السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه الحياة الفانية ... تمر بنا كثير من المشاكل ..
وتعصف بنا رياح الصاعب ..
البعض منا وهم قلة قليلة ... يواجه تلك المشاكل بكل قوة وصلابة ...
ويحاول إيجاد حل لها ... متوكلا لا متواكلا على الله العلي القدير ..
والبعض الآخر ... مع الأسف ...
لا يحاول ايجاد حل لمشكلته ...
ولا ايجاد مخرج من مأزقه ... وضيقته ...
بل يلجأ إلى أشباه حلول ... يجعلها في عينيه تبدو كالحلول ....
أو يلجأ إلى النسيان والتناسي ...
والغفلة والتغافل ...
متخذا من شعار (الزمن كفيل بحل المشكلة مهما كبرت) شعارا له .. ونبراسا يتبعه في ترك حل كل مشكلة .. معلقا بشماعة الزمن ...
الكثيرين للأسف ... يتبعون هذا الاسلوب ...
ويرون فيه راحة بال لهم ... ولو لأمد بسيط ...
المصيبة العظمى .. والداهية الدهياء ...
أن مثل هذا الاسلوب .. ارتقى من كونه شعارا لأفراد .. إلى كونه شعارا لحكومات ودول ...
أصبحت تلقي بحل أي معضلة .. أو مشكلة كبيرة .. على عاتق الزمن .. ليحلها ...
هذا الأسلوب ... ليس حديث الوجود ...
بل هو قديم .. من قدم شخصية جحا ... الذي اتبع هذا الاسلوب أيضا .. عندما وقع في مشكلة كبيرة ...
فيروى أن الوالي طلب من جحا أن يعلم حــمــاره القراءة ... وإلا فإن القتل سيكون نصيبه ...
وافق جحا ... على أن يكون موعد الاختبار بعد عشرون سنة ...
لام الناس جحا ... على موافقته ...
فكان رده ... بمعنى الزمن كفيل بحل المشكلة ... فقال :
بعد عشرون سنة ... إما أن يموت الوالي أو يموت الحــمــار أو أموت أنا ..
فاحذر أن تكون من هؤلاء (الجحاويين) إن صح التعبير ...
وواجه مشاكلك بكل صلابة .. متوكلا على الله ... محتسبا الأجر ...
عالما علم يقين ... أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك ... وأن أمر المؤمن كله له خير ...
شكرا لكم ...
المفضلات