء واجتياح العولمة في ظل هيمنة مايسمى القطب الواحد فبعد أن غرسوا في عقولنا وفكرنا مفاهيم الاشتراكية المستنسخة ماذا فعلنا لمواجهة التيار ..؟
لم نفعل شيئاً سوى أننا احرقنا كل المراحل وبدأنا نتخبط في ظلال فوضوية
وأمام تسارع هذه التغيرات كان لدينا كذلك خيارين لاثالث لهما وهو المباشرة في الانتاج لاثبات الذات أو نبقى خارج السرب ولكي نثبت أننا قادرين على اللحاق بالأمم استثمرنا شبكة الانترنت وبدأ ينهال علينا الكم الهائل من المواقع والمنتديات والمدونات تضمنت متصفحاتها مخلفات عقود مضت ومخلفات ثقافة موحدة و خراب خلقته وحققته الأنظمة السياسية الشمولية .

بالمحصلة ما نعيشه اليوم ومانراه منشوراً في عالم النشر الالكتروني ليس الا سعياً وراء الخروج من ازمة الخراب والثقافة الموحدة وهيمنة الأنظمة الشمولية ومع ذلك لم يسلم العالم الرقمي من عيون الرقابة التي راحت تحجب بعض المواقع والمدونات التي تتناول واقعنا بعين ثالثة وابقت لنا بضع مواقع نافعة فقط لحالات الكبت الجنسي هذه المواقع لم تخضع للرقابة من قبل السلطات ولم يتم حجبها عن رواد الشبكة العنكبوتية لغاية في نفس يعقوب وللثأر من الديكتاتورية السياسية والكبت المجتمعي والنفسي لاقت تهافت من معظم أبناء هذا الجيل ..!! تهافت أوضح مدى التهميش والامراض المزمنة التي اصابت ذاته وفكره وكينونته ..

يتبع