مدرب الآرسنال يعالج عبدالغني
أصيب الأسبوع المنصرم لاعب فريق الآرسنال الويلزي أرون رامسي بكسر في قدمه اليمنى، وشكلت لقطة الإصابة صدمة كبيرة لكل من شاهدها، ونالت الكثير من المتابعة الإعلامية المبررة بالتأكيد، وأعتقد أن الإصابات باتت أمر طبيعي في عالم كرة القدم بما فيها الإصابات القوية مثل إصابة رامسي، هنا لن أتوقف أمام الإصابة لكن يهمني جداً كيفية تعامل الإدارة الفنية في آرسنال مع الحدث بعد وقوعه، وآلية إدارة الموقف، وهي المنهجية التي يقف على هرمها المدير الفني الفرنسي الشهير أرسين فينجر، وهو من أهم أسباب انحيازي الكبير للآرسنال في إنجلترا منذ بداية تسلمه لمهمته قبل أكثر من عقد ونصف وحتى الآن.
يقول الخبر الذي بثته وكالات الأنباء العالمية في متابعتها لإصابة رامسي: "تلقى آرون رامسي لاعب وسط فريق آرسنال الأول لكرة القدم أكثر من 70 ألف رسالة مواساة، بعد الإصابة المؤلمة التي تعرض لها بكسر ساقه خلال مشاركته في اللقاء أمام ستوك سيتي في الجولة الـ 28 من منافسات الدوري الإنجليزي السبت الماضي.
وقام موقع آرسنال الرسمي على شبكة الإنترنت بفتح الباب أمام المتعاطفين مع اللاعب من أجل التعبير عن مشاعرهم برسائل خاصة سيتم قص جزء منها وإهدائها إلى رامسي في قرار يهدف إلى رفع الروح المعنوية للاعب الذي انتهت جميع آماله في المشاركة فيما تبقى من مباريات خلال الموسم الجاري، ومن المتوقع أن يمتد الوقت المستغرق لتعافيه أكثر من ثمانية أشهر.
ويعد المدرب آرسين فينجر صاحب فكرة فتح التواصل فيما بين الجماهير واللاعب، وقال في هذا الصدد: "نفسية اللاعب سيئة بعد الإصابة وهذا أمر طبيعي، لم يكن أمامنا سوى فتح الباب لجماهير آرسنال وبقية المتعاطفين مع رامسي"
وأضاف: "سيتم اختيار أفضل التعليقات ووضعها في كتيب، ومن ثم إهدائه إلى اللاعب، لكي يقرأ المشاعر الصادقة للجماهير.. وبالتأكيد أن هذا الأمر سيكون له دور إيجابي في تغيير نفسية رامسي إلى الأفضل.
بعد قراءتي للخبر أعلاه شعرت بخيبة أمل على واقع مشهدنا المحلي الذي يفتقد مثل هذه الممارسات الإيجابية والإنسانية أولاً وأخيراً، في الاتحاد تعرض نور للكثير من الإشكالات، ولم تفكر إدارة ناديه في الوقوف إلى جواره، وخصوصاً بعد قضية أفضل لاعب آسيوي التي تم إضاعتها عليه الموسم الماضي، ولم يتم استثمار موقع النادي الرسمي لدعمه معنوياً بعد خسارته للقب، وفي الهلال تعرض ياسر لعدة مشكلات خلال العام الماضي وكذلك الحالي ولم تتم مساندته بشكل منظم ينعكس إيجاباً على عطاء اللاعب، وبالتالي احتاج لفترة طويلة جداً امتدت لأشهر حتى عاد لمستواه المعروف أخيراً.
واقع الاتحاد والهلال أعلاه ينطبق على النصر مع نجمه الحارثي وكذلك قائد الفريق حسين عبدالغني بعد إصابتهما إذ يجدان دعماً معنوياً عشوائياً من قبل أنصار ناديهم، ربما يضعف مع العائد النفسي المأمول على اللاعبين.
ما أود التركيز عليه هنا هو التأكيد على إن إغفالنا للأمور الصغيرة جداً مثل هذه اللفتة الإنسانية يبقينا بعيداً عن ركب احتراف كرة القدم الحقيقي، وفي انجلترا وإسبانيا وإيطاليا، ونظرائهم ممن تقدموا كروياً كان العمل على كافة الأصعدة منهجهم، وبالتالي نجحوا في تقديم منتج كروي عالي الجودة، وهو ما عجزنا في توفيره حتى الآن، ويبدو أننا نحتاج لوقت طويل من أجل ذلك.
المفضلات