صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 37

الموضوع: %%نساء صنعن امه %%

  1. #11
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78



    المرأة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم


    لقد كان للمرأة دور بارز وخطير في مسيرة الدعوة الإلهية وحركة الأنبياء والمرسلين (عليهم الصلاة والسلام)، فقد ساهمت المرأة في الكفاح الفكري والسياسي، وتحمّلت التعذيب والقتل والهجرة وصنوف المعاناة كلّها والإرهاب الفكري والسياسي والجبروت، وأعلنت رأيها بحريّة، وانضمّت الى الدعوة الإلهية رغم ما أصابها من خسارة السلطة والجاه والمال، ولحوق المطاردة والقتل والتشريد والإرهاب بها، فها هي مريم اُمّ المسيح التي عظّمها القرآن كما عظّمها نبيّ الإسلام محمّد (صلى الله عليه وسلم).

    فقد أثنى القرآن في آيات عديدة على هذه المرأة النموذج وهو يقدِّمها مثلاً أعلى للرّجال، كما يقدِّمها مثلاً أعلى للنّساء ليقتدى بسلوكها واستقامة فكرها وشخصيّتها.
    والذي يدرس تأريخ المرأة في الدعوة الإلهية، يجدها جهة للخطاب كما هو الرّجل، من غير أن يفرِّق الخطاب الإلهي بينهما بسبب الذكورة والأُنوثة.
    وبدراسة عيّنات تأريخية من حياة النساء في مسار الدعوة الالهية، نستطيع أن نفهم الموقع الرائد والفعّال الذي شغلته المرأة في حياة الأنبياء ودعواتهم، فتتجلّى قيمة المرأة في المجتمع الإسلامي، ومشاركتها الفكرية والسياسية، وحقوقها الإنسانية والقانونية.
    نقرأ هذه المشاركة المتقدِّمة والواسعة عندما نقرأ قصّة كفاح أبي الأنبياء إبراهيم (عليه السلام) ضدّ قومه في بابل، في أرض العراق، ومصارعته النمرود، ذلك الصراع الذي انتهى بنجاة إبراهيم (عليه السلام) من النار بمعجزة الهية تفوق تصوّرات العقل المادي، ممّا دعاه الى الهجرة الى بلاد الشام، فكانت سارة زوجته والمؤمنة بدعوته رفيقة جهاده، وصاحبته في هجرته الى الشام، ثمّ الى مصر، ليعودا مرّة أخرى الى الشام فيستقرا هناك.
    وليبدأ فصل من أعظم فصول تاريخ الإنسان على يد النبيّ إبراهيم (عليه السلام) تسانده زوجه سارة، وتقف الى جنبه في جهاده ومعاناته وهجرته.
    ويتحدّث القرآن عن قصّة الهجرة والحياة الأسرية هذه، كما يتحدّث عن دور هاجر الزوجة الثانية لإبراهيم (عليه السلام) ومشاركتها في كتابة الفصل المضيء من تاريخ الإنسان في أرض الحجاز، في مكّة المكرّمة، حيث جاء بها من مصر.
    لقد كانت قصّة هذه المرأة من أشهر قصص التاريخ، وأكثرها غرابة، وأعظمها كفاحاً وصبراً، فتألّقت في سماء التأريخ من خلال احتضان ابنها النبيّ اسماعيل، في واد غير ذي زرع عند البيت المحرّم، ليكون أباً لاعظم نبيّ في تأريخ البشرية، وهو محمّد (صلى الله عليه وسلم)، ويسجِّل القرآن تلك الحوادث بقوله : {ربِّ إنِّي أسكنتُ مِن ذريّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم} .. ابراهيم 37.
    ويتحدّث القرآن عن اُمّ موسى (عليه السلام) وتلقّيها للتلقين والتوجيه الإلهي الذي اُلقي في نفسها، لتحفظ موسى (عليه السلام) من ظلم فرعون، وتكريمها العظيم بإعادته (عليه السلام) لها؛ لتكون اُمّ النبيّ المنقذ، الذي حطّم بمساعدة الهية أعظم طاغوت في تأريخ البشرية.
    يعرضها القرآن محوراً أساسياً في صنع هذه الحوادث، ثمّ يتحدّث عن زوجة فرعون (آسيا) وعن مريم اُم المسيح عيسى (عليها السلام) ويعرضهما نموذجاً ومثلاً أعلى لأجيال البشرية، بقوله : {وضربَ اللهُ مثلاً للّذينَ آمنوا امرأةَ فرعون إذ قالت ربِّ ابن لي عندكَ بيتاً في الجنّةِ ونجِّني من فرعونَ وعمله ونجِّني من القوم الظالمين * ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربِّها وكتبه وكانت من القانتين} التحريم11 ـ 12.
    لنقرأ هاتين الآيتين، ولنتأمّل بمحتواهما الفكري الرائع الذي تحدّث عن شخصية المرأة بإجلال واحترام، ليس بوسع أيّة حضارة ماديّة أن تمنحهما لها . فقد قدّم القرآن المرأة الصالحة مثلاً عمليّاً للرِّجال والنِّساء، وطالبهم بالاقتداء بها . جاء ذلك في قوله : {وضرب الله مثلاً للّذين آمنوا} انّ عبارتي {ضرب الله مثلاً} و{للّذين آمنوا} كما هي واضحة، تبرزان لنا مفهوماً حضارياً إيمانياً فريداً في عالم الفكر والحضارة الخاص بالمرأة الصالحة؛ فقد جعلها مثلاً أعلى، وقدوة للرّجال، كما هي قدوة النساء في العقيدة والموقف الاجتماعي والسياسي.
    فعرض نموذجين لسموّ شخصيّة المرأة المؤمنة ومكانتها في الفكر الإسلامي. عرض امرأة فرعون، ملكة مصر، وسيِّدة التاج والبلاط والسلطة والسياسة والدولة الكبرى في ذلك العالم،التي تحدّت السلطة،ومريم ابنة عمران التي تحدّت كبرياء بني اسرائيل وتآمرهم،وحربهم الدعائيّة ضدّها.


    وكما كان للمرأة دورها في حياة ابراهيم وموسى وعيسى، نجد دورها واضحاً وعظيماً في حياة النبيّ محمّد (صلى الله عليه وسلم) ودعوته؛ فلقد جسّدت هذا الدّور العقيدي الفريد خديجة بنت خويلد القرشيّة (رضي الله عنها) التي كانت سيِّدة مجتمع مرموقة في مكّة المكرّمة، وثريّة صاحبة مال وثروة وتجارة ورأي

