المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجازي
السؤال الثاني مع أبيات من الشعر :
فارقتكُم فإذا ما كان عندكمُ ** قبل الفراق أذىً ,, بعد الفراق يدُ
إذا تذكرتُ ما بيني وبينكُمُ ** أعان قلبي على الشوق الذي أجدُ
هذان البيتان قالهما المتنبي يخاطب بهما سيف الدولة الحمداني ,, وهي تحمل معنى الذم وكذلك يمكن حملها على المدح !!؟ فكيف ذلك مع الترجيح من وجهة نظرك ؟؟
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الآخــــــــــر
حينما قرأت البيتين تصوّرَ لي في داخلي شيئين..
الشئ الأول :
أن هذه الأبيات لا يدركها ولا يفهم المقصود منها إلآ شاعرها..
والمرسلة إليهم.. كأن هناك لغزاً يختفي بين تلك الكلمات وأن باطنها لأصحابها
وظاهرها للآخرين فيصورون ما يصورون..
أما الشئ الثاني :
فكما هو ظاهر لي من خلال ظاهرها..
فحينما قال :
فارقتكُم فإذا ما كان عندكمُ ** قبل الفراق أذىً ,, بعد الفراق يدُ
فيقصد أنه لما كان في صحبتهم ولقاءهم.. ما كان يعرف أن فراقهم
سيريه فضلهم عليه.. وحينما فارقهم وعاشر غيرهم أدرك قيمتهم..
فمثلما كان لتواجدهم في حياته فضلاً.. كذلك لفراقهم الفضل..
لأن في بعدهم أدرك حقيقة بعض الناس ما لم يدركه في قرّبهم..
لهذا أعتقد إن وجد مدحاً أو ذمـاً..
فربما ذم الفراق لأن فيه بُعد عنهم.. ومدحه لأنه أثبت له حقائق ما كان يعرفها..
وحينما قال :
إذا تذكرتُ ما بيني وبينكُمُ ** أعان قلبي على الشوق الذي أجدُ
فيقصد.. أنه حين يتذكرهم ويشتاقهم ويتذكر عشرتهم وحبهم..
فأنه لا معين له في شوقه لهم.. غير شوقهم له..
ما دامهم مازالوا يشتاقونه..
والذي حدّد ذلك هو قوله ( الذي أجدُ ) أي شوقهم للمتنبي
هنا لم يبقى.. غير شكري وتقديري لكِ..
كان أختياراً ذكياً جداً..
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجازي
رائع تحليلك ,,
لكنك لم تخرج عن دائرة المدح ,,
فشرحك يثبت أن المتنبي يمدح سيف الدولة ,, ولم تذكر لنا كيف يكون وجه الذم في الأبيات ,,
بمعنى أنها ستكون ذماً لسيف الدولة نفسه أيضاً ,,
كل الشكر لك أخي الآخر وأنتظر تعليقك على هذه النقطة قبل أن أجمع الصيد المتعلق بهذه الأبيات لننتقل بعدها لنص آخر ,,
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الآخــــــــــر
ذكرتُ في رؤيتي الأولى..
أنه إذا كان هناك مدحاً أو ذماً..
سيكون في ذم الفراق على بعدهم.. ومدحه لأنه أخبره بما كان لا يعلم به..
فكلنا نعلم أن المتنبي هو شاعر ذكي.. ونعلم أنه شاعر سيف الدولة..
فمن الصعب أن يهجوه في شئ من شعره..
ولكن بعض الأحيان نرى في بعض شعره أنه يحاول أن يترك الحيرة تتنفس في نفس ممدوحه ومذمومه..
فكما قلت في رؤيتي الأولى في الشق الأول منها..
أن هذا الأمر هو في ضمير المتنبي سراً لا يدركه إلآ من عرف المتنبي عن قرب.. أو الموجهة إليهم أشعاره..
فإذا أعطيتُ الحق لجميع الأحتمالات أن تتنفس.. وبما أنكِ ترين ذماً واقعاً في حق سيف الدولة..
قد أرى رؤية أخرى غير رؤيتي الأولى.. وينعكس ما أراه الآن إلى شئ متناقض جداً عن ما رأيته في السابق..
بحكم ضرورة توفّر الأحتمالات..
فحين قال :
فارقتكُم فإذا ما كان عندكمُ ** قبل الفراق أذىً ,, بعد الفراق يدُ
فذم سيف الدولة هنا..
أنه يقول لقد فارقتكم فأكتشفت بفراقكم أن غيركم أفضل منكم..
والذي صور ذلك هو قوله ( قبل الفراق أذىً ) أي أذيتهم في قربهم له التي أعدمت رؤيته لغيرهم..
أي أن صحبتي لكم وقرّبي إليكم قد أعماني عن رؤيتي لمن هو أكبر منكم قدراً وفضلاً وكرماً..
والذي صور ذلك قوله ( بعد الفراق يدُ ) واليد هنا تطلق على العطاء والكرم..
أي أن هناك من بعد فراقكم مدَّ يده إليَّ وأكرمني كرماً وعطاءً أكثر منكم..
فمدح فراقهم لما أوجده من بعدهم من كرم.. وذم سيف الدولة بمن هو أكرم منه..
ومع هذا كله ترك الحيرة في نفس سيف الدولة.. أكان يمدحه أو يذمه..
فأن عادت الأمور كان يمدحه.. وأن لم تعد كان يذمه.. فيبقى كبرياء المتنبي في نفسه..
وحين قال :
إذا تذكرتُ ما بيني وبينكُمُ ** أعان قلبي على الشوق الذي أجدُ
يقصد هنا..
أنه إذا تذكر حاله عندهم قبل فراقه .. وتذكر قلة عطائهم وبخلهم..
فأنه يعزيه في ذلك العطاء السخيّ الذي يجده الآن من بعدهم..
وكأنه يتحسّر على الأيام التي قضاها معهم.. بسب الخير الذي وجده عند غيرهم..
شكراً لكِ مرة أخرى..
كأنكِ أجبرتيني على الألهام في ذلك..
لكن وربك سعيد بهذا..
.
.
.
.
.
المفضلات