المتنبي جعل الباب مُوارباً ولم يغلقه
فنراه هنا أظهر شوقه الى جميل الذكريات قبل أن يدير ظهره نصف استداره متمنياً أن يعاجلهُ باسترضاء يٌبقي له عزّة نفسه ولا يُبعده.
مطلع لبيت نبطي يقول,,,
أنا ماني سوات اللي تجي مع طقة الاصبع.............
غير أن المتنبي هنا سيعاكس هذا المطلع وسيأتي عند أول استرضاء شكلي
شكرا ..الريم
قد يكون كذلك
البيتان يتيمان وليسا ضمن قصيدة مطولة لذا احتملا الذم والمدح
لكن كيف فهمت أنه جعل الباب موارباً في البيت الثاني !!
/فارقتكُم فإذا ما كان عندكمُ ** قبل الفراق أذىً ,, بعد الفراق يدُ
إذا تذكرتُ ما بيني وبينكُمُ ** أعان قلبي على الشوق الذي أجدُ
أو لِنقلْ أنه أرادها كمقولة,,
الكلام إلى نيّة المتكلم
فإن قالوا ذممت...
قال بل هو مدح
وإن عابوا عليه المدح بعد أن جرى وجرى حتما سيقول وأين المدح ؟!!
في المدح,,فارقتكُم فإذا ما كان عندكمُ ** قبل الفراق أذىً ,, بعد الفراق يدُ
فإذا ما كان عندكُمُ يعني أنه كان عندكم قبل الفراق أذى حتما اياديكم البيضاء ستمتد لي بعد الفراق .
وعلى وجه الذّم,,
أسلوب تعجّبي ( بعد الفراق يدُ )!!!وكأنه قد زهد بهم دون أذىً منهم فلا يرتجي منهم أمر خير.
وجه المدح,,إذا تذكرتُ ما بيني وبينكُمُ ** أعان قلبي على الشوق الذي اجد
هنا مواربة الباب وجميل الذكريات ومثير الاشواق للعودة ونسيان الأذى
وجه الذم,,
تذكّر الإساءة خير معين على نسيانكم وأثرها باقٍ مؤثر
/
/
بالله شوفي لنا شي لحجاب بن نحيت نشّف ريقي هالمتنبي
هذه أتفق معك عليها ,,
لأن المتنبي ذكي وتمنعه أنفته وكبرياؤه أن يعترف بشوقه ورغبته في عودة الأمور إلى مجاريها ابتداءاً ,,
لهذا جعل الأبيات تحتمل الوجهين ففي حال رضي سيف الدولة عنه يجد له مخرجاً ويجعل قصده منها المدح
هنا لي رأي مغاير !!
فارقتكُم فإذا ما كان عندكمُ ** قبل الفراق أذىً ,, بعد الفراق يدُ
الذم :
أن أذاكم قبل الفراق صرت أعده يداً ومعروفاً علي لأنه جعلني أفارقكم <<< يعني هذي الساعة المباركة اللي أذيتوني فيها عشان أفارقكم
المدح :
أن فراقكم جعلني أجرب غيركم فأدركت أن ما ظننته أذى منكم كان مقارنة بمعروف غيركم يداً وإحساناً <<< يعني أذاكم كالمعروف مقارنة بمعروف غيركم فما بالك بمقارنته بأذى الآخرين ,,
إذا تذكرتُ ما بيني وبينكُمُ ** أعان قلبي على الشوق الذي أجد
الذم :
إذا تذكرت ماأصابني من أذاكم أعانني ذلك على الصبر على فراقكم والبعد عنكم ,,
المدح :
إذا تذكرت مابيني وبينكم من أيام جميلة وعهود صادقة أعانني ذلك على مقاومة الشوق لكم لثقتي بصفاء مودتكم وصدق محبتكم
وهذا هو الهدف من الموضوع ,, تنشيف الأرياق
ربما وصلت متأخراً.. وأنه فاتني الكثير..
لكن لدي تصور أخر طرأ في مخيلتي وقت قرأتي لسؤالك..
فأعتقد أختلاف الأسلوب الذي يجده البعض بين تلك الآيتين..
جاء مقصوداً لأختلاف الجنسين..