    لقد كانت أوّل من حدّثها النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ـ بعد عليّ (عليه السلام) ـ بدعوته، فآمنت به وصدّقته، وبذلت أموالها الطائلة لنصرة دعوته، ولاقت معه صنوف الأذى والاضطهاد على امتداد عشر سنوات من حياتها المقدّسة، ودخلت معه الشِّعب، وتحمّلت معاناة الحصار الذي دام ثلاث سنوات، فكانت من أعظم الشخصيات في تاريخ الإسلام؛ لذا سمّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) العام الذي توفِّيت فيه عام الحزن.
    ويُعظِّم المسلمون هذه الشخصية تعظيماً فريداً، ويقتدون بسلوكها ومواقفها الكريمة تلك . وفي حوار له مع زوجه عائشة حول شخصيّة خديجة ردّ عليها قائلاً : (ما أبدلني الله خيراً منها، كانت اُمّ العيال، وربّة البيت، آمنت بي حين كذّبني النّاس، وواستني بمالها حين حرمني الناس، ورُزِقتُ منها الولد، وحُرِمتُ من غيرها). ويتحدّث عنها مرّة أخرى فيقول: (إنِّي لاحبُّ حبيبها).
    وكما تحدّث عن موقعها في نفسه، وحركة دعوته، ومسار رسالته، تحدّث عن ابنته فاطمة الزّهراء (عليها السلام)، فقال: (فاطمة بضعة منِّي، يؤذيني ما آذاها). وسُئل مرّة : (يا رسول الله أيّ أهلك أحبّ إليك ؟ قال : فاطمة بنت محمّد...).
    من هذه النصوص نفهم مقام المرأة وشخصيّتها في حياة النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ودعوته، والموقف النبويّ هذا يمثِّل في المفهوم الإسلامي أرقى تقييم لمكانة المرأة الإنسانية، واحترام شخصيّتها .
    ولعلّنا نكتشف من خلال البيان القرآنيّ والتاريخي الموجز هذا أنّ المرأة في مفهوم القرآن والرسالة الإلهية هي حاضنة عظماء الأنبياء (عليهم السلام)، والمكلّفة بحفظهم، والعناية بهم، والوقوف الى جنبهم، تجسّد ذلك جليّاً في حياة ابراهيم وموسى واسماعيل وعيسى ومحمّد (صلى الله عليه وسلم )، أعاظم الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) ، وقادة الفكر والإصلاح والحضارة الإلهية على هذه الأرض.
    ولقد سجّل القرآن دور المرأة في حياة النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ودعوته ومشاركتها له في الهجرة والجهاد مقروناً بدور الرّجل عند حديثه عن الهجرة والبيعة والدعوة والولاء، واستحقاق الاجر والمقام الكريم وعلاقة الرّجل بالمرأة... الخ في مئات الآيات من بيانه وحديثه في هذه الموضوعات.
    مثل قوله تعالى : {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}.. التوبة 71 ، {ربِّ اغفر لي ولوالديّ ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تُزِد الظّالمين إلاّ تبارا} .. نوح 28 ، {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم} .. الحديد 12.
    في هذه الآيات يرفع القرآن المرأة الى أكرم مقام يمكن أن يحتلّه انسان في الدنيا والآخرة، وهو يتعامل معها كما يتعامل مع صنوها الرّجل على حدٍّ سواء، فهي والرّجل في مفهوم الرسالة الإسلامية (أولياء) يوالي بعضهم بعضاً، ولاءً عقائديّاً، يقومون بإصلاح المجتمع، ومحاربة الفساد والجريمة والانحطاط، ويحملون رسالة الخير والسلام والأعمار في الأرض.
    وفي الآية الثانية يتوجّه النبيّ نوح (عليه الصلاة والسلام) إلى ربِّه بالدعاء للمؤمنات، كما يتوجّه اليه سبحانه بالدعاء للمؤمنين، ومن محتوى هذه المناجاة تشعّ مبادئ التكريم والحبّ والاحترام للمرأة، ذلك لأنّ الدّعاء لشخص يحمل هذه المعاني كلّها.
    ويتألّق مقام المرأة مضيئاً، ويشرق مقدّساً على صفحات القرآن من خلال تصويره للمؤمنين والمؤمنات في هالة من نور، يوم لقاء الربّ وساعة استحقاق الجزاء الذي يُقيّم فيه الإنسان من خلال عمله وسعيه في الحياة .
    وهكذا نفهم أنّ القرآن قد منح المرأة الصالحة الحبّ والولاء، ودعا لها بالمغفرة والعفو والرّحمة ، وأحاطها بهالة من نور، وهي المرأة التي مثالها آسية زوجة فرعون، ومريم اُمّ المسيح، وخديجة زوج الرّسول محمّد (صلى الله عليه وسلم ) وفاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وسلم) .
    وندرك عظمة المرأة في الرسالة الإسلامية وفي حياة النبيّ (صلى الله عليه وسلم) بالشكل الذي يتسامى بشخصيّتها، ويمجِّدها باحترام وتقدير، حين نعرف أنّ أوّل من استشهد في الإسلام هي (سميّة) اُمّ الصحابيّ الجليل عمّار بن ياسر، قتلها أبو جهل أصد قادة الشرك والرجعيّة .
    فقد دفعت حياتها ثمناً لمبادئ الرسالة الإسلامية حين بدأت المواجهة بين الإرهاب والطاغوت، وبين محمّد (صلى الله عليه وسلم) والمستضعفين والعبيد الذين وجدوا في رسالة الإسلام المنقذ لحقوق الإنسان، والمحرِّر من الجهل واستعباد الإنسان لأخيه الإنسان .
    كما سارع العديد من النساء المستضعفات لتصديق النبيّ (صلى الله عليه وسلم ) في بدء دعوته، وتحمّلن الأذى والتعذيب والاضطهاد، فهاجرن الى الحبشة والى المدينة المنوّرة، ونصرن الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم ) بكلّ ما اُوتين من قوّة .
    إنّ المرأة المسلمة لمّا تكتشف مكانتها الحقيقية في الإسلام بعد، وانّ الرّجل المسلم لمّا يعرف مكانة المرأة في الإسلام على حقيقتها أيضاً،لذا اختلّ ميزان التعامل والعلاقة،الذي لا يستقر إلاّ بالعودة الى مبادئ القرآن ليعرف كلّ منهم حقّه ومكانته ومسؤوليّته تجاه الآخر وعلاقته به.
    وإنّ المرأة اللاّهثة وراء سراب الحضارة المادية الذي يخفي وراءه مستنقع السقوط والاضطهاد للمرأة، لو عرفت ما لها في الإسلام من قيمة وحقّ وتقدير لما نادت إلاّ بالإسلام، ولعرفت أنّ المنقذ لكرامة المرأة وحقّها هو مبادئ القرآن.




    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  2. #12
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    راكبة البحر
    أم حرام بنت ملحان
    قالت: بينما رسول اللَّه ( يزورنا إذ وضع رأسه؛ لينام ساعة القيلولة، فاستيقظ فجأة وهو يبتسم، فقالت: لم تضحك يا رسول الله؟ قال: " ناس من أمتى يركبون البحر الأخضر فى سبيل الله، مثلهم مثل الملوك على الأِسّرة " فقالت: يا رسول الله، ادعُ اللَّه أن يجعلنى منهم . قال: "اللهم اجعلها منهم".ثم عاد فضحك فقالت له مثل ذلك، فقال لها مثل ذلك، فقالت: ادع الله أن يجعلنى منهم. قال: "أنت من الأولين ولست من الآخرين" [البخاري].
    وقالت: سمعت رسول اللَّه ( يقول: "أول جيش من أمتى يغزون البحر قد أوْجبوا".
    قالت: يا رسول اللَّه أنا فيهم؟
    قال: "أنت فيهم". ثم قال النبي (: "أول جيش من أمتى يغزون مدينة قيصر مغفور لهم".
    فقالت: أنا فيهم يا رسول الله؟
    قال: "لا" [البخاري].
    وكانت تلك نبوءة تنبأ بها رسول اللَّه (.
    إنها أم حرام بنت ملحان الخزرجية الأنصارية، أخت الرُّمَيْصَاء أم سليم -رضى اللَّه عنهما-.
    تزوجها عمرو بن قيس -رضى الله عنه- فأنجبت له قيسًا وعبدالله، وظلت مع عمرو بن قيس حتى كانت غزوة أحد، فاستشهد عمرو وولده قيس، فتزوجها عبادة بن الصامت -رضى الله عنه- فعاشت فى كنفه مطيعة راضية.
    وكان لأم حرام شغف بالجهاد فى سبيل اللَّه، وباعٌ طويل فيه؛ فقد خرجت مع زوجها عبادةَ إلى الشام فى جيش كان قائده معاوية ابن أبى سفيان -رضى اللَّه عنه- فلما جاز معاوية بجيشه البحرَ، كانت أم حرام تركب دابة لها، فجالت بها الدابة، فصرعتها وقتلتها، وذلك فى غزوة "قبرص"، وهكذا تحققت نبوءة النبي ( لها.
    توفيت أم حرام فى خلافة عثمان بن عفان -رضى الله عنه- سنة 28 هجرية، ودفنت فى مكان مَقْتَلِها (بجزيرة قبرص)، وكان الناس كلما مَرّوا بقبرها يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة.
    وروت السيدة أم حرام -رضى الله عنها- بعضًا من أحاديث رسول الله (.










  3. #13
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    امرأة من أهل الجنة
    (أم زمر)
    قال ابن عباس لعطاء: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقال عطاء: بلي. قال ابن عباس: هذه المرأة السوداء، أتت النبي ( فقالت: إنى أُصْرَع وإنى أتكشَّف فادع اللَّه لي. فقال النبي (: "إن شئتِ صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت اللَّه أن يعافيك" فقالت: أصْبِر، وقالت: إنى أتكشَّف، فادع اللَّه لى ألا أتكشَّف، فدعا لها النبي( [متفق عليه]، فحقق الله رجاءها، فكانت نوبة الصرع لا تنتابها إلا وهى نائمة متمكنة، فلا تتكشَّف.
    إنها الصحابية الجليلة سُعَيْرَة الأسدية، من الحبشة، عرفت بأم زُفَر -رضى الله عنها-. كانت ترعى حق اللَّه فى نفسها، وتحرص على تعاليم دينها، ومع أنها كانت مريضة بالصرع فإنها لم تيأس أبدًا من رحمة اللَّه -سبحانه-، فهى تصبر على ما أصابها وتعلم أن ذلك من عزم الأمور، وأنه ما من شيء يُبْتَلى به المؤمن الصابر إلا كان فى ميزان حسناته يوم القيامة، وفى ابتلاء اللَّه للإنسان حكمة عظيمة يريد اللَّه بها تنقيته من الذنوب.
    لذا آثرت الآخرة على الدنيا؛ لأن ما عند اللَّه خير وأبقي، حين خُـيِّرت بين الدعاء لها بالشفاء وبين الجنة؛ فاختارت الجنة، ولكنها طلبت من رسول الله ( ألا تتكشف؛ لأنها ربيت فى مدرسة العفة والطهارة؛ مدرسة الرسول (، وراعت حق اللَّه -تبارك وتعالي- حين قال وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)[النور: 31].
    وكان رسول الله ( يثنى عليها، فرضى الله عنها وأرضاها.










