الاخبار الوارده في وسائل الاعلام عن تركيا تثير العجب عن هذا البلد الكبير فهناك حراك دبلوماسي غير مسبوق تقوم به تركيا اضافة الى الحراك الاقتصادي والقفزه النوعيه في الاقتصاد التركي حيث يعتبر الاقتصاد التركي السابع عشر عالميا وهناك خطه استراتيجيه في العقد القادم وضعها عرابو حزب العداله والتنميه الاسلامي الحاكم في تركيا الى ان يكون الاقتصاد التركي ضمن القوى الاقتصاديه العشر في العالم .. اما على الصعيد الدبلوماس والسياسي لفت نظري خبر يقول ان وزير خارجية تركيا اوغلو استدعى ب200 سفير تركي لورشة عمل لوضع اهداف يسيرون باتجاهها وخطط عمليه للقفز بمكانة تركيا الى مصاف القوى العالميه .. يقول اوغلو :إن الساحة العالمية برمتها، وليس فقط الساحة الإقليمية يجب أن تكون ميدانا فسيحًا أمام الدبلوماسيين الأتراك؛ وعليه فإن هدفنا أن نوسع اهتمامنا من قضايا المنطقة إلى لعب دور كبير يحملنا إلى صف الـ 10 الكبار في العالم عام 2023"،

ويذكر اوغلو سفراءه بأن "التحلي بالثقة بالنفس" هو منطلقهم إلى صوغ السياسة الخارجية التي "تناسب المكانة الجغرافية الفريدة لتركيا، وما لديها من موروثات وتجارب تجعلها تقاس بـ 6 دول"، مضيفا أنه "لدينا الكثير مما يمكننا قوله في الساحة الدولية، وهناك الكثير من الأمم والشعوب ستستمع لنا".

ان المنطلق الذي ينطلق منه اوغلو هو معرفة ماذا تمثل تركيا وماهي مكانتها وامكانياتها وهذا يقتضي معرفة ماذا عليها ان تقوم به فلاشئ مستحيل امام الاراده والعزيمه والعمل بروح الفريق الواحد في ظل التخطيط الاستراتيجي وليس الاماني والاحلام ..

ويشرح اوغلو لسفرائه كيف ينطلقون من منطلق نفسي وهو التحلي بالثقه والبعد القومي وهو تنيسق العمل مع كافة الهيئات والوزارات بالداخل لخدمة الاهداف السياسيه بالخارج والبعد الدولي لتعميق العلاقات مع كافة الدول وخاصة القريبه منها والبعد الايدولوجي الذي يعمق علاقة تركيا مع المسلمين والتوحد ككتلة واحده في مواجهة الازمات المشتركه ..

كثير من هذه الابعاد تم تطبيقها على ارض الواقع خصوصا انهاء الخلافات التاريخيه التركيه مع جيرانها وبدأ صفحة جديده من العلاقات .. مع الارمن وغيرهم واقامة علاقات دبلوماسيه بينهما .. كذلك وتعميق العلاقات التركيه السوريه ..كذلك معايشة هموم مناطق النفوذ التركيه ومحاولة التوفيق بين الدول التي تعيش حالات تصادميه كسوريا ودولة الاحتلال في منطقة النفوذ العربيه لتركيا .. والبوسنه والهرسك وصربيا في منطقة النفوذ البلقانيه لتركيا حيث وقعت الدولتين على اقامة علاقات دبلوماسيه تحت رعايه تركيه ..

ان مايميز العثمانيون الجدد هو التخطيط والعمل بينما لازل العرب يعيشون بأحلام واماني وحلول طارئه ومستعجله وتخبط اقتصادي وانبطاح سياسي وانعدام الاراده ..

على المنطقه ان تعد العده لاستقبال تركيا كقوه اولى وفاعل ومؤثر في منطقتنا العربيه ..