فما جاء إسلوب التعنيف لزكريا إلآ وأنه رجل صلب قادر على تحمل تلك الشدة التي تلقاها من قوله تعالى..
وهذا إن كنتم ترون بتلك الآية تعنيفاً..
وما جاء إسلوب التلطيف والتهدئة لمريم.. إلآ وأنها إمرأة كباقي النساء لطيفه وعذبه وهادئه..
فلا تتحمل أيَّ قسوة أو عنف أو غيرها.. بغض النظر عن الأهداف الرئيسية التي جاءت الآيات من أجلها..
والله أعلم
كانت فكرتك رائعة..
فأشكرك شكراً..
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
حينما قرأت البيتين تصوّرَ لي في داخلي شيئين..
الشئ الأول :
أن هذه الأبيات لا يدركها ولا يفهم المقصود منها إلآ شاعرها..
والمرسلة إليهم.. كأن هناك لغزاً يختفي بين تلك الكلمات وأن باطنها لأصحابها
وظاهرها للآخرين فيصورون ما يصورون..
أما الشئ الثاني :
فكما هو ظاهر لي من خلال ظاهرها..
فحينما قال :
فارقتكُم فإذا ما كان عندكمُ ** قبل الفراق أذىً ,, بعد الفراق يدُ
فيقصد أنه لما كان في صحبتهم ولقاءهم.. ما كان يعرف أن فراقهم
سيريه فضلهم عليه.. وحينما فارقهم وعاشر غيرهم أدرك قيمتهم..
فمثلما كان لتواجدهم في حياته فضلاً.. كذلك لفراقهم الفضل..
لأن في بعدهم أدرك حقيقة بعض الناس ما لم يدركه في قرّبهم..
لهذا أعتقد إن وجد مدحاً أو ذمـاً..
فربما ذم الفراق لأن فيه بُعد عنهم.. ومدحه لأنه أثبت له حقائق ما كان يعرفها..
وحينما قال :
إذا تذكرتُ ما بيني وبينكُمُ ** أعان قلبي على الشوق الذي أجدُ
فيقصد.. أنه حين يتذكرهم ويشتاقهم ويتذكر عشرتهم وحبهم..
فأنه لا معين له في شوقه لهم.. غير شوقهم له..
ما دامهم مازالوا يشتاقونه..
والذي حدّد ذلك هو قوله ( الذي أجدُ ) أي شوقهم للمتنبي
هنا لم يبقى.. غير شكري وتقديري لكِ..
كان أختياراً ذكياً جداً..
التعديل الأخير تم بواسطة الآخــــــــــر ; 06-03-2010 الساعة 20:24
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
أهلاً بك أخي الكريم
أسعدتني مشاركتك واستنباطك ,,
وما أقصده بشدة الخطاب مع زكريا ولينه مع مريم هو ما استقرأته وشعرت به من خلال تسلسل الآيات ,,
( كهيعص ( 1 ) ذكر رحمة ربك عبده زكريا ( 2 ) إذ نادى ربه نداء خفيا ( 3 ) قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا ( 4 ) وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا ( 5 ) يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا ( 6 ) ) .
من بداية القصة يتبين لنا عدة أمور أثبتها زكريا عليه السلام بنفسه :
1/ حين اعترف بكبره وشيخوخته وشدة حاجته للإبن .
2/ دعاء زكريا لربه كان خفية وبعيد عن أعين الناس وقد فسرها المفسرون على عدة أوجه منها أنه أخفى دعاءه لئلا يكون عرضة للسخرية من الناس فيقولون كيف يطلب الولد وهو بهذا العمر وقد بلغ من الكبر عتياً ,,
لذا كان تعجبه بعد أن جاءته البشرى محلاً للعتاب من ربه والله تعالى أعلم ,,
وللتوضيح أكثر ,, سأضرب لك مثلاً ولله المثل الأعلى :
لو أن أحداً كان يطلب منك شيئاً وكان يلح في الطلب ويكرره ويعيده عليك مرات كثيرة ,, ثم حين أجبته لطلبه وحققته له ,, فاجأك بردة فعله والتي لم تتوقعها بقوله : كيف تفعل ذلك وأنا كيت وكيت وكأنه يوحي لك بأنه لايرغب بتحقيق طلبه الآن ,, بينما كنت تتوقع منه على الأقل كلمة الشكر والثناء لأنك أجبته لما طلب !!