  4. #14
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    الفوائد من حادثة حليمة ورضاعتها للنبى صلى الله عليه وسلم



    1- قدر الله لا يأتى إلا بالخير


    (( يأتى من كره حليمة فى البداية من أخذ النبى صلى الله عليه وسلم ))





    2- ما من عبد يبتلى ويسترجع إلا كتب الله له الأجر وكلما تذكر هذه المصيبة واسترجع مرة أخرى كتب له الأجر من جديد




    3- قول حليمة ( أنها نَسمة مباركة )
    من الأشياء التى تجلب البركة


    البركة : ركعتين يكفيك مدخل ومخرج السوء
    * وجود اللبن فى البيت وكذلك التمر والعسل الأبيض
    * الغناء يمحق البركة من البيت




    4- على قدر الأستطاعة تكونى فى مكان متسع وذلك خاصة لأطفالنا وتركهم فى مكان واسع بعيدًا عن البيت


    ( من إرسال النبى صلى الله عليه وسلم للبادية )



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  5. #15
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    من أخبار النساء في حفظ القرآن الكريم

    النساء شقائق الرجال، وكل ما ورد في الشرع من خطاب للرجال فالنساء يدخلن فيه بلا خلاف، ومن ثم فالفضائل التي سيقت لحفظ القرآن الكريم ليست قاصرة على الرجال وحدهم بل هي لكل من عمل بها واشتغل بحفظ كتاب الله تعالى من الرجال والنساء.

    قال تبارك وتعالى {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} وفي آية الأحزاب التي ذكر الله فيها طائفة من صفات عباده الصالحين قال عز وجل {إن المسلمين والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات}.

    ووصفهم بالولاية لبعضهم بعضاً والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر …}.

    وكان صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من صلاة العيد انصرف إلى النساء فعلمهن ووعظهن، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال خرجت مع النبي صلى اللهم عليه وسلم يوم فطر أو أضحى فصلى ثم خطب ثم أتى النساء فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة. {رواه البخاري (975) ومسلم}

    عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قالت النساء للنبي صلى اللهم عليه وسلم غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن فكان فيما قال لهن ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة واثنتين فقال واثنتين. {رواه البخاري (102) ومسلم(2634)}

    ولقد كان لنساء المسلمات اعتناء بالعلم الشرعي وتحصيله، فهاهي أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن كن مرجعاً لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسائل وقضايا كثيرة من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأخباره وأقواله.

    ولقد أسهمت وضعية المرأة وطبيعة دورها الاجتماعي في المجتمع المسلم وارتباطها بالمنزل وانشغالها برعاية شؤونه وتربية أولادها، في أن تكون شخصيات كثيرة من النساء في الظل، فاللاتي ترجم لهن في تاريخ الإسلام لا يقارن بالرجال، وهذا لا يعني أنه لم يوجد من النساء من تستحق الحديث عنها وتسطير تاريخها؛ إذ الدائرة التي تتحرك من خلالها أكثر محدودية من الرجال.

    ومن ثم فما سنجده من نماذج من أخبار النساء فلن يقارن بأخبار الرجال لهذا الاعتبار الذي أشرنا إليه.

    والآن مع طائفة من أخبار النساء اللاتي سطر لنا التاريخ شيئاً من اعتنائهن بالقرآن الكريم
    حفصة بنت سيرين أم الهذيل الفقيهة الأنصارية:
    قال عنها الذهبي: روت عن أم عطية وأم الرائح ومولاها أنس بن مالك وأبي العالية، روى عنها أخوها محمد وقتادة وأيوب وخالد الحذاء وابن عون وهشام بن حسان. روي عن إياس بن معاوية قال ما أدركت أحدا أفضله عليها، وقال: قرأت القرآن وهي بنت ثنتي عشرة سنة وعاشت سبعين سنة فذكروا له الحسن وابن سيرين فقال: أما أنا فما أفضل عليها أحدا توفيت بعد المائة.

    أم الدرداء :
    قال عنها الذهبي: السيدة العالمة الفقيهة هجيمة وقيل جهيمة الأوصابية الحميرية الدمشقية، وهي أم الدرداء الصغرى روت علما جما عن زوجها أبي الدرداء وعن سلمان الفارسي وكعب بن عاصم الأشعري وعائشة وأبي هريرة وطائفة وعرضت القرآن وهي صغيرة على أبي الدرداء، وطال عمرها واشتهرت بالعلم والعمل والزهد.

    فاطمة بنت علي بن مظفر بن الحسن بن زعبل بن عجلان البغدادية ثم النيسابورية:
    قال عنها الذهبي: ولدت في سنة خمس وثلاثين وأربع مئة، وسمعت من أبي الحسين عبدالغافر الفارسي فكانت آخر من حدث عنه، قال أبو سعد السمعاني امرأة صالحة عالمة تعلم الجواري القرآن سمعت من عبدالغافر جميع صحيح مسلم وغريب الحديث للخطابي وغير ذلك، توفيت في أوائل المحرم سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.

    زبيدة:
    ذكر ابن خلكان أنه كان لها مائة جارية كلهن يحفظن القرآن العظيم، غير من قرأ منه ما قدر له و غير من لم يقرأ، و كان يسمع لهن في القصر دوي كدوي النحل، و كان ورد كل واحدة عشر القرآن.

    الشيخة الصالحة العابدة الناسكة:
    هي أم زينب فاطمة بنت عباس بن أبي الفتح بن محمد البغدادية بظاهر القاهرة، قال عنها الحافظ ابن كثير: كانت من العالمات الفاضلات، تأمر بالمعروف، و تنهى عن المنكر، وتقوم على الأحمدية في مواخاتهم النساء و المردان، و تنكر أحوالهم وأحوال أهل البدع وغيرهم، و تفعل من ذلك ما لا يقدر عليه الرجال، وقد كانت تحضر مجلس الشيخ تقي الدين بن تيمية، فاستفادت منه ذلك و غيره، و قد سمعت الشيخ تقي الدين يثني عليها، و يصفها بالفضيلة و العلم، و يذكر عنها أنها كانت تستحضر كثيراً من المغنى أو أكثره، و أنه كان يستعد لها من كثرة مسائلها، وحسن سؤالاتها وسرعة فهمها، وهي التي ختمت نساء كثيراً القرآن، منهم أم زوجتي عائشة بنت صديق، زوجة الشيخ جمال الدين المزي، وهي التي أقرأت ابنتها زوجتي أم الرحيم زينب رحمهن الله وأكرمهن برحمته وجنته آمين.

    عائشة زوجة الشيخ المزي:
    قال عنها الحافظ ابن كثير: وفي أول شهر جمادى الأولى توفيت الشيخة العابدة الصالحة العالمة قارئة القرآن أم فاطمة عائشة بنت إبراهيم بن صديق، زوجة شيخنا الحافظ جمال الدين المزي، عشية يوم الثلاثاء، مستهل هذا الشهر، و صلي عليها بالجامع صبيحة يوم الأربعاء، و دفنت غربي قبر الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمهم الله، كانت عديمة النظير في نساء زمانها، لكثرة عبادتها و تلاوتها و إقرائها القرآن العظيم بفصاحة وبلاغة و أداء صحيح، يعجز كثير من الرجال عن تجويده، وختمت نساء كثيرا، و قرأ عليها من النساء خلق، و انتفعن بها وبصلاحها ودينها وزهدها في الدنيا، وتقللها منها، مع طول العمر بلغت ثمانين سنة أنفقتها في طاعة الله صلاة و تلاوة، وكان الشيخ محسنا إليها مطيعا، لا يكاد يخالفها لحبه لها طبعا و شرعا، فرحمها الله وقدس روحها، ونور مضجعها بالرحمة آمين.

    أم الخير بنت أحمد بن عيسى :
    وتعرف بابنة ابن مكينة، وهي ابنة القاضي الفاضل الشهاب أحمد بن عيسى بن محمد . ولدت قبل عام 810هـ بالمليسا، وحفظت القرآن ، وتلت به لنافع على أبيها ، ودامت حافظة له ، ولقيها البقاعي في صفر سنة 849هـ بقرية العبلا من وادي لية ، وقرأ عليها هناك شيئاً ، وذكر أنها كاتبة قارئة فاضلة ، أجاز لها جماعة .

    هذه بعض النماذج من اعتناء نساء المسلمات بكتاب الله تبارك وتعالى وحفظه وتعلميه وتحفيظه، ووقت هذه الحلقة يضيق عن استيفاء النماذج من الحافظات المعتنيات بكتاب الله تبارك وتعالى، فلنكمل ذلك في الحلقة القادمة بإذن الله عز وجل.

    لازلنا نواصل الحديث عن النماذج من النساء اللاتي كانت لهن عناية بحفظ القرآن الكريم، ومنهن:

    خديجة بنت أحمد الفاسية :
    الشيخة الصالحة المقرئة ، من أهل فاس، كانت حافظة لكتاب الله وما يلزم لأدائه من قراءة وتجويد ، عارفة خارج الحروف ، قارئة بكثير من القراءات، كقراءة ورش وقالون ومكي . عارفة بوجوه قراءة هذه الروايات وأحكامها ، ملازمة لتعليم كتاب الله ، كثيرة العبادة والتلاوة، مشتغلة بما يعنيها ، متباعدة عن الفضول .

