بغداد اليوم
25/2/2010
فاتنة سمراء تقف بصمت أمام آلاف الخاطبين.
من جميع الألوان والأنساب والطبقات أحاطوا بها.
أكفاء وغير اكفاء.
أغنياء وفقراء.
لصوص وأولياء.
واعدون بإسعادها
وواعدون بإستعبـادها.
جميعهم يقفون الآن على خط واحد امامها
ويحاولون إغراءها بما يرفعون بأيديهم من مغريات.
بعضهم يلوحون لها بالمال والجواهر.
وبعضهم يلوحون لها بعوراتهم عارية.
بعضهم حملوا طوائفهم على رؤوسهم.
وبعضهم حملوا عشائرهم على أيديهم.
بعضهم رفعوا المصاحف عاليا.
وبعضهم إكتفى برفع تفسيرات المصاحف.
المفلسون رفعوا لوحات ترسم تاريخهم.
والكذابون رفعوا خططا للمستقبل.
المجرمون حملوا صكوك براءة.
ومنهم من حمل ادوات الجريمة او رأسا مقطوعا.
لم يبق شيء لم يرفع لإجتذابها.
النقود والقيود
والأقلام والألغام
والأغاني والقصائد العصماء
والبنادق
وأغصان الزيتون.
حتى النساء:
وقفن في زحمة الواقفين ورفعن اشياءهن خاطبات.
وبغداد ماتزال صامتة.
ولكنه صمت لن يطول.
ففي السابع من آذار ستقول كلمتها.
* * *مصيبة أهل بغداد: أنها قد تعرض عن الجميع وتختار واحدا فقط.
اما مصيبة بغداد: فهي اذا اختارتهم جميعا.
mushammari@yahoo.com
.
المفضلات