كلما اجتمعت أو تجولت بين ابناء جيلي يعتريني شعور الأسف لحاله التي وصل اليها مع العلم قد احتل جيلنا مرتبة مرموقة في عالم الابداع لكن بقي حضوره على ساحة الابداع مبتوراً ذلك لأنه تربى كالصيصان في قن الدجاج .

وكلما شرعت بالكتابة عن ابناء هذا الجيل تفاقمت مشاعر الاسف ولا أجد
سوى واقعنا المأسوف عليه ،جيل بأكمله تلقى علومه في مساحة لاتتجاوز الأمتار تسمى صفوف ومدارس تلقى فيها علوم تلقينية فحشرت العلوم بأدمغتنا على طريقة اطعام البط ..تلك المناهج خلقت منا جيلاً
عاطلاً عن التفكير ومواكبة الابداع ذلك اننا اكتفينا بالبطالة المقنعة والتحقنا بالدوائر الحكومية لنكون جيلاً لا يتقن سوى الذهاب للعمل صباحاً والاياب منه عصراً ..!!

اعترى هذا الجيل مجموعة تغيرات لكنها لم تكن كفيلة لتحريك الساكن منه
ولا لدفع عجلة الابداع بل على العكس كلياً ؛ فمن أهم تلك المتغيرات الاعلام بكافة وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية فاختل الايقاع لدى هذا الجيل فبعد الضوابط التي كانت تكرس لها المحطات المحلية وضوابط الاسرة بالمسموح كأفلام الكرتون والممنوع كالأفلام العربية العاطفية وفد عصر البث الفضائي بكل مافيه من سلبيات وإيجابيات ..!!

ومن المتغيرات التي أصابت كبد أبناء جيلي بمقتل الانترنت ، فبعدعملية تشكيل وقولبة أدمغتنا وتسطيحها تعليمياً وجدنا انفسنا مجردين من أدوات الاختيار والتفكير والاستنتاج و غزت الشبكة العنكبوتية ديارنا وأدمغتنا ومبادئنا وكل مايتعلق بنا ونحن لانملك أي أداة للتعامل مع هذا الوافد فتحولت الشبكة العنكبوتية لدينا من بوابة لتدفق كم هائل من المعلومات الى استعمار جديد من نوع آخر وبشكل آخر .

ومن المتغيرات التي واكبتنا كجيل تبرز امامنا كل يوم مجموعة تحديات
الديمقراطية والديكتاتورية فكان ينبغي علينا أن نحدد مواقفنا من الديكتاتورية الداخلية أو الديمقراطية التي يحملها لنا الغرب فكان لزاماً علينا تحديد مواقفنا وتهيئة فكرنا إما لسيادة وديكتاتورية أو ديمقراطية واحتلال فكانت الحرب على العراق تحمل رسالة موجهة لنا وبشكل مباشر من الغرب فصرنا نترحم على ايام السيادة والديكتاتورية مقابل الارهاب والاجرام الواقع في العراق إلى الآن..

يتبع ...