    خديجة بنت حسين الصدفي :
    نشأت نشأة صالحة ، فكانت امرأة فاضلة زاهدة .حفظت القرآن الكريم ، وكثيراً من الحديث . وكانت تكتب وتطالع . وهي زوجة عبد الله بن موسى بن برطلة ، صاحب الصلاة ، بمرسية . توفيت بعد 590هـ وقد نيفت على الثمانين .

    خديجة بنت هارون الدوكالية :
    ولدت سنة 640 بالمغرب . وقرأت القرآن الكريم بالروايات السبع . وحفظت الشاطبية . وحجت خمس عشرة حجة . وتوفيت ليلة الاثنين ، خامس المحرم سنة 695هـ .

    أسماء بنت إبراهيم بن عرصة :
    ولدت سنة 646هـ . وهي خالة القاضي نور الدين بن الصائغ . كانت تلقن النسوة القرآن ، وتعلمهن العلم . وكانت تجهد نفسها فيما يقربها إلى الله . ماتت ليلة 9 جمادى الأولى سنة 708هـ .

    أسماء بنت موسى الضجاعي :
    يمانية من أهل زبيد .كانت صالحة عابدة ، قارئة القرآن ، تقرأ التفسير وكتب الحديث ، وتسمع النساء وتعظهن وتؤدبهن . وكان لقولها وقع في القلوب . وربما كتبت الشفاعات إلى السلطان والقاضي والأمير ، فتقبل شفاعتها ولا ترد . توفيت في زبيد سنة 904هـ .

    ميمونة بنت يزيد القارىء :
    هي ميمونة بنت أبي جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي المدني القارىء . روت القراءة عن أبيها . وروى القراءة عنها أحمد ابنها ، وثابت . وأبوها علم مشهور في القراءات ، فهو أحد القراء العشرة من التابعين ، كبير القدر ، وقد عرض القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ، وعلى عبد الله بن عباس ، وأبي هريرة ، وروى عنهم رضي الله عنهم .

    فاطمة بنت محمد بن يوسف الديروطي :
    عالمة فاضلة ، حفظت القرآن العظيم ، والعقيدة ، والأربعين النووية ، والشاطبيتين ، ونونية السخاوي ، ومختصر أبي شجاع ، وتدربت على والدها في القراءات إفراداً ثم جمعاً ، وقدم بها القاهرة، فقرأت على الشهاب السكندري ، والزين جعفر ، وبرعت في القراءات مع استحضار الشاطبية وفهم جيد ، بحيث تبدي مباحث وفوائد حسنة . وانتفع بها جماعة من الرجال والنساء .

    أم العز بنت محمد الداني :
    روت عن أبيها وأبي الطيب بن برنجال ، وعن زوجها أبي الحسن بن الزبير ، وأبي عبد الله بن نوح . وكانت تحسن القراءات السبع . وسمعت بقراءتها مرتين صحيح البخاري من أبيها . وتوفيت سنة 610هـ .

    زينب بنت أحمد الرفاعي :
    عابدة ، زاهدة ، ورعة . حفظت القرآن الكريم ، وتفقهت بالدين . وسمعت الحديث من خالها أبي البدر الأنصاري ، ومن جدها الشيخ أبي بكر الأنصاري الواسطي . وأخذ عنها أولادها .

    بنت المحاملي العالمة الفقيهة المفتية أمة الواحد بنت الحسين بن إسماعيل:
    قال عنها الذهبي: تفقهت بأبيها وروت عنه وعن إسماعيل الوراق وعبد الغافر الحمصي وحفظت القرآن والفقه للشافعي وأتقنت الفرائض ومسائل الدور والعربية وغير ذلك واسمها ستيتة قال البرقاني كانت تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة، وقال غيره كانت من أحفظ الناس للفقه، وروى عنها الحسن بن محمد الخلال، ماتت سنة سبع وسبعين وثلاث مئة، وهي والدة القاضي محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي.

    السيدة الشريفة فاطمة الزهراء ابنة السيد محمد بن أحمد الإدريسي:
    تحفظ القرآن الكريم بقراءاته، وتحفظ كثيراً من كتب الفقه والحديث، ولها فوق ذلك صلة وثيقة بالعلوم العصرية، ولم تبارح دار أبيها قط، وتخرجت على أبيها وجدها.

    هذه بعض النماذج والوقت يضيق عن استيفائها، وحتى نعرف قدر اعتناء المرأة المسلمة بالقرآن نورد نماذج مما قاله طائفة من القدماء والمحدثين عن اعتناء بعض نساء الأمة بالقرآن.

    قال ابن بطوطة في رحلته عن أهل مدينة هنور: وأهل مدينة هنور شافعية المذهب لهم صلاح ودين وجهاد في البحر وقوة وبذلك عرفوا ……ونساء هذه المدينة وجميع هذه البلاد الساحلية لا يلبسن المخيط وإنما يلبسن ثيابا غير مخيطة تحتزم إحداهن بأحد طرفي الثوب وتجعل باقيه على رأسها وصدرها ولهن جمال وعفاف وتجعل إحداهن خرص ذهب في أنفها ومن خصائصهن أنهن جميعا يحفظن القرآن الكريم (ابن بطوطة)

    وقال عبدالواحد المراكشي: إنه كان بالربض الشرقي في قرطبة سبعون ومائة امرأة كلهن يكتبن المصاحف بالخط الكوفي.

    وقال الأستاذ عبدالله عفيفي:"وأكثر ما عرف به الممتازات من نساء المغرب الأقصى حفظ القرآن الكريم بقراءاته جميعاً ورواية الحديث ودرس الفقه والأصول وما إلى هذه من علوم الدين، ويذكر أهل ذلك الإقليم ثمانين امرأة من نساء المغرب جمعن إلى النفاذ في ذلك كله حفظ مدونة الإمام مالك بن أنس - رضي الله عنه - وهي أكبر المطولات الجامعة في الحديث والفقه"

    ونذكر هنا بما قلناه في الحلقة الماضية من أخباراً كثيرة للنساء لم تحفظ ولم ينقلها لنا التاريخ، ومما يؤيد ذلك ما أوردناه من أخبار بعض النسوة، فهذه فاطمة بنت علي بن مظفر كانت تعلم الجواري القرآن الكريم.

    وزبيدة كان لها مائة جارية كلهن يحفظن القرآن الكريم.

    وأم زينب فاطمة بنت عباس ختمَّت نساءً كثيراً القرآن الكريم.

    وعائشة زوجة الحافظ المزي ختمَّت نساءً كثيراً وقرأ عليها من النساء خلق…وغيرهن كثير.

    فأين تراجم وأخبار اللاتي حفظن القرآن، وختمنه على هؤلاء النسوة وتعلمن على أيديهن؟ كل ذلك يؤكد ما قلناه أن ما بأيدينا مما حفظه لنا التاريخ لا يمثل إلا النزر اليسير من الواقع.

    ومما يجدر التنبيه عليه هاهنا أن نساء المسلمات كن يعتنين بحفظ القرآن وتعلمه، وبمسائل العلم الشرعي مع مراعاة الضوابط الشرعية التي تحكم علاقة الرجل بالمرأة، فلم يكن هناك سفور أو اختلاط، أو خلوة أو سفر للمرأة دون محرم.

    فما أجدر نساء المسلمين اليوم بالاعتناء بكتاب الله تعالى وحفظ ما يتيسر منه، فهي تجد من وقت الفراغ ما يكفيها للاعتناء بكتاب الله وحفظه، وقد هيأت الوسائل الحديثة فرصاً أكثر ولكن أين العاملون والمشمرون؟


    من كتاب
    قارئات حافظات لمحمد خير يوسف.....



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  6. #16
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    توفي رسول الله ولم يترك لنا شيئا
    إلا وقد بينه لنا ووضحه وهدانا لأفضل شيء في كل شيء

    قال الله تعالى‎:
    (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)


    ومما لا شك فيه أن كل امرأة تحب أن تكون جميلة دائما
    وتتمتع ببشرة وجسد جميل خالي من العيوب و المشاكل الصحية.
    وقد وجدت أن الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم عليه، قد بين لنا ذلك بكل دقة متناهية

    وهذه كلمات من ذهب سطرها النبي عليه أفضل الصلاة والسلام صاحب الرسالة المعظم

    -النقطة الاولى :

    الرشاقة ‎
    إذا أردنا الرشاقة علينا اتباع نظام رسول الله الغذائي
    وهو أحسن نظام غذائي في العالم‎:

    "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع‎"

    يعني أن لا تأكلي إلا إذا شعرتي بالجوع ‎..
    لا تأكلي لتسلية أوقاتك وملئ بطنك
    أو لأن هناك من يشجعك على الأكل لا تأكلي إلا
    إذا شعرتي فعلا بالرغبة في الأكل وإذا أكلتي لا تأكلين حتى تملأين معدتك تماما.

    وقد قيل ‎" إذا أكلت كثيرا نمت كثيرا فندمت كثيرا‎".

    لماذا ؟؟

    لأن النوم الكثير بدوره يأكل من ساعات اليوم التي تحتاجينها لتعملين في بيتك وتسعين على أولادك وزوجك وبيتك...