هذا بالضبط ما شعرت به من خلال أسلوب الخطاب في الآيات ,, ولله المثل الأعلى ,,
لذا حين قارنته بحال مريم وتلقيها للبشارة وفزعها منها ,, اتضح لي الفرق الشاسع بين الحالين ,,
أتمنى أن تكون قراءتي للآية قد اتضحت ,,
شاكرة لك إضافتك لخواطرك ووضعها ضمن الصيد
رائع تحليلك ,,
لكنك لم تخرج عن دائرة المدح ,,
فشرحك يثبت أن المتنبي يمدح سيف الدولة ,, ولم تذكر لنا كيف يكون وجه الذم في الأبيات ,,
بمعنى أنها ستكون ذماً لسيف الدولة نفسه أيضاً ,,
كل الشكر لك أخي الآخر وأنتظر تعليقك على هذه النقطة قبل أن أجمع الصيد المتعلق بهذه الأبيات لننتقل بعدها لنص آخر ,,
ذكرتُ في رؤيتي الأولى..
أنه إذا كان هناك مدحاً أو ذماً..
سيكون في ذم الفراق على بعدهم.. ومدحه لأنه أخبره بما كان لا يعلم به..
فكلنا نعلم أن المتنبي هو شاعر ذكي.. ونعلم أنه شاعر سيف الدولة..
فمن الصعب أن يهجوه في شئ من شعره..
ولكن بعض الأحيان نرى في بعض شعره أنه يحاول أن يترك الحيرة تتنفس في نفس ممدوحه ومذمومه..
فكما قلت في رؤيتي الأولى في الشق الأول منها..
أن هذا الأمر هو في ضمير المتنبي سراً لا يدركه إلآ من عرف المتنبي عن قرب.. أو الموجهة إليهم أشعاره..
فإذا أعطيتُ الحق لجميع الأحتمالات أن تتنفس.. وبما أنكِ ترين ذماً واقعاً في حق سيف الدولة..
قد أرى رؤية أخرى غير رؤيتي الأولى.. وينعكس ما أراه الآن إلى شئ متناقض جداً عن ما رأيته في السابق..
بحكم ضرورة توفّر الأحتمالات..
فحين قال :
فارقتكُم فإذا ما كان عندكمُ ** قبل الفراق أذىً ,, بعد الفراق يدُ
فذم سيف الدولة هنا..
أنه يقول لقد فارقتكم فأكتشفت بفراقكم أن غيركم أفضل منكم..
والذي صور ذلك هو قوله ( قبل الفراق أذىً ) أي أذيتهم في قربهم له التي أعدمت رؤيته لغيرهم..
أي أن صحبتي لكم وقرّبي إليكم قد أعماني عن رؤيتي لمن هو أكبر منكم قدراً وفضلاً وكرماً..
والذي صور ذلك قوله ( بعد الفراق يدُ ) واليد هنا تطلق على العطاء والكرم..
أي أن هناك من بعد فراقكم مدَّ يده إليَّ وأكرمني كرماً وعطاءً أكثر منكم..
فمدح فراقهم لما أوجده من بعدهم من كرم.. وذم سيف الدولة بمن هو أكرم منه..
ومع هذا كله ترك الحيرة في نفس سيف الدولة.. أكان يمدحه أو يذمه..
فأن عادت الأمور كان يمدحه.. وأن لم تعد كان يذمه.. فيبقى كبرياء المتنبي في نفسه..
وحين قال :
إذا تذكرتُ ما بيني وبينكُمُ ** أعان قلبي على الشوق الذي أجدُ
يقصد هنا..
أنه إذا تذكر حاله عندهم قبل فراقه .. وتذكر قلة عطائهم وبخلهم..
فأنه يعزيه في ذلك العطاء السخيّ الذي يجده الآن من بعدهم..
وكأنه يتحسّر على الأيام التي قضاها معهم.. بسب الخير الذي وجده عند غيرهم..
شكراً لكِ مرة أخرى..
كأنكِ أجبرتيني على الألهام في ذلك..
لكن وربك سعيد بهذا..
وننتظر القادم منكِ.
ليس هناك أجمل من قلب..
مازال للحب مكان فيه
..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
المفضلات