    منزلك بحاجة لابداعاتك... زوجك بحاجة لإبداعاتك ولوقوفك بجانبه... أولادك بحاجة إلى أم تكن معهم على مدار اليوم
    تهتم بهم، ترعاهم، تشد من أزرهم، تأمرهم بالخير وتنهاهم عن الشر والأذى.. أتعلمين أن كل عمل تقومين به لبيتك

    وأسرتك وزوجك فهو أجر محتسب لك...لكنك تشقين وأنت ترين أمهات ضيعن الأمانة، استغنون عن كل الخير الذي يمكن أن يأتي لبيوتهن، فنقلن كل ابداعاتهن

    إلى خارج بيوتهن.... فاستفاد منهن كل شيء عدا أولادهن....

    - لكن الزمن كفيل بأن يبين للمرأة مدى الخسارة التي منيت بها حينما تكتشف أن أولادها كبروا بتعب غيرها، أو مع

    مرور الزمن، وقد أثر في أخلاقهم كل من: الخادمة، والتلفاز، والمدرسة،والشارع وأصدقاء من ثقافات شتى،بينما هي تمر يومياً

    وكأنها نسمات عابرة، ولم يكن لها كثير من نصيب لا في التربيـةولا في الأجر ولا في المحبة ولافي الحنان والعطف والرعاية....

    : (كل امرئ بما كسب رهين)


    وقال أخرى: (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)

    أي لا تقدمي الأعذار فغداً نقف مكشوفي الحيلة والباطن أمام الذي لا تخفى عليه خافية، فيحاسبنا على كل تقصير أو
    تضييع.... إذن لا تقدمي الأعذار فأنت أدرى الناس بما فعلت وما قدمت، والله تعالى يقول:

    (يوم لا ينفع نفس ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خير)

    نعود لحديثنا عن الرشاقة.... لكن كان هذا بريك ضروري للأمهات والفتيات اللواتي لا يريدون ضياع أعمارهن سدى

    قال رسول الله

    الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والتسليم"ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه‎"بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه‎" "ثلث
    لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه‎"
    وقد رأيت منذ فترة موضوع لأخت وعن تجربة ناجحة استطاعت أن تنقص وزنها بهذه الطريقة
    وتقول أن هذه الطريقة
    ميزتها أن الوزن
    الذي نزل لا يعود مرةأخرى أبدا لأن معتدك تكون قد تعودت على كمية الأكل هذه ولهذا لا يعود
    وزنك مرة أخرى.
    النقطة الثانية:
    نضارة البشرة وتأخير الشيخوخة :

    قال رسول الله
    - ‎"من تصبح بسبع تمرات عجوه لم يصبه سم ولا سحر‎"

    فكل السموم التي نتناولها في غذائنا كفيل بالقضاء على ضررها التمر بمعجزة عرفها الرسول قبل
    ألف وربعمائة سنةفقد أثبت العلم الحديث أن التمر مفيد جدا للبشرة والقولون ويؤخر الشيخوخة

    وقال رسول الله

    ‎" ياعائشة بيت ليس فيه تمر جياع أهله يا عائشة بيت ليس فيه تمر جياع أهله‎"

    قالها مرتين أو ثلاثاً وهذا لأن التمر فيه

    معظم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم والمخ والبشرة.
    فهو غذاء يمدك بكثير مما تحتاجينه لبشرتك وجسمك وعقلك أيضا لأن المخ يتغذى على السكريات والسكريات التي في
    التمر سريعة الهضم وليس لها أضرار جانبية مثل بقية السكريات التي نتناولها وكوب من الحليب مع ‎100 جرام من التمر

    يساوي وجبة غذائية كاملة فيها كل العناصر الغذائية التي تحتاجينها .
    النقطة الثالثة :

    نضارة الجسم والشعر ‎:
    قال رسول الله عن زيت الزيتون‎:
    "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة‎"
    وقد أثبت العلم الحديث الفوائد اللا نهائية لزيت الزيتون سواء للشعر أو للبشرة يوقف التساقط‎ -يغزر الشعر‎- يقضي على
    الفطريات‎-يساعد على التئام الجروح والقروح بسرعة‎- يعطي نضارة وطراوة للبشرة وينعمها ‎-و يبيض البشرة.

    ‎"وكان الرسول يدهن غبّا ويكتحل وترا‎"يعني

    يدهن يوما بعد يوم ويكتحل ثلاث مرات.

    وقد أثبت العلم الحديث أيضا أن الإدهان كل يوم يؤدي إلى انسداد مسام البشرة ويؤذيها.
    سبحان الله‎!


    النقطة الرابعة:-

    جمال العين وإطالة الرموش:

    قال رسول الله
    :"خير أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر‎" قبل نومك وأثناء نهارك لا تنسين الإثمد

    فإنه خير أكحالنا التي نكتحل بها كما قال رسول الله لقد جاء
    لي حساسيةفي عيني
    لم أكن أستطيع الإكتحال بأي شيء غير الإثمد هو الوحيد الذي أضعه ولا يسبب لي أي حساسية.
    سبحان الله‎!
    إن رسول الله لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى فكل ما يقوله لنا يجب
    علينا تصديقه واتباعه حتى تنالنا بركته

    هذه الوصفات النبوية التي ذكرتها ما هي إلا نقطة من بحر علم النبي

    بينها لنا وأوضحها منذ قرون

    وسهل لنا عناء البحث ومشقة التجريبة آمنا به رسولا نبيا بشيرا ونذيرا .
    فإذا أحببتي أن تحصلي على شيئين في وقت واحد ‎:

    أن تكوني جميلة وأن تؤجري على هذا الجمال اتبعي هديه
    تأخذي أجر اتباعك له واقتدائك بسنته وسمته وتحصلي على الجمال الذي ابتغيتيه بأقل التكاليف
    وأسهل الطرق ولن أقول أخف الأضرار ولكن بدون أي أضرار جانبية أو مضاعفات أو حساسية بقي أمر تأبى يدي إلا

    وأن تكتبه وهو حديث الرسول عندما قال (( اشتقت لأحبابي ، قالوا‎: أو لسنا أحبابك ؟ قال ‎: لا ،

    أنتم أصحابي ، أحبابي أناس يأتون في آخر الزمان القابض منهم على دينه كالقابض على الجمر، أجره سبعين،

    قالوا ‎: منا أم منهم ؟ قال ‎: بل منكم ، لأنكم تجدون على الخير معواناً ولا يجدون ‎)



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  7. #17
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    صاحبة القرآن
    (زبيدة زوجة الرشيد)
    أنصتْ.. استمعْ جيدًا.. تُرَى ما هذا الصوت الغريب القادم من قصر أمير المؤمنين هارون الرشيد، إنه صوتٌ يشبه دَوِىَّ النحل، تعالَ نقترب من القصر، ها قد اتضح الصوت: إنهن جوارى زبيدة زوجة الخليفة يحفظْنَ ويرتلْنَ القرآن الكريم.
    كانت زبيدة تتمنى بينها وبين نفسها أن تتزوج من ذلك الشاب اليافع، وها قد تحقق حلمها الذي كانت تحلم به، فقد عاد ابن عمها هارون الرشيد مع أبيه الخليفة "المهدى" من ميدان المعركة بعد أن حققا النصر على الروم، وستكون الفرحة فرحتين، فرحة النصر، وفرحة الزواج من هارون، نصبت الزينات وأقيمت الولائم التي لم يشهدها أحد من قبل فى بلاد العرب وازينت زبيدة بالحلى والجواهر، والمسك والعنبر والروائح الطيبة تنتشر فى مكان العرس، والناس مسرورون بهذا الزواج المبارك.
    وتزوجت زبيدة من هارون الرشيد، فملأ الحب قلبيهما، واستطاعت بذكائها ولباقتها أن تزيد من حبه لها حتى أصبح لايطيق فراقها ولا يملُّ صحبتها، ولا يرفض لها طلبًا.
    ومرت الأيام، وأنجبت زبيدة من هارون الرشيد ابنها "محمدًا" الأمين وقد أحبته كثيرًا، وكانت شديدة العطف عليه والرفق به لدرجة أنها بعثت ذات يوم جاريتها إلى الكسائى مؤدبه ومعلمه، وكان شديدًا عليه، تقول له : "ترفق بالأمين فهو ثمرة فؤادى وقرة عيني".
    وتولى هارون الرشيد الخلافة، فازداد الخير فى البلاد، واتسع ملكه، لدرجة جعلته يقول للغمامة حين تمر فوقه : "اذهبي فأمطري أَنَّى شئت، فإن خراجك سوف يأتى إلىَّ".
    ورأت "زبيدة" زوجة خليفة المسلمين أن تساهم فى الخير، وفى إعمار بلاد الإسلام، فحين حجت إلى بيت الله الحرام سنة 186هـ ، وأدركت ما يتحمله أهل مكة من المشاق والصعوبات فى الحصول على ماء الشرب، دعت خازن أموالها، وأمرته أن يجمع المهندسين والعمال من أنحاء البلاد، وقالت له : اعمل ولو تكلَّفتْ ضَرْبةُ الفأس دينارًا. وحُفر البئر ليشرب منه أهل مكة والحجاج وعرف بعد ذلك ببئر زبيدة.
    ولم تكتفِ زبيدة بذلك، بل بَنَتْ العديد من المساجد والمبانى المفيدة للمسلمين، وأقامتْ الكثير من الآبار والمنازل على طريق بغداد، حتى يستريح المسافرون، وأرادت زبيدة أن تولى ابنها الأمين الخلافة بعد أبيه، لكن هارون الرشيد كان يرى أن المأمون وهو ابنه من زوجة أخرى أحق بالخلافة لذكائه وحلمه، رغم أنه أصغر من الأمين؛ فدخلت زبيدة على الرشيد تعاتبه وتؤاخذه، فقال لها الرشيد : ويحك، إنما هي أمة محمد (، ورعاية من استرعانى طوقًا بعنقى، وقد عرفت ما بين ابنى، وابنك يا زبيدة، ابنك ليس أهلا للخلافة؛ فقد زينه فى عينيك ما يزين الولد فى عين الأبوين، فاتَّقى الله ؛ فوالله إن ابنك لأحب إلىّ، إلا أنها الخلافة لا تصلح إلا لمن كان أهلا لها، ونحن مسئولون عن هذا الخلق ؛ فما أغنانا أنا نلقى الله بوِزْرِهِمْ، وننقلبَ إليه بإثمهم ؛ فدعينى حتى أنظر فى أمرى. وعلى الرغم من ذلك فقد عهد بولاية العهد لابنه "محمد الأمين"، ثم للمأمون من بعده.
    وحين دخل المأمون بغداد بعد مقتل الأمين، وكان صراع قد شب بينهما حول منصب الخلافة استقبلتْهُ، وقالت له: أهنيكَ بخلافة قد هنأتُ نفسى بها عنكَ، قبل أن أراكَ، ولئن كنتُ قد فقدتُ ابنًا خليفةً؛ لقد عُوِّضْتُ ابنًا خليفة لم ألِدْه، وما خسر من اعتاض مثلك، ولا ثكلت أم ملأت يدها منك، وأنا أسأل الله أجرًا على ما أخذ، وإمتاعًا بما عوض . فقال المأمون: ما تلد النساء مثل هذه. وماذا أبقت فى هذا الكلام لبلغاء الرجال.
    وتُوُفِّيت السيدة زبيدة فى بغداد سنة 216هـ بعد حياة حافلة بالخير والبر، فرحمة الله عليها.










  8. #18
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    من وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام لأبنته السيدة فاطمة الزهراء



    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة طحنت بيديها إلا كتب الله لها بكل حبة


    حسنة ومحا عنها بكل حبة سيئة.









    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة عرقت عند خبزها، إلا جعل الله بينها

    وبين جهنم سبعة خنادق من الرحمة.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة غسلت قدرها، إلا وغسلها الله من

    الذنوب والخطايا.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة نسجت ثوباً، إلا كتب الله لها بكل خيط

    واحد مائة حسنة، ومحا عنها مائة سيئة.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة غزلت لتشتري لأولادها أو عيالها، إلا

    كتب الله لها ثواب من أطعم ألف جائع وأكسى ألف عريان.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة دهنت رؤوس أولادها، وسرحت

    شعورهم، وغسلت ثيابهم وقتلت قملهم إلا كتب الله لها بكل

    شعرة حسنة، ومحا عنها بكل شعرة سيئة، وزينها في أعين

    الناس أجمعين.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة منعت حاجة جارتها إلا منعها الله

    الشرب من حوضي يوم القيامة.






    يا 'فاطمة'! خمسة من الماعون لا يحل منعهن: الماء، والنار،

    والخمير، والإبرة، ولكل واحد منهن آفة، فمن منع الماء بلي

    بعلة الإستسقاء، ومن منع الخمير بلي بالغاشية، ومن منع

    الرحى بلي بصدع الرأس، ومن منع الإبرة بلي بالمغص.






    يا 'فاطمة'! أفضل من ذلك كله رضا الله ورضا الزوج زوجته.






    يا 'فاطمة'! والذي بعثنـي بالحق بشيراً ونذيراً لو متِ، وزوجك

    غير راضٍ عنكِ ما صليت عليكِ.






    يا 'فاطمة'! أما علمت أن رضا الزوج من رضا الله، وسخط

    الزوج من سخط الله؟






    يا 'فاطمة'! طوبى لإمرأة رضي عنها زوجها، ولو ساعة من

    النهار.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة رضي عنها زوجها يوماً وليلة، إلا كان

    لها عند الله أفضل من عبادة سنة واحدة صيامها وقيامها.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة رضي عنها زوجها ساعة من النهار،

    إلا كتب الله لها بكل شعرة في جسمها حسنة، ومحا عنها بكل

    شعرة سيئة.






    يا 'فاطمة'! إن أفضل عبادة المرأة في شدة الظلمة أن تلتزم

    بيتها.






    يا 'فاطمة'! إمرأة بلا زوج كدار بلا باب، إمرأة بلا زوج كشجرة

    بلا ثمرة.






    يا 'فاطمة'! جلسة بين يدي الزوج أفضل من عبادة سنة،

    وأفضل من طواف.






    إذا حملت المرأة تستغفر لها الملائكة في السماء والحيتان في

    البحر، وكتب الله لها في كل يوم ألف حسنة، ومحا عنه ألف

    سيئة.






    فإذا أخذها الطلق كتب الله لها ثواب المجاهدين وثواب الشهداء

    والصالحين، وغسلت من ذنوبها كيوم ولدتها أمها، وكتب الله

    لها ثواب سبعين حجة.






    فإن أرضعت ولدها كتب لها بكل قطرة من لبنها حسنة، وكفر

    عنها سيئة، واستغفرت لها الحور العين في جنات النعيم.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة عبست في وجه زوجها، إلا غضب الله

    عليها وزبانية العذاب.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة قالت لزوجها أُفاً لك، إلا لعنها الله من

    فوق العرش والملائكة والناس أجمعين.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة خففت عن زوجها من كآبته درهماً

    واحداً، إلا كتب الله لها بكل درهم واحد قصر في الجنة.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة صلت فرضها ودعت لنفسها ولم تدع

    لزوجها، إلا رد الله عليها صلاتها، حتى تدعو لزوجها.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة غضب عليها زوجها ولم تسترض منه

    حتى يرضى إلا كانت في سخط الله وغضبه حتى يرضى عنها

    زوجها.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة لبست ثيابها وخرجت من بيتها بغير

    إذن زوجها إلا لعنها كل رطب ويابس حتى ترجع إلى بيتها.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة نظرت إلى زوجها ولم تضحك له، إلا

    غضب عليها في كل شيء.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة كشفت وجهها بغير إذن زوجها، إلا

    أكبها الله على وجهها في النار.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة أدخلت إلى بيتها ما يكره زوجها، إلا

    أدخل الله في قبرها سبعين حية وسبعين عقربة، يلدغونها إلى

    يوم القيامة.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة صامت صيام التطوع ولم تستشر

    زوجها، إلا رد الله صيامها.






    يا 'فاطمة'! ما من إمرأة تصدقت من مال زوجها، إلا كتب الله

    عليها ذنوب سبعين سارقاً.






    فقالت له 'فاطمة' الزهراء :





    يا أبتاه متى تدرك النساء فضل المجاهدين في سبيل الله تعالى؟

    فقال لها: ألا أدلك على شيء تدركين به المجاهدين، وأنت في

    بيتك؟ فقالت: نعم يا أبتاه.








    فقال: تصلين في كل يوم ركعتين تقرئين في كل ركعة فاتحة

    الكتاب مرة، و'قل هو الله أحد' ثلاث مرات، فمن فعل ذلك كتب

    الله له ولها ثواب المجاهدين في سبيل الله تعالى....





    ' اللهم صل على محمد وآل محمد' كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم




    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

  9. #19
    مراقب المضايف الاسلامية الصورة الرمزية ابو ضاري


    تاريخ التسجيل
    03 2007
    الدولة
    الجبي
    العمر
    45
    المشاركات
    15,733
    المشاركات
    15,733
    Blog Entries
    1


    صابرة..ومهرها الإسلام
    (أم سليم بنت ملحان)
    بشرها النبي ( بالجنة، فقال: " دخلتُ الجنة، فسمعتُ خشفة (حركة) بين يدي، فإذا أنا بالغميصاء بنت ملحان" [متفق عليه].
    تُري.. ماذا عملت تلك السيدة لتكون من أهل الجنة؟ وماذا عن حياتها؟
    إنها آمنتْ باللَّه، وآثرتْ الإسلام حين أشرقتْ شمسه على العالم، وتعلمتْ فى مدرسة النبوة كيف تعيش المرأة حياتها، تصبر على ما يصيبها من حوادث الزمان؛ كى تنال مقعد الصابرين فى الجنة، وتفوز بمنزلة المؤمنين فى الآخرة.
    فقد فقدت "الرميصاء" ابنها الوحيد، وفلذة كبدها، وثمرة حياتها؛ حيث شاء اللَّه له يمرض ويموت ، فلم تبكِ ولم تَنُحْ، بل صبرتْ واحتسبتْ الأجر عند اللَّه، وأرادت ألا تصدم زوجها بخبر موت ابنه، وقررت أن تسوق إليه الخبر فى لطف وأناة، حتى لايكون وقْع الخبر سيئًا.
    عاد أبو طلحة، وقد كان غائبًا عن هذه الزوجة الحليمة العاقلة، فما إن سمعت صوت زوجها - حتى استقبلته بحفاوة وبوجه بشوش، وقدمت له إفطاره -وكان صائمًا- ثم تزينت له زينة العروس لزوجها ليلة العرس.
    أقبل أبو طلحة يسألها عن الولد، وقد تركه مريضًا قبل أن يخرج، فتجيب فى ذكاء ولباقة: هو أسكن من ذى قبل.
    ثم تتحيَّن الزوجة الصابرة الفرصة، فتبادره فى ذكاء وفطنة بكلمات يحوطها حنان وحكمة قائلة له: يا أبا طلحة...أرأيت لو أن قومًا أعاروا أهل بيت عارية، فطلبوا عاريتهم، أيمنعونهم؟! قال: ليس لهم ذلك، إن العارية مؤداة إلى أهلها. فلما انتزعت منه هذا الجواب، قالت: إن اللَّه أعارنا ابننا، ثم أخذه مِنَّا، فاحتسِبْه عند اللَّه.. قال: إنا للَّه وإنا إليه راجعون. ووجد فى نفسه مما فعلت زوجته.
    فلما لاح الفجر، ذهب أبو طلحة إلى النبي ( يخبره بما كان من زوجه أم سليم، فيقول النبي (:"بارك اللَّه لكما فى ليلتكما" [البخاري].
    يقول أحد الصحابة: إنه وُلد لأم سليم وزوجها من تلك الليلة عبد اللَّه بن أبى طلحة فكان لعبد الله عشرة من الولد، كلهم قد حفظ القرآن الكريم، وكان منهم إسحق بن عبد الله الفقيه التابعى الجليل.
    كانت أم سليم مؤمنة مجاهدة تشارك المسلمين فى جهادهم لرفع راية الجهاد والحق، فكانت مع أم المؤمنين السيدة عائشة - رضى اللَّه عنهما - يوم أُحد، فكانتا تحملان الماء وتسقيان العطشي. وفى يوم حنين جاء أبو طلحة يُضحك رسول اللَّه ( من أم سليم، فقال: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر؟فقالت: يا رسول الله إن دنا منى مشرك؛ بقرت به بطنه [ابن سعد].
    ولم تكتف الرميصاء بالمشاركة فى ميدان الجهاد، بل اشتهرت مع ذلك بحبها الشديد للعلم والفقه، فعن أم سلمة -رضى الله عنها- قالت: جاءت أم سليم إلى رسول اللَّه (، فقالت: إن اللَّه لا يستحيى من الحق، فهل على المرأة من غُسل إذا احتلمت؟ فقال (: "إذا رأت الماء" (فغطَّتْ أم سلمة وجهها حياءً) وقالت: أو تحتلم المرأة؟
    قال: "نعم. تَرِبَتْ يمينُكِ فبِمَ يُشْبِهُـهَا ولدُها؟" [البخاري].
    وقد اختلفوا فى اسمها، فقيل، سهلة، وقيل: رُميلة. وقيل: رُميتة، وقيل: أنيفة، وتعرف بأم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد ابن حرام من الخزرج من بنى النجار، تربطها بالنبى ( صلة قرابة، ذلك أن بنى النجار هم أخوال أبيه، وهى أخت حرام بن ملحان، أحد القراء السبعة، وأخت أم حرام زوجة عبادة بن الصامت .
    تزوجت "مالك بن النضر" فولدت له أنس بن مالك.
    وذات يوم جاءت أم سليم إلى زوجها مالك بن النضر -وكانت قد أسلمت، وهو لا يزال على شِْركه - فقالت له: جئتُ اليوم بما تكره؟ فقال: لا تزالين تجيئين بما أكره من عند هذا الأعرابى (يقصد رسول اللَّه (). قالت: كان أعرابيّا اصطفاه الله واختاره، وجعله نبيّا. قال: ما الذي جئتِ به؟ قالت: حُرِّمت الخمر. قال: هذا فراق بينى وبينك، فمَات مشركًا. وتقدم "أبو طلحة" إلى أم سليم ليخطبها، وذلك قبل أن يسلم، فقالت له: أما إنى فيك لراغبة، وما مثلك يُرد، ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة، فإن تسلم؛ فذلك مهري، لا أسألك غيره. فأسلم أبو طلحة وتزوجها. وفى رواية أنها قالت: يا أبا طلحة ألستَ تعلم أن إلهكَ الذي تعبده خشبة نبتتْ من الأرض نَجَرَها حبشى بن فلان؟ قال: بلي. قالت: أفلا تستحيى أن تعبدها؟ لئن أسلمت لم أُرِدْ منك من الصداق غير الإسلام.فأسلم. قالت: يا أنس! زوِّج أبا طلحة. فكان ابنها وليَّها فى عقدها. قال ثابت: فما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم: الإسلام. وكان النبي ( يزور أم سليم -رضى الله عنها- ويتفقد حالها، فسُئل عن ذلك، فقال: "إنى أرحمها. قُتل أخوها معي" [الطبراني]. وأخوها هو "حرام بن ملحان" قتل فى بئر معونة شهيدًا فى سبيل الله. تلك هي أم سليم، عاشت حياتها تناصر الإسلام، وتشارك المسلمين فى أعمالهم، وظلت تكافح حتى أتاها اليقين، فماتت، ودُفنتْ بالمدينة المنورة.رحمها الله تعالى ورضى الله عنها.










  10. #20
    -


    تاريخ التسجيل
    06 2005
    المشاركات
    34,989
    المشاركات
    34,989
    Blog Entries
    78


    نساء في طريق الهجرة ...

    هجره المرسلين ليست كهجره البشر ، ذلك أنها هجرة هدفها التمكين لدين الله تعالى بإرساء قواعده في الأرض لإعلاء شعائره إلى السماء ، وهي هجرة لا يقدم عليها الرسول إلا بإذن ربه ،

    وكم فات هذا المعنى كثيراً من الباحثين فخلطوا حتى آذوا النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم هاجر خوفاً أو فراراً من الأعداء ، يقولون هذا وموسوعات السيرة النبوية بين أيديهم تقص عليهم حث الصديق رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهاجر فيبين له الرسول صلى الله عليه وسلم أنه في انتظار أمر ربه . حتى أذن سبحانه فكانت الهجرة من أجل دين الله : فلم تكن لدنيا .. أو مال ...

    واستوى - لهذا الأمر - رجال ونساء ، وما أكثر ما كان من حديث للرجال في الهجرة ربما كان سبباً في خفاء أمر نسوة كن على طريق الهجرة من قبل الهجرة ومن بعدها ، أديّن أدواراً غاية في الروعة والفداء والإيمان ، نسوة صَدقن أيضاً ما عاهدن الله عليه ، فلمعن في سماء الإسلام نجوماً باهرات لم يكن مثلهن في التاريخ ، ومن تلك النسوة

    1- (التمهيد للهجرة) نسيبة بنت كعب المازنية ، وأم منيع أسماء بنت عمرو السلمية :

    بُعث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ، وأخذ يدعو قومه ، فأسلم منهم قليل ، وبسطت قريش أيديها وألسنتها بالسوء ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل عله يجد من بينها ناصراً ، فلم يجد منها جميعاً أذناً صاغية ولا قلباً واعياً حي لقي في موسم الحج نفراً من الخزرج فعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن فصدقوه وآمنوا به ، وقالوا : إنا تركنا قومنا ، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم ، وعسى أن يجمعهم الله بك فسنقدم عليهم وندعوهم إلى أمرك ، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين فإن يجمعهم الله إليه ، فلا رجل أعز منك ، ثم انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بايعوه .

    فلما عاد إلى المدينة المنورة أذاعوا بها الإسلام فأجاب داعيتهم خلق كثير ، حتى إذا كان موسم الحج من قابل ذلك العام ، خرج من المدينة ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعوه ويؤتوه عهدهم وذمامهم أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأهليهم ، فتوافدوا جميعاً إلى العقبة الثانية التي كانت النواة الأولى في لبنة الدولة الإسلامية ، وما يهمنا من أمر هذه البيعة هو ما كان من أمر المرأتين وهما :

    نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو من بني النجار : وتكنى أم عمارة الأنصارية ، وهي زوج زيد بن عاصم الصحابي الجليل ، وكانت بطلة مجاهدة من أبطال الإسلام ، ويحفظ لها التاريخ وقفتها يوم أحد ، وهي تقاتل دون النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال : [ ما التفت يمينا وشمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني ] وقد جرحت ثلاثة عشر جرحاً ، والدم ينزف منها ، فنادى المصطفى صلى الله عليه وسلم ابنها عمارة قائلاً : [ أمك أمك أعصب جرحها ، بارك الله عليكم من أهل بيت ، مقام أمك خير من مقام فلان وفلان ] فلما سمعت أمه قالت : ادع الله أن نرافقك في الجنة، فقال : [ اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة ] فقالت : ما أبالي ما أصابني من الدنيا .

    ويحدث التاريخ عن موقفها في حروب الردة ومقاتلة مسيلمة الكذاب الذي قتل ابنها حبيب وقطعه قطعاً ، وشاركت في الحرب كأحد الأبطال الميامين حتى قطعت يدها ، فهذه المرأة وما اتصفت به من صفات تفوق الخيال كانت أولى المبايعات للنبي صلى الله عليه وسلم وامرأة بمثل هذه القوة والشجاعة لابد أن يكون لها في قومها رأي ومكانة ، ولابد أن يكون لها تأثير على نساء قومها ، الذين عرفوا فيما بعد الأنصار .

    ب. أم منيع : أسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي بن سواد بن سلمة ، وتعرف بأم منيع الأنصارية ، وهي أم معاذ بن جبل ، أحد الأئمة المعدودين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت حين تنفس صبح الإسلام بالمدينة المنورة ، قبل بيعة العقبة الثانية ، وجاءت مع وفد البيعة وكانت من أتم القوم عقلاً ، وأحكمهم رأياً ، ومن المشاركات في الجهاد في غزوة خيبر .

    كلتا المرأتين كانت مثالاً في قومها للرأي والحكمة والعقل والشجاعة ، ولا بد أن يكون لذلك تأثير على من سواهما من نساء يثرب ، فقامتا مع الرجال بتعبئة الجو العام اليثربي وتهيئته للإسلام حتى كانت الهجرة فكان المجتمع اليثربي مستعداً لتكوين وتشييد وإقامة الدولة الإسلامية التي تكونت نواتها الأولى ببيعة العقبة .

    2- ( طليعة الهجرة ) ليلى بنت أبي حثمة العدوية :

    هي ليلى بنت أبي حثمة بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن كعب بن لؤي القرشية العدوية ، زوج عامر بن ربيعة العنبري .

    قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كان زوجها مهيأ نفسياً لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم والإيمان بدينه ، وذلك لأن زيد بن عمرو بن نفيل قال لعامر زوجها ، أنا أنتظر نبياً من ولد إسماعيل ، ثم من بنى عبد المطلب ، ولا أراني أدركه ، وأنا أومن به وأصدقه وأشهد أنه نبي ، فإن طالت بك مدة - يا عامر - ورأيته فأقرئه مني السلام.

    وهكذا كانت ليلى مهيأة لقبول الدين الجديد ، لأنه زوجها كان يردد كثيراً قول زيد بن عمرو بن نفيل فلما سرى في مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله الواحد الأحد أقبل عامر وليلى وأسلما ، وكانا في طليعة المهاجرين إلى الحبشة لما اشتد أذى قريش ، وقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : [ أخرجوا إلى أرض الحبشة فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد ، وهي أرض صدق ] تقول ليلى : كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا ، فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة ، جاءني عُمر وأنا على بعيري نريد أن نتوجه ، فقال : أين يا أم عبد الله ؟ - وهي أم عبد الله بن عامر ، وبه كانت تكنى – فقلت آذيتمونيا في ديننا ، فنذهب في أرض الله حيث لا نؤذى في عبادة الله ، فقال : صحبكم الله ، ثم ذهب فجاءني زوجي عامر بن ربيعة ، فأخبرته بما رأيت من رقة عمر ، فقال : ترجين أن يسلم ؟ فقلت نعم .. وهاجرت وهي وزوجها إلى الحبشة ، ولما علم المهاجرون بإسلام عمر عادوا أملاً في أن يكون فيه المنعة والحماية ، فلما اشتد أذى الكفار ، هاجرت ليلى وزوجها عامر مرة أخرى عائدة إلى الحبشة ، وعندما أذن النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة إلى يثرب وقال : [ من أرد أن يخرج فليخرج إليها ] كانت ليلى بنت أبي حثمة ، هي أول امرأة هاجرت إلى المدينة ، فقد كان أول المهاجرين - أبو سلمة- ثم تبعه ، عامر بن ربيعة ، وزوجه ليلى وتعد أول ظعينة تهاجر إلى المدينة ، ويظن الكثير أن أول مهاجرة كانت أم سلمة ولكنها كانت ليلى وليست أم سلمة كما سيتضح من عرضنا لأم سلمة فيها بعد .
    ولم تكن هجرة ليلى بنت أبي حثمة ، إلى يثرب -المدينة- مجرد انتقال من مكان إلى مكان ولكن كان لها دور إيجابي هي وباقي المهاجرات والمهاجرين في توطيد دعائم الدين الإسلامي في قلوب اليثربيات واليثربيين ، وليس أدل على ذلك مما رأيناه من خروج الأنصار والمهاجرين ونسائهم للقاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد علمهم بهجرته المباركة .

    3. (بداية الهجرة) رقيقة بنت صيفي :

    هي رقيقة بنت صيفى وقيل بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، عمها عبد المطلب بن هاشم وكان أسن منه ، وتتصل رقيقة برسول الله صلى الله عليه وسلم في هاشم بن عبد مناف فهو جدها وجد أبيه ، ولما أدركها الإسلام كانت قد تطاول عليها القدم ، وجاوزت حد الهرم ، والتاريخ الإسلامي يحفظ لها وقفة مع الإسلام ، كثيراً ما يغفلها المؤرخون ، فلقد كانت ترقب ما يدور على الساحة من حولها وترى أن عدد المسلمين في ازدياد ، وكذلك عذاب المشركين يحمي وطيسه كلما أسلم مشرك ، وقد اجتمع كبار المشركين ليلاً ومعهم إبليس اللعين في صورة شيخ نجدي وانتهى أمرهم إلى أن يقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم في داره ، بيد فتية ، من كل قبيلة فتى ليتوزع دمه صلى الله عليه وسلم في القبائل ، تلك المرأة المسنة - رقيقة - هي التي استشفت خبر قريس يوم ائتمروا بالنبي صلى الله عليه وسلم فذهبت العجوز تجر أثقالها حتى أنهت إلى النبي صلى الله عليه وسلم الخبر وحذرته من المبيت في داره وحدثته بحديث القوم الذي لا يعلمه إلا الله ثم هي ومن تآمروا عليه ، ذهبت العجوز التي أنافت على المائة ، لتنقل الخبر ولم تأمن على نقله ابنها مخرمة بن نوفل وهو من لحمة النبي صلى الله عليه وسلم وذوي صحبته ، ذلك لأن الشك فيها وهي العجوز المسنة مستبعد ، وما أطيب امرأة ، وأجل منزلتها أن ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما سبق به جبريل إليه على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام .
    ولعل هناك من يقول : وأي عظمة تجدها امرأة سمعت خبراً فألقته كما سمعته ؟
    ذلك قول من لم يستبطن الأمر ، ويتبين دخيلته ، فإن فئة قليلة العدد خطيرة الغرض ، من هامات القوم ، وأشداء فتيانهم ، بيتوا أمرهم واحتجزوا خبرهم عن بقيتهم ، والممالئين لهم ، وتعاهدوا وتعاقدوا ألا يذيعوه حتى يمضوه ، فئة ذلك شأنها وتلك غايتها ليس بالهين اليسير كشف أمرها والوقوف على ذوات نفوسها ، واستنقاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كيدها وشر عائلتها .

    وتكون –رقيقة- مشاركة في أعظم حوادث الإسلام خطراً ، وأبقاها أثراً ، وأدومها على مر الدهور ذكراً ، وأقومها ببناء الإسلام ، وبنقلها خبر قريش يكون البدء الفعلي للهجرة .



    هكذا هم الغرباء يأتون ويرحلون بـصمت ..!

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 4 (0 من الأعضاء و 4 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. نساء معنفات
    بواسطة شام في المنتدى المضيف العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 09-09-2008, 05:01
  2. نساء خائنات ..
    بواسطة ملامح شمري في المنتدى مضيف فيض المشاعر
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 06-06-2008, 19:05
  3. نساء بلا طعم...!
    بواسطة عبدالرحمن في المنتدى مضيف آدم وحواء
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 23-12-2007, 00:31
  4. نساء في زيّ بلدي !!!
    بواسطة محمدالشمري في المنتدى مضيف فلّة الحجاج
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 08-01-2006, 18:51
  5. نساء عن الف رجل...
    بواسطة فوفو في المنتدى مضيف آدم وحواء
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 02-08-2002, 03:36

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع ما يطرح بالمضايف يعبر عن وجهة نظر صاحبه وعلى مسؤوليته ولا يعبر بالضرورة عن رأي رسمي لإدارة شبكة شمر أو مضايفها
تحذير : استنادا لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية بالمملكة العربية السعودية, يجرم كل من يحاول العبث بأي طريقة كانت في هذا الموقع أو محتوياته